أتابع يوميات الشاب البحريني «بوعيسى» على السوشال ميديا الذي يعجبني أسلوبه وطرحه الممتع لبعض المواضيع الاجتماعية. مؤخراً، تحدث هذا الشاب عن «العانس» ووجه اللوم لمن ينتقد المرأة إذا لم ترزق بالزوج. وحتى هنا، والأمر «عال العال».
بعدها، أرفق في حسابه مداخلة لإحدى الطبيبات الشابات المتحمسات والتي عقبت قائلة إن الرجل «لن يضيف لها شيئاً» و«لن يضيف شيئاً إلى نساء كثيرات»، وبينت أن الرجال الذين تعتبرهم سندها في الحياة هم أبوها وأخوانها وأخوالها فقط!
أزعجتني المداخلة نوعاً ما، وشعرت بتغلغل فكر مستورد إلى عقول بعض شاباتنا، قد يجعلهن يرددن كلاماً لا يناسب وضعنا وطبيعتنا هنا. كما لاحظت في هذه المداخلة الحماسية تكراراً لنفس الطرح الذي تعلنه الكثير من نساء الغرب المتمردات.
فبعض النساء في تلك البلدان أعلن عدم حاجتهن للرجل كزوج لأنهن حققن النجاح الوظيفي وأصبحن قادرات على التكفل بشوؤنهن المالية لوحدهن.
لكن من يدقق أكثر يكتشف أن أغلب النساء الغربيات اللواتي يرددن أن الزوج «لا يضيف لهن شيئاً» يخضن في علاقات مع «صديق» يتم استبداله بين فترة وأخرى!
هذا التناقض يظهر أنه لا يمكن للمرأة - حتى لو كانت متمردة - أن تستغني عن الرجل مهما ادعت غير ذلك. فلو غاب الزوج يأتي مكانه الصديق «الرجل» المباح له كل شيء.
والرجل ليس محفظة أموال فقط كما يتم تصويره من قبل المتمردات، لأن الرجل يلعب أدواراً أكثر أهمية في حياة المرأة. فهو يلبي حاجة عاطفية غريزية خلق بها النساء ولا يستطعن التغاضي عنها مهما كابرن. والرجل يهدي المرأة نعمة الأبناء والتي تحلم بها طوال حياتها ويوفر لها استقراراً هي بأمس الحاجة له وأسرة تكون هي فيها الأم ويتعاون معها على تحمل المسؤوليات.
لا يعني النجاح الوظيفي للمرأة، أنها تستطيع أن تستغني عن الرجل. ولو كان ذلك صحيحاً، لتوقفت البشرية عن الاستمرار والتكاثر فأغلب نساء العالم يعملن هذه الأيام والكثير منهن ناجحات. ولو كان طرح النساء الغربيات المتمردات صادقاً، لتوقفن كذلك عن إقامة العلاقات غير الشرعية والحمل خارج إطار الزواج!
ولأن في بلداننا مثل هذه الخيارات مرفوضة، فالتكبر على الرجل «الزوج» بالإعلان «أنه لن يضيف لهن شيئاً»، أمر ليس مقبولاً إطلاقاً ويؤدي إلى الكثير من التأويلات.
من جانب آخر، ما يعنيه النجاح الوظيفي للمرأة هو أنها لديها فرصة أفضل لاختيار زوج يناسبها بعيداً عن حسبة المال والمدخول. فالمرأة الناجحة وظيفياً، بإمكانها أن تختار ما بين متواضع الإمكانيات المادية وميسور الحال حيث يصبح عندها القدرة أن تدقق أكثر في أخلاق وأطباع شريك الحياة بدون أن يؤثر في قرارها حسابه البنكي.
ولنا في زواج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خير درس ومثال. فالمرأة الغنية ذات المال والحسب والكبيرة نسبياً في العمر لم تتعالَ وتتكبر على الزواج ولم تقل «الزوج لن يضيف لي شيئاً» بل سخرت إمكانياتها للبحث عن زوج ذي أخلاق رفيعة بعيداً عن ما يملك من أموال ووفقها الله سبحانه وتعالى بسيد الخلق أجمعين والذي لم يكن رسولاً ولا يملك مالاً عندما تزوجته ولكن كان أفضل الناس خلقاً وصدقاً وأمانة.
بدلاً من المكابرة والتلفظ بعبارات مستوردة، أقترح على مثل تلك التي تردد أن «الرجل لن يضيف لهن شيئاً» أن تعد حساباتها، فالرجل «الزوج» في أغلب الأحيان أفضل وأهم من كل النجاحات. ومن لم توفق بالزوج حتى الآن، فعليها بالصبر والتضرع إلى الله كي يرزقها ابن الحلال الذي سيضيف -بإذن الله تعالى- إلى حياتها الكثير.
{{ article.visit_count }}
بعدها، أرفق في حسابه مداخلة لإحدى الطبيبات الشابات المتحمسات والتي عقبت قائلة إن الرجل «لن يضيف لها شيئاً» و«لن يضيف شيئاً إلى نساء كثيرات»، وبينت أن الرجال الذين تعتبرهم سندها في الحياة هم أبوها وأخوانها وأخوالها فقط!
أزعجتني المداخلة نوعاً ما، وشعرت بتغلغل فكر مستورد إلى عقول بعض شاباتنا، قد يجعلهن يرددن كلاماً لا يناسب وضعنا وطبيعتنا هنا. كما لاحظت في هذه المداخلة الحماسية تكراراً لنفس الطرح الذي تعلنه الكثير من نساء الغرب المتمردات.
فبعض النساء في تلك البلدان أعلن عدم حاجتهن للرجل كزوج لأنهن حققن النجاح الوظيفي وأصبحن قادرات على التكفل بشوؤنهن المالية لوحدهن.
لكن من يدقق أكثر يكتشف أن أغلب النساء الغربيات اللواتي يرددن أن الزوج «لا يضيف لهن شيئاً» يخضن في علاقات مع «صديق» يتم استبداله بين فترة وأخرى!
هذا التناقض يظهر أنه لا يمكن للمرأة - حتى لو كانت متمردة - أن تستغني عن الرجل مهما ادعت غير ذلك. فلو غاب الزوج يأتي مكانه الصديق «الرجل» المباح له كل شيء.
والرجل ليس محفظة أموال فقط كما يتم تصويره من قبل المتمردات، لأن الرجل يلعب أدواراً أكثر أهمية في حياة المرأة. فهو يلبي حاجة عاطفية غريزية خلق بها النساء ولا يستطعن التغاضي عنها مهما كابرن. والرجل يهدي المرأة نعمة الأبناء والتي تحلم بها طوال حياتها ويوفر لها استقراراً هي بأمس الحاجة له وأسرة تكون هي فيها الأم ويتعاون معها على تحمل المسؤوليات.
لا يعني النجاح الوظيفي للمرأة، أنها تستطيع أن تستغني عن الرجل. ولو كان ذلك صحيحاً، لتوقفت البشرية عن الاستمرار والتكاثر فأغلب نساء العالم يعملن هذه الأيام والكثير منهن ناجحات. ولو كان طرح النساء الغربيات المتمردات صادقاً، لتوقفن كذلك عن إقامة العلاقات غير الشرعية والحمل خارج إطار الزواج!
ولأن في بلداننا مثل هذه الخيارات مرفوضة، فالتكبر على الرجل «الزوج» بالإعلان «أنه لن يضيف لهن شيئاً»، أمر ليس مقبولاً إطلاقاً ويؤدي إلى الكثير من التأويلات.
من جانب آخر، ما يعنيه النجاح الوظيفي للمرأة هو أنها لديها فرصة أفضل لاختيار زوج يناسبها بعيداً عن حسبة المال والمدخول. فالمرأة الناجحة وظيفياً، بإمكانها أن تختار ما بين متواضع الإمكانيات المادية وميسور الحال حيث يصبح عندها القدرة أن تدقق أكثر في أخلاق وأطباع شريك الحياة بدون أن يؤثر في قرارها حسابه البنكي.
ولنا في زواج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خير درس ومثال. فالمرأة الغنية ذات المال والحسب والكبيرة نسبياً في العمر لم تتعالَ وتتكبر على الزواج ولم تقل «الزوج لن يضيف لي شيئاً» بل سخرت إمكانياتها للبحث عن زوج ذي أخلاق رفيعة بعيداً عن ما يملك من أموال ووفقها الله سبحانه وتعالى بسيد الخلق أجمعين والذي لم يكن رسولاً ولا يملك مالاً عندما تزوجته ولكن كان أفضل الناس خلقاً وصدقاً وأمانة.
بدلاً من المكابرة والتلفظ بعبارات مستوردة، أقترح على مثل تلك التي تردد أن «الرجل لن يضيف لهن شيئاً» أن تعد حساباتها، فالرجل «الزوج» في أغلب الأحيان أفضل وأهم من كل النجاحات. ومن لم توفق بالزوج حتى الآن، فعليها بالصبر والتضرع إلى الله كي يرزقها ابن الحلال الذي سيضيف -بإذن الله تعالى- إلى حياتها الكثير.