شو صاير ببلد العيد مزروعة عالداير نار وبواريد؟
هو السؤال الذي وجّه للسيدة فيروز في سبعينات القرن الماضي في كل مكان ودولة كانت تقصدها للطرب والغناء ونشر ثقافة التلاقي عبر الكلمات والألحان، ولاشك بأنها في كل مرة كانت تدمع عينها ويُفطَرُ قلبها وهي تخبرهم: «إن لبنان الحبيب يتعرض للاجتياح الإسرائيلي والناس في شتات أو في الملاجئ تختبئ من قصف دبابات العدوان».
وفي الثمانينات وجّه إليها نفس السؤال فناشَدَتهُم بعزة تملأ الوجدان، بأن، «لبنان حيرجع جديد لبنان الكرامة والشعب العنيد». بالرغم من علمها لتقسيمه لدويلات يحكمها زمرة من الإقطاعيين والشعب مقسم بين يسار ويمين وكل مجموعة تتبع زعيماً تعتبره لها من المُخَلّصين وهو في الحقيقة يستخدمها لزرع نفوذه ورفع رصيده المخبأ في مكان بعيد عن ألسنة القال والقيل.
واليوم يوجّه إليّ نفس السؤال - شو عم يصير في لبنان، الدنيا عندكم مقلوبة ومش مفهوم لها عنوان؟
بكل فخز واعتزاز أرد عليهم بأن هذه المرة عنوانها، ثورة شعب استيقظ من سباته العقيم، ما عادت الناس في المنازل والبيوت تتوارى عن قصف عدوان أو تخريب ميليشيات، 17 أكتوبر يوم يسجّل في تاريخ لبنان الحديث أن الناس نزلت الشوارع واكتسحت الساحات... الناس اتحدت تضامنت تكاتفت ما عاد يخيفها تهديد ولا خطابات السياسيين الرنانة المكللة بالأهازيج أو المكحلة بدموع التماسيح.
فهنا السؤال الذي يطرح نفسه تباعاً، «طيب ليش كل هذا الشي»... يعني هل من أمر عظيم يستدعي أن تقفل الطرقات بسلاسل بشرية قوتها تفوق قوة الرياح والنيران؟
الجواب نعم وبكل تأكيد، فالشعب اللبناني ولله الحمد كُشف عن عيونه الظلام وما عاد يقبل بالفرقة والتقسيم وأصبح يتوجه مباشرة للمسؤولين المعنيين بالحفاظ على كرامته من الفقر والعوز والجوع والتقصير والحياة المليئة بالقهر وفوق كل ما يعانيه يفتح أبوابه للاجئين من كل حدب وصوب بالرغم من حالة التقنين...
فللمشككين الظّانين، أن ثورة الشعب لم تكن بحاجة إلى تأجيج وتمويل من الخارج وإنما هي نتاج أزمات اقتصادية متراكمة وسوء تدبير وتفكير من الداخليين. بداية مع أزمة الدولار وثم النيران التي التهمت الغابات لسبب سوء إدراك المسؤولين والضرائب المفروضة على البنزين «البترول» وارتفاع قيمة القمح ومحاربة المواطن بلقمة العيش، وضريبة الواتساب، ومحاولة سد العجز بتحميل الشعب ضرائب ليس له علاقة بها والقائمة تطول وللحديث بقية تُؤلم القلوب. ألم يكن هذا سبباً كي يقول الشعب «كفى» لكل المسؤولين الذين يقودون الديار إلى الخراب بطريقة سلمية خالية من الدماء والدمار؟!
هو السؤال الذي وجّه للسيدة فيروز في سبعينات القرن الماضي في كل مكان ودولة كانت تقصدها للطرب والغناء ونشر ثقافة التلاقي عبر الكلمات والألحان، ولاشك بأنها في كل مرة كانت تدمع عينها ويُفطَرُ قلبها وهي تخبرهم: «إن لبنان الحبيب يتعرض للاجتياح الإسرائيلي والناس في شتات أو في الملاجئ تختبئ من قصف دبابات العدوان».
وفي الثمانينات وجّه إليها نفس السؤال فناشَدَتهُم بعزة تملأ الوجدان، بأن، «لبنان حيرجع جديد لبنان الكرامة والشعب العنيد». بالرغم من علمها لتقسيمه لدويلات يحكمها زمرة من الإقطاعيين والشعب مقسم بين يسار ويمين وكل مجموعة تتبع زعيماً تعتبره لها من المُخَلّصين وهو في الحقيقة يستخدمها لزرع نفوذه ورفع رصيده المخبأ في مكان بعيد عن ألسنة القال والقيل.
واليوم يوجّه إليّ نفس السؤال - شو عم يصير في لبنان، الدنيا عندكم مقلوبة ومش مفهوم لها عنوان؟
بكل فخز واعتزاز أرد عليهم بأن هذه المرة عنوانها، ثورة شعب استيقظ من سباته العقيم، ما عادت الناس في المنازل والبيوت تتوارى عن قصف عدوان أو تخريب ميليشيات، 17 أكتوبر يوم يسجّل في تاريخ لبنان الحديث أن الناس نزلت الشوارع واكتسحت الساحات... الناس اتحدت تضامنت تكاتفت ما عاد يخيفها تهديد ولا خطابات السياسيين الرنانة المكللة بالأهازيج أو المكحلة بدموع التماسيح.
فهنا السؤال الذي يطرح نفسه تباعاً، «طيب ليش كل هذا الشي»... يعني هل من أمر عظيم يستدعي أن تقفل الطرقات بسلاسل بشرية قوتها تفوق قوة الرياح والنيران؟
الجواب نعم وبكل تأكيد، فالشعب اللبناني ولله الحمد كُشف عن عيونه الظلام وما عاد يقبل بالفرقة والتقسيم وأصبح يتوجه مباشرة للمسؤولين المعنيين بالحفاظ على كرامته من الفقر والعوز والجوع والتقصير والحياة المليئة بالقهر وفوق كل ما يعانيه يفتح أبوابه للاجئين من كل حدب وصوب بالرغم من حالة التقنين...
فللمشككين الظّانين، أن ثورة الشعب لم تكن بحاجة إلى تأجيج وتمويل من الخارج وإنما هي نتاج أزمات اقتصادية متراكمة وسوء تدبير وتفكير من الداخليين. بداية مع أزمة الدولار وثم النيران التي التهمت الغابات لسبب سوء إدراك المسؤولين والضرائب المفروضة على البنزين «البترول» وارتفاع قيمة القمح ومحاربة المواطن بلقمة العيش، وضريبة الواتساب، ومحاولة سد العجز بتحميل الشعب ضرائب ليس له علاقة بها والقائمة تطول وللحديث بقية تُؤلم القلوب. ألم يكن هذا سبباً كي يقول الشعب «كفى» لكل المسؤولين الذين يقودون الديار إلى الخراب بطريقة سلمية خالية من الدماء والدمار؟!