البعض يعتقد أن ظروفه في بعض الأحيان تتحتم عليه أن تقل مراتب العطاءات الحياتية، ويظل حبيس أدراج الروتين اليومي الممل، فتراه قد سلم نفسه للظروف، وسلم نفسه لمساحات نفسه التي أجبرته أن يقول بلا تردد: «يكفيك.. أنت مرتاح!».. البعض تناسى أنه خلق ليكون خليفة الله في الأرض، وتناسى أن مرحلة العطاء الحقيقي تبدأ ما بعد الأربعين وهو سن النضج والاستشارات والتمكين. فها هو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم قد حمل رسالة البشرية في سن الأربعين. ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: «بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين، ومات وهو ابن ثلاث وستين». ويقول المولى عز وجل: «حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين». ندرك من هنا بأن تمام النضوج في جوانب الشخصية المختلفة تبدأ في سن الأربعين وهو سن الخبرات المتراكمة لشخصيات قادرة على الإنتاجية والعطاء والتأثير في المجتمع. يقول المؤلف راغب السرجاني: «النقطة التي أُريد أن ألفت لها الأنظار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد سن الأربعين سيبدأ لا أقول في قيادة مكة وحدها، أو قيادة العرب، بل سيبدأ في قيادة الدنيا بكاملها، وهنا لفتة لكل المسلمين الذين يقرؤون سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه ينبغي ألا يظن أحد أنه إذا فات من عمره أربعون سنة أنه قد مضى به قطار العمر، فقد يكون أمامك خطوات يمكن أن تغير بها خريطة الدنيا. فينبغي لكل من وصل إلى هذه السن أن يقف مع نفسه وقفات، وينظر ماذا فعل في المدة التي سبقت من عمره؟ وماذا هو فاعل في المرحلة المتبقية؟ مع العلم أن الفترة المتبقية قد تحمل فيها من الخير والصلاح للنفس وللمجتمع وللأرض بكاملها أضعاف أضعاف ما حملته الفترة السابقة، لأن الإنسان قد اكتمل عقله، وكثرت خبراته، وتعمَّقت رؤيته، وبذلك يمكن أن يحدث أثراً كبيراً في الحياة الدنيا بعد هذه السن».
فكم من ناظر مستبصر لعمره مضت أيام حياته دون أن يشعر، وتلفت يمنة ويسرة فإذا بعمره قد تقدم وقد فاتته الكثير من الفرص الحياتية بحجة يكفي.. أو كفى.. قدمنا ونحتاج لنلملم فيه أوراق الحياة ونتفرغ «للتقاعس البيتي.. المبني على تقاعس العقول وخلودها للراحة». إن خلافة الله في الأرض لم تركز على عمر دون الآخر، فعطاء المرء يجب أن يستمر حتى الرمق الأخير من حياته.. ذلك العطاء المبني على صنع الأثر الجميل وخدمة البشرية جمعاء، لا يركن للخلود لمنتديات الأحاديث الحياتية القاتلة للعطاء!! نحتاج أن نعطي أنفسنا راحة من السويعات لنراجع فيها ذلك العطاء المفقود.. أو بالأصح تلك الحلقة المفقودة التي جعلت النفوس تعيش في غياهب «الواقع المرير» أو «الغفلة المميتة».
مثل هذا العطاء الجميل الذي يجب أن يكون في جميع مراحل عمر الإنسان، وقفت أمامه طويلاً في ذكرى مولد إمام البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تمثل لنا سيرته الأثر الجميل في حياتنا جميعاً لو جعلناها دستوراً في كل تعاملاتنا الحياتية.. فقد بدأ العطاء في حياته عليه الصلاة والسلام في السنوات الأولى من عمره، بل ومنذ اللحظة الأولى من ميلاده والتي ولد خلالها يتيماً ثم بزغ نجمه في سماء العطاء ليواصل رحلة الكفاح والتحدي في بيئة علمته الكثير.. من هنا يجب أن نخلد هذا الأثر في نفوس الأبناء بأن يكونوا أصحاب عطاءات خالدة منذ نعومة أظفارهم، ونعلمهم أن الحياة كفاح وتحدٍّ وصبر ومصابرة وعطاء لا محدود.. وبخاصة في زمان طغت فيه التكنولوجيا وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي على عقول الأبناء وباتت جل أوقاتهم تضيع سدى وتهدر في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع.. نحتاج أن نجدد في أساليب التعليم وفي فتح الكثير من المحاضن التربوية الناشطة التي تتعامل مع روح العصر وتعزز الأساليب التربوية الراقية في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفوس الأبناء بأسلوب متطور يبتعد عن الأسلوب التقليدي العقيم.. بالفعل نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الأجواء التنافسية التي تشكل لنا شخصيات قيادية قادرة على قيادة المجتمع والمساهمة في رفعته وتبوء المناصب المرموقة.. وهذا الأمر بلا شك تحرص عليه قيادتنا الرشيدة في فتح قنوات مهمة لتبوء الشباب للمناصب القيادية، والاستفادة من عطاءات الكبار ونضجهم وتوظيفهم في المجالات المناسبة التي تؤثر إيجاباً في المجتمع.
تأتي ذكرى مولد خير البشرية صلى الله عليه وسلم لتجدد في نفوسنا الإيمان، وتعزز محبته والشوق إلى صحبته في جنات الفردوس والنعيم، وشرب تلك الشربة الهنيئة المرئية التي لا نظمأ بعدها أبداً.. من هنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، ومنها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..». هو ذاك الإيمان الذي نسعى في كل حين لتجديده في حياتنا، الإيمان الذي يدفعنا لمزيد من العطاء والإنتاجية والتأثير بعيداً عن الغوص في متاهات الساعات الحياتية القاتلة التي نضيعها في القيل والقال والمكوث في أجواء النفوس المريضة! تأتي ذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى نجدد حمد الله تعالى وشكره على نعمة الإسلام وأن جعلنا من أمة النبي صلى الله عليه وسلم وهي من خير الأمم، وأن حبانا بنعمة القرآن الكريم الدستور الخالد في كل زمان ومكان.. ذكرى تدعونا لتذكر تلك التربية الفريدة التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرسها في نفوس أصحابه، فجعل لنا منهجاً بيناً في كل شاردة وواردة، لو مشينا في ركابه لاستطعنا أن نكون في مقدمة ركب الأمم المتحضرة.. حبيبنا صلى الله عليه وسلم بذل الكثير من أجل أن يصل الإسلام إلى كافة أنحاء المعمورة، وما نحن إلا نتاج هذا العطاء.. لو استشعرنا ذلك الجهد واستشعرنا معية النبي صلى الله عليه وسلم وحبه لنا، لما ضيعنا لحظة واحدة دون أن نترك فيها الأثر الجميل من العطاء..
* ومضة أمل:
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.
فكم من ناظر مستبصر لعمره مضت أيام حياته دون أن يشعر، وتلفت يمنة ويسرة فإذا بعمره قد تقدم وقد فاتته الكثير من الفرص الحياتية بحجة يكفي.. أو كفى.. قدمنا ونحتاج لنلملم فيه أوراق الحياة ونتفرغ «للتقاعس البيتي.. المبني على تقاعس العقول وخلودها للراحة». إن خلافة الله في الأرض لم تركز على عمر دون الآخر، فعطاء المرء يجب أن يستمر حتى الرمق الأخير من حياته.. ذلك العطاء المبني على صنع الأثر الجميل وخدمة البشرية جمعاء، لا يركن للخلود لمنتديات الأحاديث الحياتية القاتلة للعطاء!! نحتاج أن نعطي أنفسنا راحة من السويعات لنراجع فيها ذلك العطاء المفقود.. أو بالأصح تلك الحلقة المفقودة التي جعلت النفوس تعيش في غياهب «الواقع المرير» أو «الغفلة المميتة».
مثل هذا العطاء الجميل الذي يجب أن يكون في جميع مراحل عمر الإنسان، وقفت أمامه طويلاً في ذكرى مولد إمام البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي تمثل لنا سيرته الأثر الجميل في حياتنا جميعاً لو جعلناها دستوراً في كل تعاملاتنا الحياتية.. فقد بدأ العطاء في حياته عليه الصلاة والسلام في السنوات الأولى من عمره، بل ومنذ اللحظة الأولى من ميلاده والتي ولد خلالها يتيماً ثم بزغ نجمه في سماء العطاء ليواصل رحلة الكفاح والتحدي في بيئة علمته الكثير.. من هنا يجب أن نخلد هذا الأثر في نفوس الأبناء بأن يكونوا أصحاب عطاءات خالدة منذ نعومة أظفارهم، ونعلمهم أن الحياة كفاح وتحدٍّ وصبر ومصابرة وعطاء لا محدود.. وبخاصة في زمان طغت فيه التكنولوجيا وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي على عقول الأبناء وباتت جل أوقاتهم تضيع سدى وتهدر في أمور لا تسمن ولا تغني من جوع.. نحتاج أن نجدد في أساليب التعليم وفي فتح الكثير من المحاضن التربوية الناشطة التي تتعامل مع روح العصر وتعزز الأساليب التربوية الراقية في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في نفوس الأبناء بأسلوب متطور يبتعد عن الأسلوب التقليدي العقيم.. بالفعل نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الأجواء التنافسية التي تشكل لنا شخصيات قيادية قادرة على قيادة المجتمع والمساهمة في رفعته وتبوء المناصب المرموقة.. وهذا الأمر بلا شك تحرص عليه قيادتنا الرشيدة في فتح قنوات مهمة لتبوء الشباب للمناصب القيادية، والاستفادة من عطاءات الكبار ونضجهم وتوظيفهم في المجالات المناسبة التي تؤثر إيجاباً في المجتمع.
تأتي ذكرى مولد خير البشرية صلى الله عليه وسلم لتجدد في نفوسنا الإيمان، وتعزز محبته والشوق إلى صحبته في جنات الفردوس والنعيم، وشرب تلك الشربة الهنيئة المرئية التي لا نظمأ بعدها أبداً.. من هنا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، ومنها أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما..». هو ذاك الإيمان الذي نسعى في كل حين لتجديده في حياتنا، الإيمان الذي يدفعنا لمزيد من العطاء والإنتاجية والتأثير بعيداً عن الغوص في متاهات الساعات الحياتية القاتلة التي نضيعها في القيل والقال والمكوث في أجواء النفوس المريضة! تأتي ذكرى مولد الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى نجدد حمد الله تعالى وشكره على نعمة الإسلام وأن جعلنا من أمة النبي صلى الله عليه وسلم وهي من خير الأمم، وأن حبانا بنعمة القرآن الكريم الدستور الخالد في كل زمان ومكان.. ذكرى تدعونا لتذكر تلك التربية الفريدة التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرسها في نفوس أصحابه، فجعل لنا منهجاً بيناً في كل شاردة وواردة، لو مشينا في ركابه لاستطعنا أن نكون في مقدمة ركب الأمم المتحضرة.. حبيبنا صلى الله عليه وسلم بذل الكثير من أجل أن يصل الإسلام إلى كافة أنحاء المعمورة، وما نحن إلا نتاج هذا العطاء.. لو استشعرنا ذلك الجهد واستشعرنا معية النبي صلى الله عليه وسلم وحبه لنا، لما ضيعنا لحظة واحدة دون أن نترك فيها الأثر الجميل من العطاء..
* ومضة أمل:
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى.