من كان قد استمع لكلمتي مسؤولي الحكومة العراقية حول الثورة الشبابية في الأول من هذا الشهر أكتوبر 2019، على شاشة التلفاز سوف يدرك لأول وهله أن «رؤساء مكونات الحكومة العراقية الثلاثة»، «هم من الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته»، حتى كاد واحد من المسؤولين أن يذرف دموع التماسيح على وجهه وهو يتظاهر أنه مع الشعب وضد الفساد والمفسدين، ويهدد ويتوعد لكي يمتص غضب شعب العراق، وهو يعرف حق المعرفة من هم الذين يقودون الفساد حيث نفد صبر الشعب العراقي منذ 2003، وقطاع كبير من هذا الشعب الذي يقترب عددهم 40 مليوناً بالداخل ومثلهم في الخارج، يعيشون في أوضاع معيشية متدهورة، حيث إن البنية التحتية متدهورة رغم الثروات الطبيعية التي يملكها العراق، وحروب متتابعة على مدى عشرات السنين مع دول مجاورة، وغزو خارجي وتدخل للنظام الإيراني الذي ظن أن الفرصة أصبحت سانحة له بينما هو لا يعرف من هو شعب العراق «سنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين»؟ إنهم لا يرضون بمن يمس كرامتهم وبأنهم لن يقبلوا بأن تكون أرض العراق مستباحة للإيرانيين وهم الذين لقنوا الجيش الإيراني في الثمانينات درساً لن ينساه.
العراق في يوم ما ولايزال هو بوابة الوطن العربي الشرقية التي تحمي العرب من النظام الإيراني وأطماعه وألا يكون من السهل أن يكتمل قمرها الذي تنشده وتصل إلى سوريا ولبنان واليمن إلا عن طريق العراق، ولذا لابد للعرب من اتخاذ استراتيجية لمواجهة الخطر الإيراني لأنه لا يقل عن الخطر الإسرائيلي، ولابد من مساندة العراق عربياً وتسليط الضوء إعلامياً على عروبته وإبراز دور المعتدلين من أبنائه سنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين.
إن أخطر ما واجه العراق بعد الغزو هو دستوره الطائفي وقادته الطائفيون الذين سلم المحتل لهم القيادة مما جعل البلد مقسماً بين سنة وشيعة وعرب وأكراد لتجد إيران ضالتها فتدخلت في كل كبيرة وصغيرة في الشأن الداخلي للعراق فعلا صوت الطائفية والمذهبية على الوطنية، ووظفت آلتها الإعلامية لتعزيز دور المرجعيات الشيعية التابعة لها وتوهم الفرد العراقي الشيعي البسيط أنها جاءت لتحميه وتعيد له عزته ونفوذه وحريته، أما الأكراد وهم لا يقلون خطراً على وحدة العراق من إيران فقد سعوا لتأسيس دولتهم الخاصة بهم وإحياء حلم الدولة الكردية.
ولذا لا يجب ألا نفاجئ بالثورة الشبابية التي قامت في الأول من أكتوبر الحالي فلقد كانت نتيجة تراكمات من الحروب الداخلية الطائفية، والتدخل الإيراني البغيض، بعد الغزو والأحزاب المتهالكة، وتعاقب حكومات فاشلة، ولذا انفجر البركان بالنار، وبما فيه من مواد وصعق ملالي طهران، قبل أن يصعق السلطة الحاكمة في بغداد، التي يتناوب على رئاستها من هم محسوبون على حزب الدعوة التابع للنظام الإيراني.
تباطأت هذه الحكومات الثلاث في رسم سياسات لمستقبل العراق وذلك لخدمة قضايا إيران وصرفت الأموال على الحشد الشعبي الذراع الإيراني في العراق، كل ذلك مثل ضغوطاً سياسية واقتصادية ولوجستية على شعب العراق الذي استهانت به إيران، فكان لابد أن يحدث مثلما حدث ويقول الشعب كلمته، ولن تنتهي هذه الثورة حتى يقف العراق على أرض صلبة، فهو أرض الحضارات ومعقل العروبة والإسلام، ومن هنا لا نريد أن نصبح في يوم ما ونسمع أن العراق تحت قبضة النظام الإيراني، وذلك سوف يشكل تهديداً على أمن المنطقة ولحظة تاريخية تمر على العراق، وإن لم نقف مع العراق كعرب سوف يصبح مثل سوريا ولبنان واليمن التي دنسها النظام الإيراني ونشر الطائفية فيها، ويومها لا ينفع الندم، إنها ساعة الاستغاثة من شعب العراق بكافة مكوناته، فهل ننتظر حتى تصل الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباها ليصبح العراق بلداً فقيراً لا يستطيع أن يوفر حتى اللقمة لشعبه؟ وكذلك لندرك أن مثل هذه الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق والتي يكون فيها رئيس الوزراء مسلماً شيعياً ورئيس الدولة كردياً ورئيس مجلس النواب مسلماً سنياً هذه تركيبة نشتم منها رائحة الطائفية.
ولندرك كذلك أنه حتى لو استطاع هذا النظام السياسي الحالي أن يخمد ثورة الشباب فلن تكون النهاية إنما سوف تظل النار تحت الرماد بانتظار اللحظة المناسبة، وهذا ما حدث سابقاً، حيث إن ثورة البصرة التي قامت ضد النظام أخمدت ولكن لم يتمكن منها النظام، فها هي ثورة الشباب تظهر من الجنوب ولنترك عنا التساؤلات حول من وراء هذه الثورة؟ وما هدفهم؟ فهذه كلها أسئلة يراد منها الإساءة إلى طهارة هذه الثورة التي يقودها الشباب. أين كانت الحكومات الثلاث خلال الـ16 سنة الماضية من معاناة شعب العراق؟ وأين كانوا من الانفلات الأمني ومن التراجع المريع في: الخدمات، والصحة، والتعليم، وفرص العمل، في ظل حكم تفاقم النهب والفساد وسوء الإدارة فيه على أساس المحاصصة الطائفية، حتى هُدرت مئات مليارات الدولارات من واردات العراق، دون دلائل تُذكر لرعاية أجيال البلاد وتأهيلهم وتشغيلهم بدلاً من تشغيل الأجانب، أو دلائل للحفاظ على معالم دولة عصرية كان عليها العراق، حتى صارت الملايين من أوسع الأوساط وخاصة الكادحة والفقيرة تئنّ من التردي وبؤس المعيشة والجوع والتخلف، إضافة إلى العيش في مخيمات النزوح التي تنقطع عنها المعونات لسرقة مسؤولين للإعانات الدولية المكرّسة لعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، وفق وكالات أنباء دولية وغير منحازة، فهل تعاد هذه الأموال للشعب العراقي؟
العراق في يوم ما ولايزال هو بوابة الوطن العربي الشرقية التي تحمي العرب من النظام الإيراني وأطماعه وألا يكون من السهل أن يكتمل قمرها الذي تنشده وتصل إلى سوريا ولبنان واليمن إلا عن طريق العراق، ولذا لابد للعرب من اتخاذ استراتيجية لمواجهة الخطر الإيراني لأنه لا يقل عن الخطر الإسرائيلي، ولابد من مساندة العراق عربياً وتسليط الضوء إعلامياً على عروبته وإبراز دور المعتدلين من أبنائه سنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين.
إن أخطر ما واجه العراق بعد الغزو هو دستوره الطائفي وقادته الطائفيون الذين سلم المحتل لهم القيادة مما جعل البلد مقسماً بين سنة وشيعة وعرب وأكراد لتجد إيران ضالتها فتدخلت في كل كبيرة وصغيرة في الشأن الداخلي للعراق فعلا صوت الطائفية والمذهبية على الوطنية، ووظفت آلتها الإعلامية لتعزيز دور المرجعيات الشيعية التابعة لها وتوهم الفرد العراقي الشيعي البسيط أنها جاءت لتحميه وتعيد له عزته ونفوذه وحريته، أما الأكراد وهم لا يقلون خطراً على وحدة العراق من إيران فقد سعوا لتأسيس دولتهم الخاصة بهم وإحياء حلم الدولة الكردية.
ولذا لا يجب ألا نفاجئ بالثورة الشبابية التي قامت في الأول من أكتوبر الحالي فلقد كانت نتيجة تراكمات من الحروب الداخلية الطائفية، والتدخل الإيراني البغيض، بعد الغزو والأحزاب المتهالكة، وتعاقب حكومات فاشلة، ولذا انفجر البركان بالنار، وبما فيه من مواد وصعق ملالي طهران، قبل أن يصعق السلطة الحاكمة في بغداد، التي يتناوب على رئاستها من هم محسوبون على حزب الدعوة التابع للنظام الإيراني.
تباطأت هذه الحكومات الثلاث في رسم سياسات لمستقبل العراق وذلك لخدمة قضايا إيران وصرفت الأموال على الحشد الشعبي الذراع الإيراني في العراق، كل ذلك مثل ضغوطاً سياسية واقتصادية ولوجستية على شعب العراق الذي استهانت به إيران، فكان لابد أن يحدث مثلما حدث ويقول الشعب كلمته، ولن تنتهي هذه الثورة حتى يقف العراق على أرض صلبة، فهو أرض الحضارات ومعقل العروبة والإسلام، ومن هنا لا نريد أن نصبح في يوم ما ونسمع أن العراق تحت قبضة النظام الإيراني، وذلك سوف يشكل تهديداً على أمن المنطقة ولحظة تاريخية تمر على العراق، وإن لم نقف مع العراق كعرب سوف يصبح مثل سوريا ولبنان واليمن التي دنسها النظام الإيراني ونشر الطائفية فيها، ويومها لا ينفع الندم، إنها ساعة الاستغاثة من شعب العراق بكافة مكوناته، فهل ننتظر حتى تصل الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباها ليصبح العراق بلداً فقيراً لا يستطيع أن يوفر حتى اللقمة لشعبه؟ وكذلك لندرك أن مثل هذه الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق والتي يكون فيها رئيس الوزراء مسلماً شيعياً ورئيس الدولة كردياً ورئيس مجلس النواب مسلماً سنياً هذه تركيبة نشتم منها رائحة الطائفية.
ولندرك كذلك أنه حتى لو استطاع هذا النظام السياسي الحالي أن يخمد ثورة الشباب فلن تكون النهاية إنما سوف تظل النار تحت الرماد بانتظار اللحظة المناسبة، وهذا ما حدث سابقاً، حيث إن ثورة البصرة التي قامت ضد النظام أخمدت ولكن لم يتمكن منها النظام، فها هي ثورة الشباب تظهر من الجنوب ولنترك عنا التساؤلات حول من وراء هذه الثورة؟ وما هدفهم؟ فهذه كلها أسئلة يراد منها الإساءة إلى طهارة هذه الثورة التي يقودها الشباب. أين كانت الحكومات الثلاث خلال الـ16 سنة الماضية من معاناة شعب العراق؟ وأين كانوا من الانفلات الأمني ومن التراجع المريع في: الخدمات، والصحة، والتعليم، وفرص العمل، في ظل حكم تفاقم النهب والفساد وسوء الإدارة فيه على أساس المحاصصة الطائفية، حتى هُدرت مئات مليارات الدولارات من واردات العراق، دون دلائل تُذكر لرعاية أجيال البلاد وتأهيلهم وتشغيلهم بدلاً من تشغيل الأجانب، أو دلائل للحفاظ على معالم دولة عصرية كان عليها العراق، حتى صارت الملايين من أوسع الأوساط وخاصة الكادحة والفقيرة تئنّ من التردي وبؤس المعيشة والجوع والتخلف، إضافة إلى العيش في مخيمات النزوح التي تنقطع عنها المعونات لسرقة مسؤولين للإعانات الدولية المكرّسة لعودتهم إلى حياتهم الطبيعية، وفق وكالات أنباء دولية وغير منحازة، فهل تعاد هذه الأموال للشعب العراقي؟