ليس تنظيم «سرايا القدس» وحده الذي يطلق التهديدات فور استهداف بعض عناصره من قبل إسرائيل، وليس وحده الذي يصرخ قائلاً في مثل هذه المناسبة بأن «الرد على الاحتلال لن يكون له حدود» وأنه سيكون «مزلزلاً»، فهذا نفسه الذي تقوله مختلف الفصائل والتنظيمات الفلسطينية بعد كل ضربة تتلقاها وخصوصاً إن كانت الخسارة بحجم قيادي.
البيان العسكري الذي صدر عن «سرايا القدس» الثلاثاء الماضي ونعى فيه القيادي بهاء أبو العطا وزوجته أمر يدخل في الطبيعي والعادي، ومن الطبيعي والعادي أيضاً أن يتم الإعلان عن حالة «النفير العام»، لكن كل هذا لا ينتج مفيداً، فما يحدث بعد ذلك في كل مرة هو الهدوء وصولاً إلى السكون التام وإن تلت تلك البيانات بعض العمليات الصغيرة التي لا تشفي الغليل.
العرب والمسلمون وأولهم الفلسطينيون لا يريدون من هذه الفصائل والتنظيمات البيانات الحماسية ولكن يريدون الفعل، فإصدار البيانات مسألة سهلة للغاية، وكذلك التعبير عن حالة الغضب وإطلاق التهديدات وإطلاق بعض الصواريخ على المستوطنات.
ليس هذا هو المطلوب وليس هذا هو ما يؤدي إلى تحرير فلسطين. ما يؤدي إلى هذا هو حل المشكلات الكثيرة بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية أو تجميدها والعمل معاً ضمن خطة يتم اعتمادها وقيادة لا تنافسها قيادات ولا يعيقها مصالح وفساد استشرى ولم يعد ممكناً إنكاره. غير هذا لا قيمة لكل الذي يصدر عن هذه الفصائل والتنظيمات، فتحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق عبر ردات الفعل العاطفية والبيانات والتهديدات، فمثل البيان العسكري الذي صدر عن «سرايا القدس» ومثل التهديدات التي أطلقها صدرت من قبل وأطلقت من قبل هذا التنظيم أو الفصيل وغيره، ولم يسفر عن مفيد.
إطلاق صفارات الإنذار في المدن المحتلة لا يعني أنه تم الانتصار على إسرائيل، بل انه لا يعني هذا حتى لو أصابت تلك الصواريخ أهدافها بدقة وتسببت في خسائر كبيرة، فبعد ذلك بقليل ستتوقف تلك الصفارات عن الانطلاق وسيتوقف رشق تلك المدن بالصواريخ وسيتوقف كل شيء خصوصاً إن تلقت غزة مزيداً من الضربات من قبل الجيش الإسرائيلي وزادت خسائر الفلسطينيين.
لا مقارنة بين قوة إسرائيل وقوة الفلسطينيين طالما أن الفلسطينيين مختلفون ويحاربون بعضهم بعضاً، ففي مثل هذه الحالة لا مفر من تمكن إسرائيل من تحقيق كل ما تريد واغتيال كل من تريد، وفي مثل هذه الحالة لا قيمة للبيانات التي تصدر عن هذا الفصيل أو ذاك ولا للتهديدات التي يتم إطلاقها، ولا قيمة لأي عمل وإن كان عملية عسكرية تخلف قتلى في المستوطنات لأن كل ذلك مبني على ردات الفعل، ولا يفلح من كان عمله مبنياً على ردات الفعل وإطلاق التهديدات أو إطلاق الصواريخ محدودة الفعالية وغير المستمرة.
إسرائيل قوية لأن الفلسطينيين مختلفون ومنقسمون، وهي ستبقى قوية ومتحكمة في المشهد كله طالما بقي الفلسطينيون هكذا ولم يبادروا بتغيير أنفسهم، وأول التغيير هو تصفير المشكلات فيما بينهم أو على الأقل تجميدها حتى حين، وأول التغيير هو الاتفاق على قيادة واحدة وخطة عمل واحدة ونظرة واحدة من زاوية واحدة إلى مختلف الأمور. المؤلم في هذه الوصفة هو أن وصول الفلسطينيين إلى هذه المرحلة مسألة مشكوك فيها، وبالتالي فإن الحال سيبقى على ما هو عليه ولن يكون هناك أي قيمة للبيانات ولا للتهديدات ولا للهجمات التي تندرج تحت عنوان ردة الفعل، فليس هذا هو طريق تحرير فلسطين، وليس هذا هو نهج الانتصار على إسرائيل، وعليه لن يكون الفاصل الزمني بين ما حدث الثلاثاء الماضي وبين ما سيحدث لاحقاً كبيراً.
{{ article.visit_count }}
البيان العسكري الذي صدر عن «سرايا القدس» الثلاثاء الماضي ونعى فيه القيادي بهاء أبو العطا وزوجته أمر يدخل في الطبيعي والعادي، ومن الطبيعي والعادي أيضاً أن يتم الإعلان عن حالة «النفير العام»، لكن كل هذا لا ينتج مفيداً، فما يحدث بعد ذلك في كل مرة هو الهدوء وصولاً إلى السكون التام وإن تلت تلك البيانات بعض العمليات الصغيرة التي لا تشفي الغليل.
العرب والمسلمون وأولهم الفلسطينيون لا يريدون من هذه الفصائل والتنظيمات البيانات الحماسية ولكن يريدون الفعل، فإصدار البيانات مسألة سهلة للغاية، وكذلك التعبير عن حالة الغضب وإطلاق التهديدات وإطلاق بعض الصواريخ على المستوطنات.
ليس هذا هو المطلوب وليس هذا هو ما يؤدي إلى تحرير فلسطين. ما يؤدي إلى هذا هو حل المشكلات الكثيرة بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية أو تجميدها والعمل معاً ضمن خطة يتم اعتمادها وقيادة لا تنافسها قيادات ولا يعيقها مصالح وفساد استشرى ولم يعد ممكناً إنكاره. غير هذا لا قيمة لكل الذي يصدر عن هذه الفصائل والتنظيمات، فتحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق عبر ردات الفعل العاطفية والبيانات والتهديدات، فمثل البيان العسكري الذي صدر عن «سرايا القدس» ومثل التهديدات التي أطلقها صدرت من قبل وأطلقت من قبل هذا التنظيم أو الفصيل وغيره، ولم يسفر عن مفيد.
إطلاق صفارات الإنذار في المدن المحتلة لا يعني أنه تم الانتصار على إسرائيل، بل انه لا يعني هذا حتى لو أصابت تلك الصواريخ أهدافها بدقة وتسببت في خسائر كبيرة، فبعد ذلك بقليل ستتوقف تلك الصفارات عن الانطلاق وسيتوقف رشق تلك المدن بالصواريخ وسيتوقف كل شيء خصوصاً إن تلقت غزة مزيداً من الضربات من قبل الجيش الإسرائيلي وزادت خسائر الفلسطينيين.
لا مقارنة بين قوة إسرائيل وقوة الفلسطينيين طالما أن الفلسطينيين مختلفون ويحاربون بعضهم بعضاً، ففي مثل هذه الحالة لا مفر من تمكن إسرائيل من تحقيق كل ما تريد واغتيال كل من تريد، وفي مثل هذه الحالة لا قيمة للبيانات التي تصدر عن هذا الفصيل أو ذاك ولا للتهديدات التي يتم إطلاقها، ولا قيمة لأي عمل وإن كان عملية عسكرية تخلف قتلى في المستوطنات لأن كل ذلك مبني على ردات الفعل، ولا يفلح من كان عمله مبنياً على ردات الفعل وإطلاق التهديدات أو إطلاق الصواريخ محدودة الفعالية وغير المستمرة.
إسرائيل قوية لأن الفلسطينيين مختلفون ومنقسمون، وهي ستبقى قوية ومتحكمة في المشهد كله طالما بقي الفلسطينيون هكذا ولم يبادروا بتغيير أنفسهم، وأول التغيير هو تصفير المشكلات فيما بينهم أو على الأقل تجميدها حتى حين، وأول التغيير هو الاتفاق على قيادة واحدة وخطة عمل واحدة ونظرة واحدة من زاوية واحدة إلى مختلف الأمور. المؤلم في هذه الوصفة هو أن وصول الفلسطينيين إلى هذه المرحلة مسألة مشكوك فيها، وبالتالي فإن الحال سيبقى على ما هو عليه ولن يكون هناك أي قيمة للبيانات ولا للتهديدات ولا للهجمات التي تندرج تحت عنوان ردة الفعل، فليس هذا هو طريق تحرير فلسطين، وليس هذا هو نهج الانتصار على إسرائيل، وعليه لن يكون الفاصل الزمني بين ما حدث الثلاثاء الماضي وبين ما سيحدث لاحقاً كبيراً.