8 سنوات مرت كلمح البصر، تشرفت فيها بالعمل مع الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، عميد السلك الدبلوماسي العربي، مستشاراً إعلامياً.
علاقتي معه لم تكن علاقة عمل فقط، بل امتدت إلى الجانب الإنساني الذي يتميز به ويشهد له كل زملائي بالسفارة في مصر وكل من يعرفه، فهو كان لي ولهم أيضاً منذ الوهلة الأولى أخاً وصديقاً غالياً، أعتز به في صداقة تمتد العمر كله.
الإنسانية وحب الناس والتواضع، بجانب دبلوماسيته الراقية، كانت عنواناً له منذ صدور الأمر الملكي السامي بتوليه مسؤولية تمثيل بلاده بمصر في عام 2011، هو سفير استثنائي بكل المقاييس، بصمته واضحة للعيان في تعزيز العلاقات بين مصر والبحرين بصورة ملموسة يشهد له بها الجميع في كل مؤسسات الدولة المصرية وفي الدوائر الإعلامية والشعبية أيضاً، حيث رسخ لعلاقة البلدين الضاربة في جذور التاريخ، مضيفاً لجهود كل السفراء الذين سبقوه الكثير لتأكيد عمق العلاقات الرسمية والشعبية، خصوصاً في ضوء ما تعرضت له مصر من أزمات بعد ثورة 25 يناير 2011 ومحاولة خفافيش الظلام في الداخل والخارج إسقاط مصر بتأجيجهم الفوضى وتمويل الإرهاب والعنف، وكان خلالها السند القوي لبلاده في عودة مصر لدورها الريادي بعد تصحيح المصريين لمسار ثورتهم في 30 يونيو 2013.
محطات عديدة وكثيرة، تعلمت منه خلالها الكثير، حيث كان له الفضل بعد المولى عز وجل في ثقل خبرتي الإعلامية في منحى مختلف، في دهاليز وأروقة السياسة بجانب بيتي مؤسسة الأهرام الصحفية، كونه إعلامياً قبل أن يكون دبلوماسياً وسفيراً، لأتعلم منه أصول الدبلوماسية وأهميتها في العمل الإعلامي.
كتاب «مصر والبحرين.. عامين على ثورة 30 يونيو»، الصادر عن سفارة المملكة بالقاهرة، إحدى المحطات المهمة للشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، فهو عمل وثائقي فريد سيخلده التاريخ، تشرفت بالعمل معه فيه، ليؤكد هذا الكتاب الدور المحوري للدعم البحريني لمصر خصوصاً في وقت الشدائد وأن أمنها واستقرارها هو أمن واستقرار للبحرين والخليج ككل.
ليس هذا فقط ما أدين له به، بل على المستوى الشخصي كان بمثابة الأخ الصدوق بإنسانيته، وكان سنداً لي، في صبيحة كل يوم كان يحرص على أن يطمئن عليَّ وعلى أولادي ووالديَّ، ولن أنسى له طالما حييت كيف وقف بجانبي وكان بمثابة صمام الأمان النفسي لي يوم وفاة أمي في عام 2016، فكانت مشاعره الإنسانية النبيلة الصادقة جلية حيث كان أول الحاضرين لتعزيتي رغم وصوله من السفر من خارج مصر في نفس وقت العزاء.
أيضاً أدين له، في أنه كان داعماً لي في عملي الصحفي بجريدة الأهرام، ومنحني الثقة تماماً، وكان ذلك واضحاً بإسهامه في تحقيق طموحي بلقاء حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، والانفراد بمحاورتهما مع بعثة الأهرام في مارس 2018، بعد أن تحمس لمشروعي الإعلامي بإقامة مهرجان الأهرام الثقافي في دورته الثانية بمملكة البحرين وهو الحلم الذي تحقق في أكتوبر 2018.
لن أنسى له أيضاً، يوم أن شرفني برعايته لمعرض والدي للفن التشكيلي الذي أقيم في متحف مؤسسة الأهرام للفنون في شهر نوفمبر عام 2018، وافتتاحه للمعرض الذي ضم أكثر من 100 لوحة فنية، وكانت بادرة إنسانية أخوية منه، تؤكد إنسانيته بعيداً عن الدبلوماسية، وأنه سند وأخ غالٍ، وتأكيده بهذه البادرة على أن العلاقات الإنسانية هي التي تبقى، وتدوم.
حبه لمصر لا حدود له، وهو امتداد وتأكيد لمحبة ملك البحرين والمملكة والشعب البحريني لمصر، وهو الحب الممتد عبر صفحات التاريخ الذي يجمع بين أقدم حضارتين عرفتهما البشرية، حضارتي الفراعنة ودلمون.
ذلك الحب الصادق، زاد من إيماني بأن مصر والبحرين وطن واحد، حيث ارتبطت بشكل أكبر ببيتي الثاني مملكة البحرين الذي لا يقل في «غلاوته» وحبه عن حبي لمصر، فلم أشعر لوهلة أنني غريب عنهم عند وجودي مع أشقائي بين الحين والآخر، شأني شأن كل المصريين الذين يعيشون في وطن السلام والتعايش والتسامح، مملكة البحرين.
لن أنسى الكلمة التي كان يقولها دائماً الشيخ راشد بأن المصريين في البحرين لا نسميهم وافدين، فيقول نسميهم «الإخوة الأشقاء»، وذلك ما لمسته في زياراتي المتعددة والدائمة لمملكة البحرين، وأيضاً خلال عملي في عام 2006 في بيتي الصحفي الثاني جريدة «الوطن» البحرينية التي شرفت بالعمل فيها في العام الأول لتأسيسها وانطلاقها.
الكلمات لن تفي الشيخ راشد «الإنسان» حقه، مهما قلت وكتبت، ولا يمكنني القول له «وداعاً» في نهاية فترة عمله الدبلوماسية سفيراً مشرفاً لبلاده في مصر، لأنني على ثقة ويقين بأن علاقته وحبه لمصر لن تنتهي أبداً، لأنه سيكون في بيته الثاني مواطناً مصرياً بين الحين والآخر بعيداً عن رداء الدبلوماسية، وأن صداقتي وأخوتي له لن تنتهي أبداً، فالود موصول.
{{ article.visit_count }}
علاقتي معه لم تكن علاقة عمل فقط، بل امتدت إلى الجانب الإنساني الذي يتميز به ويشهد له كل زملائي بالسفارة في مصر وكل من يعرفه، فهو كان لي ولهم أيضاً منذ الوهلة الأولى أخاً وصديقاً غالياً، أعتز به في صداقة تمتد العمر كله.
الإنسانية وحب الناس والتواضع، بجانب دبلوماسيته الراقية، كانت عنواناً له منذ صدور الأمر الملكي السامي بتوليه مسؤولية تمثيل بلاده بمصر في عام 2011، هو سفير استثنائي بكل المقاييس، بصمته واضحة للعيان في تعزيز العلاقات بين مصر والبحرين بصورة ملموسة يشهد له بها الجميع في كل مؤسسات الدولة المصرية وفي الدوائر الإعلامية والشعبية أيضاً، حيث رسخ لعلاقة البلدين الضاربة في جذور التاريخ، مضيفاً لجهود كل السفراء الذين سبقوه الكثير لتأكيد عمق العلاقات الرسمية والشعبية، خصوصاً في ضوء ما تعرضت له مصر من أزمات بعد ثورة 25 يناير 2011 ومحاولة خفافيش الظلام في الداخل والخارج إسقاط مصر بتأجيجهم الفوضى وتمويل الإرهاب والعنف، وكان خلالها السند القوي لبلاده في عودة مصر لدورها الريادي بعد تصحيح المصريين لمسار ثورتهم في 30 يونيو 2013.
محطات عديدة وكثيرة، تعلمت منه خلالها الكثير، حيث كان له الفضل بعد المولى عز وجل في ثقل خبرتي الإعلامية في منحى مختلف، في دهاليز وأروقة السياسة بجانب بيتي مؤسسة الأهرام الصحفية، كونه إعلامياً قبل أن يكون دبلوماسياً وسفيراً، لأتعلم منه أصول الدبلوماسية وأهميتها في العمل الإعلامي.
كتاب «مصر والبحرين.. عامين على ثورة 30 يونيو»، الصادر عن سفارة المملكة بالقاهرة، إحدى المحطات المهمة للشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة، فهو عمل وثائقي فريد سيخلده التاريخ، تشرفت بالعمل معه فيه، ليؤكد هذا الكتاب الدور المحوري للدعم البحريني لمصر خصوصاً في وقت الشدائد وأن أمنها واستقرارها هو أمن واستقرار للبحرين والخليج ككل.
ليس هذا فقط ما أدين له به، بل على المستوى الشخصي كان بمثابة الأخ الصدوق بإنسانيته، وكان سنداً لي، في صبيحة كل يوم كان يحرص على أن يطمئن عليَّ وعلى أولادي ووالديَّ، ولن أنسى له طالما حييت كيف وقف بجانبي وكان بمثابة صمام الأمان النفسي لي يوم وفاة أمي في عام 2016، فكانت مشاعره الإنسانية النبيلة الصادقة جلية حيث كان أول الحاضرين لتعزيتي رغم وصوله من السفر من خارج مصر في نفس وقت العزاء.
أيضاً أدين له، في أنه كان داعماً لي في عملي الصحفي بجريدة الأهرام، ومنحني الثقة تماماً، وكان ذلك واضحاً بإسهامه في تحقيق طموحي بلقاء حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى، حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، والانفراد بمحاورتهما مع بعثة الأهرام في مارس 2018، بعد أن تحمس لمشروعي الإعلامي بإقامة مهرجان الأهرام الثقافي في دورته الثانية بمملكة البحرين وهو الحلم الذي تحقق في أكتوبر 2018.
لن أنسى له أيضاً، يوم أن شرفني برعايته لمعرض والدي للفن التشكيلي الذي أقيم في متحف مؤسسة الأهرام للفنون في شهر نوفمبر عام 2018، وافتتاحه للمعرض الذي ضم أكثر من 100 لوحة فنية، وكانت بادرة إنسانية أخوية منه، تؤكد إنسانيته بعيداً عن الدبلوماسية، وأنه سند وأخ غالٍ، وتأكيده بهذه البادرة على أن العلاقات الإنسانية هي التي تبقى، وتدوم.
حبه لمصر لا حدود له، وهو امتداد وتأكيد لمحبة ملك البحرين والمملكة والشعب البحريني لمصر، وهو الحب الممتد عبر صفحات التاريخ الذي يجمع بين أقدم حضارتين عرفتهما البشرية، حضارتي الفراعنة ودلمون.
ذلك الحب الصادق، زاد من إيماني بأن مصر والبحرين وطن واحد، حيث ارتبطت بشكل أكبر ببيتي الثاني مملكة البحرين الذي لا يقل في «غلاوته» وحبه عن حبي لمصر، فلم أشعر لوهلة أنني غريب عنهم عند وجودي مع أشقائي بين الحين والآخر، شأني شأن كل المصريين الذين يعيشون في وطن السلام والتعايش والتسامح، مملكة البحرين.
لن أنسى الكلمة التي كان يقولها دائماً الشيخ راشد بأن المصريين في البحرين لا نسميهم وافدين، فيقول نسميهم «الإخوة الأشقاء»، وذلك ما لمسته في زياراتي المتعددة والدائمة لمملكة البحرين، وأيضاً خلال عملي في عام 2006 في بيتي الصحفي الثاني جريدة «الوطن» البحرينية التي شرفت بالعمل فيها في العام الأول لتأسيسها وانطلاقها.
الكلمات لن تفي الشيخ راشد «الإنسان» حقه، مهما قلت وكتبت، ولا يمكنني القول له «وداعاً» في نهاية فترة عمله الدبلوماسية سفيراً مشرفاً لبلاده في مصر، لأنني على ثقة ويقين بأن علاقته وحبه لمصر لن تنتهي أبداً، لأنه سيكون في بيته الثاني مواطناً مصرياً بين الحين والآخر بعيداً عن رداء الدبلوماسية، وأن صداقتي وأخوتي له لن تنتهي أبداً، فالود موصول.