خلال حفل افتتاح أعمال ملتقى التنمية السياسية «البحرين.. انتماء ومواطنة»، والذي نظّمه معهد البحرين للتنمية السياسية تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين ونخبة واسعة من الكوادر الفكرية الوطنية والخليجية، تم التأكيد على قيم المواطنة بشكل شامل ومميز للغاية، حيث غلبت الوجوه الشابة على حضور الملتقى في محاولة لتعزيز الثقافة السياسية عند المجتمع -وبحسب المعهد- عبر عملية انتقال تدريجي من القديم إلى الحديث. وكما نفهم نحن، فإن الفئة المستهدفة بالدرجة الأولى من هذا الملتقى هي شريحة الشباب، باعتبارهم عماد المستقبل. فحضورهم الطاغي ومشاركتهم في كافة الجلسات تشي بأن هناك رسالة واضحة موجهة لهذه الفئة، لأن غرس قيم المواطنة في زمن الانفتاح والعولمة ربما تتراجع أو حتى يمكن لها أن تذوب بشكل مرعب ما لم يمكن التأكيد على تأصيلها عبر برامج وطنية تعزز في نفوس أبناء هذا الجيل قيم الانتماء والمواطنة. يبدو أن معهد البحرين للتنمية السياسية أدرك مبكراً وبشكل ذكي أن شمولية وتغطية قيم الانتماء والمواطنة يجب أن تطال كافة شرائح المجتمع دون استثناء، كما أدرك جيداً بأن تكون لغة الحوار قائمة على أسس علمية متحضرة بين الجمهور وبين نخب المجتمع من المثقفين والسياسيين والفنانين، وعليه جاءت جلسات الملتقى في هذا الاتجاه، وتقسَّمت مسؤولية المواطنة وعناوينها بين الأسرة والتعليم والإعلام والشباب والفن، فكان لهذا المزيج من الجلسات نكهة خاصة بأن تكون المواطنة الحقيقية هي قدرنا جميعاً في هذا الوطن، ولا شيء آخر سوى تعزيز هذا المفهوم الرائد والثابت منذ الأزل. نعم، يمكن أن تكون الأسرة هي نواة الانتماء للوطن، وبعدها يأتي التعليم، ومن ثم يأتي دور الإعلام بمختلف صوره، وبعد ذلك تكون الخطوة الصريحة باستهداف شبابنا العزيز لتعزيز مثل هذه القيم عبر ثقافات تأصيلية تساهم في ثبات جسور الانتماء نحو الوطن، وأخيراً يأتي الفن ومعه كل القيم الثقافية كرسالة وطنية مؤثرة وناصعة في هذا المضمون.
نجح الملتقى أيُّما نجاح حين عبَّر عن صوت الوطن بالانتماء والمواطنة، والإبقاء على هذه الصيِّغ الكبيرة في فضاء الدولة المدنية، في مقابل أهمية الحفاظ على مسار الثوابت الوطنية والتمسك بالهوية والقيم والعادات والتقاليد والموروث البحريني الأصيل، ولربَّما يكون هذا المشهد هو سر الإنشداد بالماضي في دائرة المستقبل، وذلك حين يكون عنوان الملتقى صادح بالانتماء لبناء مواطنة تحاكي مصلحة الأجيال القادمة. نعم، «البحرين.. انتماء ومواطنة».
نجح الملتقى أيُّما نجاح حين عبَّر عن صوت الوطن بالانتماء والمواطنة، والإبقاء على هذه الصيِّغ الكبيرة في فضاء الدولة المدنية، في مقابل أهمية الحفاظ على مسار الثوابت الوطنية والتمسك بالهوية والقيم والعادات والتقاليد والموروث البحريني الأصيل، ولربَّما يكون هذا المشهد هو سر الإنشداد بالماضي في دائرة المستقبل، وذلك حين يكون عنوان الملتقى صادح بالانتماء لبناء مواطنة تحاكي مصلحة الأجيال القادمة. نعم، «البحرين.. انتماء ومواطنة».