أجزم بأن كثيراً منكم بمجرد قراءة العنوان طغت صورة أحدهم في رأسه، وتذكر مواقف له في موقع العمل مع أشخاص من نفس هذه النوعية، نوعية «السوسة» كما نقولها بلغتنا «العامية»، والتي تعني الشخص الذي يسعى بين الناس مثيراً الفوضى والفتنة ويؤلب الأفراد بعضهم ضد بعض.
في عديد من مواقع العمل ستجد نوعيات وأنماطاً مختلفة من البشر، ستجد تخصصات في مجالات تصل لمستوى «الاحترافية»، وكلها تخصصات في أمور سلبية وتؤثر بشكل مرضٍ وسيء على الناس، وعلى بيئة العمل.
في أحد المواقف، وتحديداً في أحد المكاتب، كان الموظفون يتبادلون الحديث والنقاش بشأن موضوع ما، وفجأة دخل أحدهم، فسكت الغالبية فجأة، واستغرب الباقون من هذا السكوت، ولما ذهب هذا الشخص منهياً «جولته الدوارة» على المكاتب، دار السؤال بشأن سبب «السكوت المباغت»، فأجابه الذين سكتوا بأن هذا الشخص هو من نوعية «السوسة»، شغله الشاغل «اللفلفة» في مكاتب الموظفين والاستماع لما يقولون، وأحياناً يبدأ هو الحديث بأن يلقي كلمة أو اثنتين وينتظر ردات الفعل، وبعدها على طول «يطير» بأقصى سرعة للمسؤول لينقل له كلام الناس، وليته ينقله بالحرف، بل لابد من عملية «زيادة بهارات» حتى يوصل المسؤول لمرحلة «جنون» من الغضب، ولتبرز بعدها قرارات وإجراءات ضد بعض الموظفين فيها من الظلم الكثير.
يحصل هذا لدينا كثيراً، ونحن في مجتمع من ضمن الأدبيات التي نعمل بها هو اتباع قول الله سبحانه وتعالي بشأن «نقل الكلام» أو مساعي «إثارة الفتنة» وذلك من خلال الآية الكريمة التي تتحدث عن الفاسق حين يأتي بخبر، وواجب التيقن حتى لا يظلم أحد. «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلْتم نادمين».
بالتالي باتت كثير من مواقع العمل بدل أن تسود فيها الشفافية، وأن تحترم فيها وجهات نظر الموظفين، باتت تعشعش فيها مشاعر الخوف والقلق، من موظفين يعملون كأنهم «مخبرين» يستمعون للكلام ويحورونه وثم يلبسون رداء «السوسة» ويتجهون للمسؤول، والكارثة إن كانوا من بطانة المسؤول والمقربين منه، والكارثة الأكبر إن كان المسؤول يستمع لهم ويصدق ما ينقلونه له.
أعجبني أحد المسؤولين في موقف إداري رائع، حينما جاءه موظف من نوع «السوسة» لينقل له كلاماً عن أحد الموظفين، فاستمع له، ثم طلب منه أن يجلس، واتصل بالشخص الذي نقل الكلام عنه واستدعاه لمكتبه، وواجه الإثنان، وعندها بانت الحقيقة أمام المسؤول، فاتخذ الإجراء التأديبي بشأن هذا «السوسة».
اليوم مسؤولونا عليهم مهمة كبيرة، تتمثل بتعزيز مبادئ «الإدارة الصحيحة» والتي تقوم على موازين العدالة والنزاهة وحفظ حقوق الناس، وحتى تتحول بيئة العمل لوسط صالح ومثالي، لابد من القضاء على السلوكيات الخاطئة والسلبية فيه، بحيث يتم تحجيم كل أصحاب السلوكيات المريضة الساعية في نقل الكلام والفتنة وتشويه سمعة وصورة الموظفين الآخرين.
خذوها من النهاية، عدالة المسؤول ونزاهته وتجنبه الظلم وتحققه من الأمور، هي السلاح الذي يقضي على البطانة الفاسدة وعلى الموظفين المرضى في سلوكياتهم تجاه الآخرين.
في عديد من مواقع العمل ستجد نوعيات وأنماطاً مختلفة من البشر، ستجد تخصصات في مجالات تصل لمستوى «الاحترافية»، وكلها تخصصات في أمور سلبية وتؤثر بشكل مرضٍ وسيء على الناس، وعلى بيئة العمل.
في أحد المواقف، وتحديداً في أحد المكاتب، كان الموظفون يتبادلون الحديث والنقاش بشأن موضوع ما، وفجأة دخل أحدهم، فسكت الغالبية فجأة، واستغرب الباقون من هذا السكوت، ولما ذهب هذا الشخص منهياً «جولته الدوارة» على المكاتب، دار السؤال بشأن سبب «السكوت المباغت»، فأجابه الذين سكتوا بأن هذا الشخص هو من نوعية «السوسة»، شغله الشاغل «اللفلفة» في مكاتب الموظفين والاستماع لما يقولون، وأحياناً يبدأ هو الحديث بأن يلقي كلمة أو اثنتين وينتظر ردات الفعل، وبعدها على طول «يطير» بأقصى سرعة للمسؤول لينقل له كلام الناس، وليته ينقله بالحرف، بل لابد من عملية «زيادة بهارات» حتى يوصل المسؤول لمرحلة «جنون» من الغضب، ولتبرز بعدها قرارات وإجراءات ضد بعض الموظفين فيها من الظلم الكثير.
يحصل هذا لدينا كثيراً، ونحن في مجتمع من ضمن الأدبيات التي نعمل بها هو اتباع قول الله سبحانه وتعالي بشأن «نقل الكلام» أو مساعي «إثارة الفتنة» وذلك من خلال الآية الكريمة التي تتحدث عن الفاسق حين يأتي بخبر، وواجب التيقن حتى لا يظلم أحد. «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلْتم نادمين».
بالتالي باتت كثير من مواقع العمل بدل أن تسود فيها الشفافية، وأن تحترم فيها وجهات نظر الموظفين، باتت تعشعش فيها مشاعر الخوف والقلق، من موظفين يعملون كأنهم «مخبرين» يستمعون للكلام ويحورونه وثم يلبسون رداء «السوسة» ويتجهون للمسؤول، والكارثة إن كانوا من بطانة المسؤول والمقربين منه، والكارثة الأكبر إن كان المسؤول يستمع لهم ويصدق ما ينقلونه له.
أعجبني أحد المسؤولين في موقف إداري رائع، حينما جاءه موظف من نوع «السوسة» لينقل له كلاماً عن أحد الموظفين، فاستمع له، ثم طلب منه أن يجلس، واتصل بالشخص الذي نقل الكلام عنه واستدعاه لمكتبه، وواجه الإثنان، وعندها بانت الحقيقة أمام المسؤول، فاتخذ الإجراء التأديبي بشأن هذا «السوسة».
اليوم مسؤولونا عليهم مهمة كبيرة، تتمثل بتعزيز مبادئ «الإدارة الصحيحة» والتي تقوم على موازين العدالة والنزاهة وحفظ حقوق الناس، وحتى تتحول بيئة العمل لوسط صالح ومثالي، لابد من القضاء على السلوكيات الخاطئة والسلبية فيه، بحيث يتم تحجيم كل أصحاب السلوكيات المريضة الساعية في نقل الكلام والفتنة وتشويه سمعة وصورة الموظفين الآخرين.
خذوها من النهاية، عدالة المسؤول ونزاهته وتجنبه الظلم وتحققه من الأمور، هي السلاح الذي يقضي على البطانة الفاسدة وعلى الموظفين المرضى في سلوكياتهم تجاه الآخرين.