لا أملك إحصائية أستند عليها، ولكني أعلم أن لـ»كوكيز» عشاقاً كثراً، يرغبون في تناوله عند احتساء كوب لذيذ من القهوة أو الشوكولاتة الساخنة، أو كوجبة خفيفة بين الوجبات الأساسية، أو حتى كوجبة إفطار سريعة. وقد بات كثيرون يبدعون في وصفات الكوكيز من حيث المكونات وطرق الإعداد، ولعل ما يميزه أن حتى إعداده لا يستغرق الكثير من الوقت والجهد إلاَّ بالنسبة لمن اختاروا الكسل المنزلي، مثلي. ربما أثرت شهيتكم الآن لتناول قطعة لذيذة من الكوكيز.. أكاد أشعر بذلك، فقد استثار هذا الحديث شهيتي أنا أيضاً، ولكن ليس هذا الكوكيز الذي سأتناوله في الحديث هنا.
هناك كوكيز آخر تقني وهو ملفات تعريف الارتباط، تلك التي تطلب الإذن لها أغلب المواقع الإلكترونية التي نرتادها على اختلافها، وتعلل بعض المواقع هذا الإشعار بتسهيل المهمة أمام عمليات البحث المستقبلية في إطار نفس الاهتمام المسلط الضوء عليه خلال وقت الاستخدام، ولكن هذا الكوكيز رغم أنه لا يشكل خطورة على جهازك كالفيروسات التي يتم تحميلها من خلال بعض المواقع، إلاّ أنها تشكل خطورة على البيانات الشخصية المختلفة، بل ورصداً لتحركاتك على الإنترنت ومجمل العمليات التي تجريها على الشبكة العنكبوتية، وقد يشكل هذا «الكوكيز» بعداً فضائحياً لك في حال ارتيادك مثلاً لبعض المواقع الإباحية أو المخالفة للنظام الأمني والقوانين في محلتك.
من النماذج اللافتة التي صادفتنا قبل أيام، حديث جاد جمعني ببعض الرفاق على قروب واتساب، وتناولنا فيه مجموعة من الموضوعات المختلفة في الصحة والتكنولوجيا والمجتمع، كان يقوم على تبادل الخبرات كل في مجاله من خلال أطروحات مكثفة ومقتضبة في آن، وقد أتيحت الفرصة للآخرين أن يدلوا بدلوهم في كل موضوع في حدود خبراتهم وتجاربهم فيه بمشاركة المتحدث الرئيس الأكثر اختصاصاً أو اهتماماً بالمجال. اللافت أننا تناولنا موضوعاً ما، ثم سرعان ما تلقى بعضنا رسائل نصية لإعلانات في مجال يتعلق بالموضوع الذي نتحدث فيه خلال نفس الفترة، وهو ما أيقظنا وبشكل بارز على حقيقة ما يؤديه الكوكيز والتقنيات المشابهة في انتهاك خصوصياتنا ومراقبة أفكارنا ومحادثاتنا بطريقة أو بأخرى، بل ومراقبة كل ما نستخدمه من روابط أو نتشاركه من نصوص، وهو أمر قد يجعلنا عرضة لكثير من المساءلات الأمنية أو عرضة للتشهير بنا يوماً في ممارساتنا الخاصة على الإنترنت من خلال وصول جهات ما لتلك المعلومات عنها، والتي تشمل أرقامنا السرية في المواقع الإلكترونية والحسابات على البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع التسوق، بل بما يشمل أرقام بطاقاتنا البنكية وكلمات المرور إليها.
* اختلاج النبض:
كلما هممنا بغلق باب من أبواب انتهاك الخصوصية داهمنا آخر بطريقة أخرى، بل ولوى ذراعنا من خلال ما يمكن تقديمه من خدمات تسهل أمورنا مقابل ما يحصل عليه من معلومات خاصة وهامة حولنا بإرادتنا في بعض الأحيان. فإلى أين سيصل بنا المسلسل المتواصل من انتهاك الخصوصية، وهل من الممكن السيطرة عليه حقاً؟!!
{{ article.visit_count }}
هناك كوكيز آخر تقني وهو ملفات تعريف الارتباط، تلك التي تطلب الإذن لها أغلب المواقع الإلكترونية التي نرتادها على اختلافها، وتعلل بعض المواقع هذا الإشعار بتسهيل المهمة أمام عمليات البحث المستقبلية في إطار نفس الاهتمام المسلط الضوء عليه خلال وقت الاستخدام، ولكن هذا الكوكيز رغم أنه لا يشكل خطورة على جهازك كالفيروسات التي يتم تحميلها من خلال بعض المواقع، إلاّ أنها تشكل خطورة على البيانات الشخصية المختلفة، بل ورصداً لتحركاتك على الإنترنت ومجمل العمليات التي تجريها على الشبكة العنكبوتية، وقد يشكل هذا «الكوكيز» بعداً فضائحياً لك في حال ارتيادك مثلاً لبعض المواقع الإباحية أو المخالفة للنظام الأمني والقوانين في محلتك.
من النماذج اللافتة التي صادفتنا قبل أيام، حديث جاد جمعني ببعض الرفاق على قروب واتساب، وتناولنا فيه مجموعة من الموضوعات المختلفة في الصحة والتكنولوجيا والمجتمع، كان يقوم على تبادل الخبرات كل في مجاله من خلال أطروحات مكثفة ومقتضبة في آن، وقد أتيحت الفرصة للآخرين أن يدلوا بدلوهم في كل موضوع في حدود خبراتهم وتجاربهم فيه بمشاركة المتحدث الرئيس الأكثر اختصاصاً أو اهتماماً بالمجال. اللافت أننا تناولنا موضوعاً ما، ثم سرعان ما تلقى بعضنا رسائل نصية لإعلانات في مجال يتعلق بالموضوع الذي نتحدث فيه خلال نفس الفترة، وهو ما أيقظنا وبشكل بارز على حقيقة ما يؤديه الكوكيز والتقنيات المشابهة في انتهاك خصوصياتنا ومراقبة أفكارنا ومحادثاتنا بطريقة أو بأخرى، بل ومراقبة كل ما نستخدمه من روابط أو نتشاركه من نصوص، وهو أمر قد يجعلنا عرضة لكثير من المساءلات الأمنية أو عرضة للتشهير بنا يوماً في ممارساتنا الخاصة على الإنترنت من خلال وصول جهات ما لتلك المعلومات عنها، والتي تشمل أرقامنا السرية في المواقع الإلكترونية والحسابات على البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع التسوق، بل بما يشمل أرقام بطاقاتنا البنكية وكلمات المرور إليها.
* اختلاج النبض:
كلما هممنا بغلق باب من أبواب انتهاك الخصوصية داهمنا آخر بطريقة أخرى، بل ولوى ذراعنا من خلال ما يمكن تقديمه من خدمات تسهل أمورنا مقابل ما يحصل عليه من معلومات خاصة وهامة حولنا بإرادتنا في بعض الأحيان. فإلى أين سيصل بنا المسلسل المتواصل من انتهاك الخصوصية، وهل من الممكن السيطرة عليه حقاً؟!!