مازلنا في مرحلة تفنيد لفيلم الخيال العلمي «Anon»، لما حمله من مضامين استشرافية عميقة بشأن استرجاع الذكريات والتحكم فيها، الأمر الذي استوقفنا في المقالات الأخيرة لمحاولة فهمه على نحو أكبر بينما يجري الحديث عن استنساخ الكائنات الحية بذكرياتها، وكنا قد أشرنا قبل يومين كيف عرض الفيلم استعراض الذكريات على نحو مستندات إلكترونية محفوظة ومصنفة بدقة، يتم انتقاؤها من أي ملف من خلال الشخوص أو الزمان أو المكان أو أي رمز آخر يرتبط بتلك الذكريات، مع إمكانية نقل ذكرى معينة من موجودة في عقلي إلى عقل الآخر فقط من خلال توجيهها لفظياً لذلك، ليعرض على الآخر ما كنت أشاهده تماماً في موقف ما لم يكن هو حاضر فيه، فيراه بشخوصه وتفاصيله.
يضاف إلى ذلك أن تلك الذكريات معززة بقاعدة بيانات كبيرة، فمشهد صغير للتجول في حديقة ما أو المشي في الطريق، قد تحمل الكثير من المعلومات عن أسماء البنايات، والمكاتب فيها، أو أسماء ملاك ومستأجري الشقق، إلى جانب أسماء الأفراد المتجولين في الشارع وفق خاصية التعرف على الوجوه، بما يتيح لك الدخول إلى ملفاتهم وتصفح ذكرياتهم لو أردت ذلك، ما يجعل الجميع كتاباً مفتوحاً أمام الآخر، إلاَّ إن قرر أحدهم حماية ذكرياتهم بطريقة ما، ليحجبها كلها أو بعضها عن بعض أو جميع من يحاول الدخول إليها. قد تبدو المسألة معقدة وضرباً من الخيال، ولكنها تلوح في أفق التطور التكنولوجي والتقنيات الحيوية الراهنة.
قد يرى البعض أن الدخول إلى ملفات ذكريات الآخر على هذا النحو ستكون طريقاً إلى توثيق الحقائق والأحداث بما يمكن من استخدامها قضائياً أو حتى على مستوى التحقق من صحة المعلومات على المستوى الشخصي، فمثلاً عزيزي الزوج، عندما تخبر زوجتك أنك للتو عدت من لقاء جمعك برفاقك، يمكنها أن تسألك ببساطة أن تعرض عليها ذكرياتك خلال الساعة الماضية أو دقائق محددة منها، وقد تراك عبر ذلك العرض أنك لم تكن معهم بل.......!! هذا احتمال وارد جداً.!!
لكن التقنية التي قد تبدو كارثية على هذا المستوى الاجتماعي، تتخذ أشكالاً من مختلفة من الحجب التام عن الدخول لملف الذكريات، فقد تقوم على شيء أشبه ما يكون بالتضليل والتدليس، إذ يمكن تزوير الذكريات وتحريفها، بإلغائها واستبدالها بذكريات أخرى منسوخة من نشاطك اليومي الروتيني لتملأ به فراغ الحذف أو منسوخة من ذكريات أشخاص آخرين، كل ذلك يقوم على خوارزميات معقدة، ولكنها ليست مستحيلة التحقق.
* اختلاج النبض:
إن مسألة التلاعب بالذكريات أو إتاحتها للجميع، قد تتسبب بمشكلات اجتماعية وقضائية إلى جانب أنها يوماً ما ستحول دون معرفتك بنفسك، وهنا تأتي أم المصائب.
يضاف إلى ذلك أن تلك الذكريات معززة بقاعدة بيانات كبيرة، فمشهد صغير للتجول في حديقة ما أو المشي في الطريق، قد تحمل الكثير من المعلومات عن أسماء البنايات، والمكاتب فيها، أو أسماء ملاك ومستأجري الشقق، إلى جانب أسماء الأفراد المتجولين في الشارع وفق خاصية التعرف على الوجوه، بما يتيح لك الدخول إلى ملفاتهم وتصفح ذكرياتهم لو أردت ذلك، ما يجعل الجميع كتاباً مفتوحاً أمام الآخر، إلاَّ إن قرر أحدهم حماية ذكرياتهم بطريقة ما، ليحجبها كلها أو بعضها عن بعض أو جميع من يحاول الدخول إليها. قد تبدو المسألة معقدة وضرباً من الخيال، ولكنها تلوح في أفق التطور التكنولوجي والتقنيات الحيوية الراهنة.
قد يرى البعض أن الدخول إلى ملفات ذكريات الآخر على هذا النحو ستكون طريقاً إلى توثيق الحقائق والأحداث بما يمكن من استخدامها قضائياً أو حتى على مستوى التحقق من صحة المعلومات على المستوى الشخصي، فمثلاً عزيزي الزوج، عندما تخبر زوجتك أنك للتو عدت من لقاء جمعك برفاقك، يمكنها أن تسألك ببساطة أن تعرض عليها ذكرياتك خلال الساعة الماضية أو دقائق محددة منها، وقد تراك عبر ذلك العرض أنك لم تكن معهم بل.......!! هذا احتمال وارد جداً.!!
لكن التقنية التي قد تبدو كارثية على هذا المستوى الاجتماعي، تتخذ أشكالاً من مختلفة من الحجب التام عن الدخول لملف الذكريات، فقد تقوم على شيء أشبه ما يكون بالتضليل والتدليس، إذ يمكن تزوير الذكريات وتحريفها، بإلغائها واستبدالها بذكريات أخرى منسوخة من نشاطك اليومي الروتيني لتملأ به فراغ الحذف أو منسوخة من ذكريات أشخاص آخرين، كل ذلك يقوم على خوارزميات معقدة، ولكنها ليست مستحيلة التحقق.
* اختلاج النبض:
إن مسألة التلاعب بالذكريات أو إتاحتها للجميع، قد تتسبب بمشكلات اجتماعية وقضائية إلى جانب أنها يوماً ما ستحول دون معرفتك بنفسك، وهنا تأتي أم المصائب.