وافق يوم أمس يوم الشرطة البحرينية ومرور 100 عام على الشرطة النظامية البحرينية، قرن كامل حافل بالمنجز الأمني الوطني الذي حظيت به مملكة البحرين وعموم شعبها من خلال ما قدمه رجالها البواسل من جهود ضخمة وتضحيات جمة كان السر الكامن وراء استقرار البحرين وأمنها لسنوات طوال، وحتى عندما حاول بعض الراديكاليين –الخارجين عن القانون– زعزعة ذلك الأمن، تصدى له رجال المملكة الأشاوس بقوة واقتدار مكنا البحرين من إعادة استقرارها في وقت قصير جداً، حتى كان الزمن أن يمحو من ذاكرته تلك الأزمة من الأساس.

لا ينكر جهود أبطال البحرين وتضحياتهم إلاَّ جاهل، لطالما قلنا لسنوات طوال، الأمن تشعر به ولا تراه، وهنا يكمن الدور الخفي الذي يمارسه رجال الأمن في المملكة، ينجزون بصمت وبثبات وعزم لا يلين، حدثني أحدهم يوماً عن نظريات الإنجاز، فقال إن هناك فرق كبير بين أن تكون كالسمكة أو تكون كالدجاجة، فالسمكة تضع عدداً كبيراً من البيضات ولا أحد يسمع لها صوتاً، بينما تضع الدجاجة بيضة واحدة بينما تسمع صياحها للعالم كله. عن المنجز الوطني نتحدث، وما أكثرهم الدجاجات في زماننا، خصوصاً في عالم التواصل الاجتماعي، بل وربما تجد بعضهم دجاجات عاقرات ولكنهن يعشن وهم وضع البيوض يوماً تلو الآخر، فيصحن دون بيض..!! أما الحديث عن شرطة البحرين وتفانيهم لخدمة الوطن فيذكرني بنموذج السمكات المنجزات في صمت مطبق، ولكنهم يأتون بالكثير من النتائج، ولكنهم يختلفون في أن أكثر النتائج لا يراها عموم الشعب، لعدم علمهم بالمهددات الأمنية الجمة التي يواجهها رجال الأمن أو يضمنون لنا الحماية من وقوعها من الأساس، وهو الدور الأهم الذي يضطلعون به.

إن من الأدوار الريادية التي يؤديها رجال الأمن في مملكة البحرين، والتي تترجم المقولة «الأمن نشعر به ولا نراه»، أن مستوى ما بلغته البحرين من أمن كان الدعامة الأولى التي شجعت على تثبيت صورة مملكة البحرين الآمنة في العالم وفي عيون مرتاديها والباحثين عنها، بل وجعلها وجهة مناسبة للعمل والسياحة والتجارة، فأي تجارة أو سياحة ستزدهر في بلد لا يحظى بالأمن بما يكفي؟ وأي عمالة ستميل للمخاطرة بمصيرها ومصير عوائلها في بلد يوفر لقمة العيش منزوعة الأمن؟ بالتأكيد لا أحد. ولعل هذه واحدة من كثير من الأمور التي يعود بها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى إلى رجال الأمن الأبطال في المملكة.

* اختلاج النبض:

في كل عام نزف اليهم التهاني، ونزجي التحيات، كل كلمة شكر تقال في حق رجال أمننا لا تفي بحقهم، ولكنها أقل ما يمكن أن تقال إكراماً وعرفاناً وتقديراً، فشكراً رجال أمننا الأشاوس، شكراً لكم من الأعماق فرداً فرداً.