يباغت الموت البشر فيوقف مشاريعهم الراهنة لحظة موتهم، فيبقيها مشاريع غير مكتملة، مثيرة بالنسبة لمن هم حول أصحابها، ولكنها لم تكتمل للظهور للعلن بالشكل المناسب. يبرز هذا بوضوح في الإنتاج الأدبي الذي يقتصر على قصاصات متفرقة أو رواية معلقة أو شعر من بيتين فقط. إداريون يخططون لمبادرات ضخمة ورائدة ومميزة، ومشاريع مربحة، لكن الموت يحول دون بلورتها بالشكل النهائي أو اكتمال نضجها لقطف الثمار.
اليوم بات استكمال المشروعات المعلقة أمراً ليس مستحيلاً بعد موت أصحابها، بل واكتماله بنفس الطريقة التي كانوا سيقومون بها تماماً أو تكاد. في خبر مثير للاهتمام، لاسيما لعشاق الموسيقى والمختصين فيها، «يعكف فريق من علماء الموسيقى وخبراء المعلوماتية بفضل الذكاء الاصطناعي على إنجاز السمفونية العاشرة التي اكتفى لودفيغ فان بيتهوفن بتدوين بعض نوتاتها الموسيقية على دفتر قبيل وفاته عام 1827... ويحاول فريق من خبراء المعلوماتية وعلماء الموسيقى استكمال السمفونية مستعينين ببرمجية للتعلم الآلي. وقد أدخلت كل أعمال المؤلف الموسيقي إلى البرمجية التي قامت بتحليلها. وهي تستند إلى خوارزميات لمعالجة الكلام لطرح محاولات لاستكمال هذه المقطوعة».
خبر كهذا صار يبعث الأمل على عدد من الأصعدة، أوجزها في النقاط التالية:
* إمكانية توقع ردود الأفعال والمواقف التي سيتخذها أحدهم في الظروف المختلفة.
* تطور عملية الفكر على نحو ممتد بما يعني إطالة العمر الفكري للفرد حتى بعد وفاته.
* استكمال المنجز الثقافي والأدبي والفني للأفراد لاسيما المنجز المرتبط بالمحتوى دون أن يكون الموت عائقاً.
* الأخذ بالاعتبار التحولات الفكرية التي مر بها الشخص في مراحل معينة من حياته، ما يعني قراءة احتمالات التحولات المقبلة في ظل تزويد الذكاء الاصطناعي بالمعطيات الجديدة للتحول الفكري أو تغيرات ثقافة البيئة المحيطة وتطوراتها الراهنة «أي كما لو أن ذلك الشخص ما زال حياً ويتأثر فكرياً بالتحولات من حوله».
* ويقاس على النقطة السابقة، رصد التحولات والتأثيرات الفكرية بافتراض العلاقات الشخصية والمهنية التي يمر بها الفرد في حياته وتفاعلها مع مواقفه أو منجزه «أي لو تعرف على فلان أو دخل إلى حيز علاقاته فلان».
* المزاوجة بين المنجزات الافتراضية بين أكثر من شخص، كخلق روابط التعاون المشترك بين شخصين «مثل ثنائية الشاعر والملحن» وتقديم ما ينتج عنهما من ازدواجية كما كانا يفعلان في تعاون حقيقي من قبل أو من خلال تعاون افتراضي حدد معالمه الذكاء الاصطناعي وفق عقلية وطريقة كل منهما.
* اختلاج النبض:
الذكاء الاصطناعي لم يعد يسهل الحياة اليومية وينجز المهام الروتينية وحسب، بل بات يستخدم عقولنا للتفكير بالنيابة عنا أحياءً كنّا أو أمواتاً.
{{ article.visit_count }}
اليوم بات استكمال المشروعات المعلقة أمراً ليس مستحيلاً بعد موت أصحابها، بل واكتماله بنفس الطريقة التي كانوا سيقومون بها تماماً أو تكاد. في خبر مثير للاهتمام، لاسيما لعشاق الموسيقى والمختصين فيها، «يعكف فريق من علماء الموسيقى وخبراء المعلوماتية بفضل الذكاء الاصطناعي على إنجاز السمفونية العاشرة التي اكتفى لودفيغ فان بيتهوفن بتدوين بعض نوتاتها الموسيقية على دفتر قبيل وفاته عام 1827... ويحاول فريق من خبراء المعلوماتية وعلماء الموسيقى استكمال السمفونية مستعينين ببرمجية للتعلم الآلي. وقد أدخلت كل أعمال المؤلف الموسيقي إلى البرمجية التي قامت بتحليلها. وهي تستند إلى خوارزميات لمعالجة الكلام لطرح محاولات لاستكمال هذه المقطوعة».
خبر كهذا صار يبعث الأمل على عدد من الأصعدة، أوجزها في النقاط التالية:
* إمكانية توقع ردود الأفعال والمواقف التي سيتخذها أحدهم في الظروف المختلفة.
* تطور عملية الفكر على نحو ممتد بما يعني إطالة العمر الفكري للفرد حتى بعد وفاته.
* استكمال المنجز الثقافي والأدبي والفني للأفراد لاسيما المنجز المرتبط بالمحتوى دون أن يكون الموت عائقاً.
* الأخذ بالاعتبار التحولات الفكرية التي مر بها الشخص في مراحل معينة من حياته، ما يعني قراءة احتمالات التحولات المقبلة في ظل تزويد الذكاء الاصطناعي بالمعطيات الجديدة للتحول الفكري أو تغيرات ثقافة البيئة المحيطة وتطوراتها الراهنة «أي كما لو أن ذلك الشخص ما زال حياً ويتأثر فكرياً بالتحولات من حوله».
* ويقاس على النقطة السابقة، رصد التحولات والتأثيرات الفكرية بافتراض العلاقات الشخصية والمهنية التي يمر بها الفرد في حياته وتفاعلها مع مواقفه أو منجزه «أي لو تعرف على فلان أو دخل إلى حيز علاقاته فلان».
* المزاوجة بين المنجزات الافتراضية بين أكثر من شخص، كخلق روابط التعاون المشترك بين شخصين «مثل ثنائية الشاعر والملحن» وتقديم ما ينتج عنهما من ازدواجية كما كانا يفعلان في تعاون حقيقي من قبل أو من خلال تعاون افتراضي حدد معالمه الذكاء الاصطناعي وفق عقلية وطريقة كل منهما.
* اختلاج النبض:
الذكاء الاصطناعي لم يعد يسهل الحياة اليومية وينجز المهام الروتينية وحسب، بل بات يستخدم عقولنا للتفكير بالنيابة عنا أحياءً كنّا أو أمواتاً.