عرفتها منذ سنوات طويلة. لا يمر العامان أو الثلاثة دون أن تتعقد أمورها بمشكلة جديدة. وفاة زوجها، فشل بعض أبنائها في دراستهم، تعرض ابنها لحادث سيارة خطيرة أصابه بعاهة مستديمة، تراجع وضعها الوظيفي لأسباب عديدة، وأخيرا الأزمات المالية الكثيرة التي تداهمها كتداعيات لمصاعب حياتها. وعلى الرغم من كل ذلك كانت تثب وتستمر على نحو يختلف عن الآخرين. لا يعني ذلك أن وجهها لا تخالطه مسحات الحزن والأسى، ولا يعني ذلك أنها لا تعاني. ولكنها تمتلك روح مقاتل قادرة على تجديد همتها بعد كل كل انكسار.
هذه السمة الشخصية تسمى غالباً بـ»المرونة الذاتية». وتوصف أنها قدرة الفرد على مقاومة الضغوط الخارجية. ويضرب لها مثلا بالفارق بين أن تمسك كرة تنس وتضغط عليها، وأن تأخذ ورقة وتكرمشها. في الحالة الأولى ستعمل كرة التنس على مقاومة ضغط بكل قوة، ولن تتمكن من ترك أي أثر عليها. في حين ستتكرمش الورقة بين يديك سريعا ولن تتمكن من فردها وإعادتها إلى هيئتها الأولى أبدا. وبين المتطرفين «كرة التنس والورقة» توجد عناصر كثيرة تتفاوت في مقاومتها للضغط. فعلبة الماء المطاطية تعود لهيئتها بعد الضغط ولكن تبقى بعض المواقع مضغوطة إلى الداخل أو تعرضت لأثر ما بعد استعادتها موقعها. وهكذا هم البشر، فمنهم من يقاوم تأثير ضغوطات الحياة ويبقى كما هو، ومنهم من ينكسر وينكفئ ويتهشم من الخارج، وقبلها، من الداخل.
قياس المرونة الداخلية من البنود الجوهرية في التحليلات السيكومترية للشخصية. فحين تواجه أسئلة في أي استبيان يقدم إليك: وتسألك عن تأثرك بالمواقف المؤلمة، وكم من الزمن يستغرق نسيانك لها، وهل تؤثر على اتخاذ قراراتك، وهل تواجه أماكن العمل المليئة بالضغوطات أم تقرر الانسحاب منها. فاعلم أنك أمام اختبار «لمرونتك الذاتية» وأن الجهة السائلة لن ترغب في شخص ذو حساسية وهشاشة وقابلية للانكسار.
وفي العديد من الأنظمة التعليمية الدولية، تتبنى الدول المتقدمة تعزيز «المرونة الذاتية» ضمن منظومة القيم التي يحرصون على تنشئة أبنائهم عليها. فحين تريد تأسيس شعب قوي قادر على تحمل الأزمات التي قد تعتري بلده، مثل الكوارث الطبيعية المفائجة، والأزمات الاقتصادية الطارئة، أو المتاعب الاجتماعية الشخصية، فعليك أن تُضمن النظام التعليمي مناهج وأساليب تعليم تقوي مرونة الطلبة الذاتية، وتعلمهم كيف يواجهون المصاعب، وكيف يتخطونها، وكيف لا تؤثر على باقي مسيرة حياتهم.
وتشير الدراسات النفسية إلى أن المرونة الذاتية هي رحلة فردية، على الإنسان تعلم مهاراتها، والمضي فيها. وهو في هذه الرحلة قد يحصل على الدعم الأسري والاجتماعي وقد تكون من ضمن معاناته في الحياة افتقاد الدعم والمساندة. لذلك على المرء أن يتعلم ألا يسقط في «التبريرية» التي تخفف عنه وطأة الفشل، وتجعله يستلذ الهزيمة ويستقر فيها. وعليه أن يبنى قواه الداخلية بعد كل أزمة متخلياً عن أي شيء وعن أي أحد يسبب له الانكفاء على الذات والانفصال عن الواقع والتهشم مثل الورقة.
هذه السمة الشخصية تسمى غالباً بـ»المرونة الذاتية». وتوصف أنها قدرة الفرد على مقاومة الضغوط الخارجية. ويضرب لها مثلا بالفارق بين أن تمسك كرة تنس وتضغط عليها، وأن تأخذ ورقة وتكرمشها. في الحالة الأولى ستعمل كرة التنس على مقاومة ضغط بكل قوة، ولن تتمكن من ترك أي أثر عليها. في حين ستتكرمش الورقة بين يديك سريعا ولن تتمكن من فردها وإعادتها إلى هيئتها الأولى أبدا. وبين المتطرفين «كرة التنس والورقة» توجد عناصر كثيرة تتفاوت في مقاومتها للضغط. فعلبة الماء المطاطية تعود لهيئتها بعد الضغط ولكن تبقى بعض المواقع مضغوطة إلى الداخل أو تعرضت لأثر ما بعد استعادتها موقعها. وهكذا هم البشر، فمنهم من يقاوم تأثير ضغوطات الحياة ويبقى كما هو، ومنهم من ينكسر وينكفئ ويتهشم من الخارج، وقبلها، من الداخل.
قياس المرونة الداخلية من البنود الجوهرية في التحليلات السيكومترية للشخصية. فحين تواجه أسئلة في أي استبيان يقدم إليك: وتسألك عن تأثرك بالمواقف المؤلمة، وكم من الزمن يستغرق نسيانك لها، وهل تؤثر على اتخاذ قراراتك، وهل تواجه أماكن العمل المليئة بالضغوطات أم تقرر الانسحاب منها. فاعلم أنك أمام اختبار «لمرونتك الذاتية» وأن الجهة السائلة لن ترغب في شخص ذو حساسية وهشاشة وقابلية للانكسار.
وفي العديد من الأنظمة التعليمية الدولية، تتبنى الدول المتقدمة تعزيز «المرونة الذاتية» ضمن منظومة القيم التي يحرصون على تنشئة أبنائهم عليها. فحين تريد تأسيس شعب قوي قادر على تحمل الأزمات التي قد تعتري بلده، مثل الكوارث الطبيعية المفائجة، والأزمات الاقتصادية الطارئة، أو المتاعب الاجتماعية الشخصية، فعليك أن تُضمن النظام التعليمي مناهج وأساليب تعليم تقوي مرونة الطلبة الذاتية، وتعلمهم كيف يواجهون المصاعب، وكيف يتخطونها، وكيف لا تؤثر على باقي مسيرة حياتهم.
وتشير الدراسات النفسية إلى أن المرونة الذاتية هي رحلة فردية، على الإنسان تعلم مهاراتها، والمضي فيها. وهو في هذه الرحلة قد يحصل على الدعم الأسري والاجتماعي وقد تكون من ضمن معاناته في الحياة افتقاد الدعم والمساندة. لذلك على المرء أن يتعلم ألا يسقط في «التبريرية» التي تخفف عنه وطأة الفشل، وتجعله يستلذ الهزيمة ويستقر فيها. وعليه أن يبنى قواه الداخلية بعد كل أزمة متخلياً عن أي شيء وعن أي أحد يسبب له الانكفاء على الذات والانفصال عن الواقع والتهشم مثل الورقة.