بالأمس عندما تحدثت عن الصحة النفسية، تناولت أهمية إعادة النظر في علاقاتنا الاجتماعية، لاسيما تلك التي تستنفذ طاقاتنا، والتي يسميهم البعض «مصاصو الطاقة»، بالطبع قبالة ذلك، فنحن بحاجة للتركيز على نحو أكبر على العلاقات الحقيقية والعميقة المثمرة، التي تتجسد فيها ملامح الإخاء والشعور النقي المتبادل والذي يتولد عنه بالتالي جودة الحياة الاجتماعية ككل. اليوم نرى أن هناك من أطلق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم «#فلتر_أكاونتك»، وقد عُرّفت الحملة بأنها تسعى للتأكيد على أهمية «الانسحاب من متابعة المشاهير السذج من فاشينستات ومهرجين والتافهين»، وجاءت الدعوة للمشاركة بالحملة عبر البدء «بفلترة حساباتك من متابعة من لا يضيف أي قيمة لحياتنا ولمجتمعنا بل يدمرها باستهتاره وعدم تحمله للمسؤولية الاجتماعية».
في مقالات سابقة قديمة تحدثت كيف أننا أسهمنا في صناعة الأبطال الوهميين من خلال متابعتهم والترويج لمحتواهم الإلكتروني الذي لا يرقى في حقيقة الأمر لمستوى استهلاك وقتنا أو إضاعته، ولكننا وللأسف، لطالما تداولنا صورهم ومقاطع الفيديو التي يعكفون على تصويرها ببلاهة، فنتندر عليهم وننتقدهم من خلال التداول، وإن نظرنا للأمر في حقيقته فنجد أن ما نتندر عليه اليوم، نقع فيه غداً، ذلك أنه يشكل جزءاً من الأفكار التي تتعرض لها عقولنا اللاواعية، وتضمها مجموعة خبراتها ومعارفها، ورغم أنها انتقدتها في بادئ الأمر، إلاَّ أنه مع مرور الوقت، وتكرار التعرض لمشاهدات مشابهة، يصبح الأمر مستساغاً بالنسبة لنا على سبيل الاعتياد، ثم سرعان ما تحلو بعض تلك الممارسات البلهاء لنا، فنجد أنفسنا نضع لها ما يكفي من المبررات لقبولها، ثم نجد أنفسنا قد وقعنا في فخ أفكارنا التي اقتادتنا في نهاية المطاف إلى الوقوع في تلك الممارسات أي كان نوعها، سواء ارتبط ذلك باللبس والشكل أو بالسلوك أو باستهلاك منتجات معينة أو بأي طريقة أخرى.
قبل تلك الحملة لاحظنا تداول عبارة أخبرني من تتابع أخبرك من أنت، لتهيئة الأرضية المناسبة لتلك الحملة، وبينما كان أصل العبارة أخبرني ماذا تقرأ، ثم أخبرني من تصادق، أصبحت اليوم أخبرني من تتابع على مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك أن الحسابات التي نتابعها، وما يمارس من خلالها من سلوك أو يروج فيها من أفكار، باتت تشكل حياتنا فعلياً من خلال ما تحدثنا عنه سابقاً في دور الأفكار بتشكيل وعينا ولا وعينا بما ينعكس بالضرورة ليس على ممارساتنا وحسب، بل على ذوقنا واختياراتنا وقراراتنا في الحياة.
* اختلاج النبض:
حان وقت المراجعة، وأخذ جولة جادة في قائمة من نتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لفلترة تلك الحسابات والإبقاء على من يضيف لنا فائدة حقيقية، أو من يمكن أن يكون النموذج الذي نحلم به في جزء منه أو كله، بل وأصبح من الضرورة بمكان البحث عن أشخاص جدد نضيفهم لحساباتنا بقدر ما نرغب أن يضيفوا لحياتنا الحقيقية. لذلك «#فلتر_أكاونتك».
في مقالات سابقة قديمة تحدثت كيف أننا أسهمنا في صناعة الأبطال الوهميين من خلال متابعتهم والترويج لمحتواهم الإلكتروني الذي لا يرقى في حقيقة الأمر لمستوى استهلاك وقتنا أو إضاعته، ولكننا وللأسف، لطالما تداولنا صورهم ومقاطع الفيديو التي يعكفون على تصويرها ببلاهة، فنتندر عليهم وننتقدهم من خلال التداول، وإن نظرنا للأمر في حقيقته فنجد أن ما نتندر عليه اليوم، نقع فيه غداً، ذلك أنه يشكل جزءاً من الأفكار التي تتعرض لها عقولنا اللاواعية، وتضمها مجموعة خبراتها ومعارفها، ورغم أنها انتقدتها في بادئ الأمر، إلاَّ أنه مع مرور الوقت، وتكرار التعرض لمشاهدات مشابهة، يصبح الأمر مستساغاً بالنسبة لنا على سبيل الاعتياد، ثم سرعان ما تحلو بعض تلك الممارسات البلهاء لنا، فنجد أنفسنا نضع لها ما يكفي من المبررات لقبولها، ثم نجد أنفسنا قد وقعنا في فخ أفكارنا التي اقتادتنا في نهاية المطاف إلى الوقوع في تلك الممارسات أي كان نوعها، سواء ارتبط ذلك باللبس والشكل أو بالسلوك أو باستهلاك منتجات معينة أو بأي طريقة أخرى.
قبل تلك الحملة لاحظنا تداول عبارة أخبرني من تتابع أخبرك من أنت، لتهيئة الأرضية المناسبة لتلك الحملة، وبينما كان أصل العبارة أخبرني ماذا تقرأ، ثم أخبرني من تصادق، أصبحت اليوم أخبرني من تتابع على مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك أن الحسابات التي نتابعها، وما يمارس من خلالها من سلوك أو يروج فيها من أفكار، باتت تشكل حياتنا فعلياً من خلال ما تحدثنا عنه سابقاً في دور الأفكار بتشكيل وعينا ولا وعينا بما ينعكس بالضرورة ليس على ممارساتنا وحسب، بل على ذوقنا واختياراتنا وقراراتنا في الحياة.
* اختلاج النبض:
حان وقت المراجعة، وأخذ جولة جادة في قائمة من نتابعهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لفلترة تلك الحسابات والإبقاء على من يضيف لنا فائدة حقيقية، أو من يمكن أن يكون النموذج الذي نحلم به في جزء منه أو كله، بل وأصبح من الضرورة بمكان البحث عن أشخاص جدد نضيفهم لحساباتنا بقدر ما نرغب أن يضيفوا لحياتنا الحقيقية. لذلك «#فلتر_أكاونتك».