يصر خامنئي وملاليه على التمسك بالحكم في إيران والعراق ولبنان واليمن حتى لو قتلوا شعوب هذه الدول وبقوا هم وحدهم يحكمون أنفسهم.

وهم يذوقون الآن مر الكأس الذي سقوه لكل الدول التي صدروا لها الثورة، فيثور عليهم الإيراني نفسه ويثور عليهم العراقي واللبناني واليمني بعد أن تصدى لهم شعب البحرين والشعب السعودي ومنعوا وصول الاحتلال لدولهم عبر بوابة الخونة والمخدوعين.

الناجون من هذا الصراع في هذه الدول هم الذين أدركوا أن أوطانهم عربية لا تحتمل وجود نفوذ إيراني طال الزمن أو قصر، وأن المذهبية الضيقة لا يمكن أن تكون غطاء أو مظلة شاملة بل الوطن وحده هو الأرضية التي يجب أن يقف عليها جميع أبناء المذاهب بلا تمييز، أما أدوات وخدم إيران فهم اليوم إما مطاردون أو مقرون بخطئهم وعائدون إلى حضن أوطانهم بعد أن شهدوا بأم أعينهم مآل الخديعة الإيرانية بمن فيهم الشعب الإيراني الذي يحكم الآن بالنار ويذوق فيه الإيرانيون من وحشية الحرس الثوري الإيراني أضعاف ما أذاقهم جهاز السافاك.

ففي أحدث حصيلة للأحداث الدامية بإيران خلال الشهر الماضي، كشفت مصادر مسؤولة بوزارة الداخلية الإيرانية عن أن المرشد علي خامنئي جمع كبار المسؤولين في أجهزة الأمن والحكومة بعد 48 ساعة من بداية الاحتجاجات، وأصدر بنفاد صبر أوامر لهم: «افعلوا ما يلزم لوضع حد لها». ونقلت وكالة «رويترز» عن 3 مصادر على صلة وثيقة بدائرة المقربين من خامنئي، ومسؤول رابع، أن نحو 1500 شخص سقطوا قتلى خلال الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي واستمرت نحو أسبوعين، ومن بين القتلى 17 في سن المراهقة، ونحو 400 امرأة، وبعض رجال الأمن والشرطة.

في العراق مات مثلهم ومازال مسلسل القتل مستمراً وأغلبهم شيعة، الوحشية التي قتل بها الشباب العراقي فاقت أي تصور لم يعرفها العراقيون حتى على زمن صدام الذي يترحمون عليه الآن، ومع ذلك إيران مصرّة على تحديد اسم رئيس الحكومة العراقية حتى لو كان آخر عراقي، وفي لبنان يوشك البنك المركزي على إعلان الإفلاس والشعب اللبناني مهدد بالجوع وإيران مصرة على تسمية رئيس الحكومة اللبناني حتى لو وقف كالغراب وحده على جثث اللبنانيون.

في اليمن توصل الانقلابيون إلى أكثر من تسوية مع بقية الأطراف، ثم لا يلبثون قليلاً وينكثون عهدهم لأن إيران لم توافق على الاتفاق، ويستمر القتال إلى ما لا نهاية حتى آخر يمني.

هذا هو باختصار حكم قيل إنه معصوم من الخطأ وإنه رحمة من رب العالمين إنه الثورة الحسينية للخلاص من الظلم، فكان التخلف والجهل والفقر والأوبئة والأمراض والتراجع والحروب الأهلية سمة من سمات الدول التي حكمها هذا النظام الدموي.

من يساعد إيران من العرب هم المستفيدون مادياً وسلطوياً منه كالأحزاب والميليشيات التي سلحها، ذلك مفهوم، من يساعدهم هو من تورط معها ولا يستطيع العودة، ذلك مفهوم، إنما هل مازال لهذا النظام قواعد شعبية في عالمنا العربي تصدق فعلاً أن هذا النظام له صبغة إيمانية؟ هل مازال هناك من يصدق أن حزب الله أو أنصار الله أو أي ميليشيا ألصقت اسم الله جل جلاله بها هم فعلاً أنصاره أو أحزابه؟ ذلك ما لا يفهم إلا بتفسير واحد أنه الجهل والتعصب حين يعمي البصر والبصيرة.