«مَن يكتب التاريخ؟»، سؤال من أكثر الأسئلة الجدلية لدى المؤرخين والمختصين في العلوم الإنسانية، بل وعموم الناس، ذلك أن التاريخ مطعون في صحته ومصداق ما جيء فيه على الدوام، البعض يرى أن التاريخ يكتبه المنتصر، والبعض يرى أن ثمة مؤرخين يتحرون الحقائق ويتلمسون الدقة في طرحهم وتوثيقهم للأحداث، وما بين شاهدي العصر في كل مرحلة وما بين النقل والنسخ، تضيع كثير من الحقائق بين رؤية راهنة ناقصة تأخذ الأمور من زاوية وتغفل عن بقية الزوايا قصداً أو دون قصد، وبين نقل يخضع بطريقة أو بأخرى لحراس بوابة ينتقون من النصوص والروايات ما يروق لهم أو ما يتناسب مع حبكاتهم الجديدة وسياقاتهم الخاصة التي أرتأوها، ما يمنح الأحداث روحاً مختلفة وإن جاءت بنفس التسلسل والأقول ربما، هذا إن كان قد بذل فيها جهد جاد نحو نقلها كما هي. ناقص هو التاريخ مهما رويناه، ومنقوص فيه مهما حاولنا تحري الدقة وتغطية جميع جوانبه.
كثير من الأسئلة الجدلية تتعلق بالتاريخ وروايته وبأحوال المؤرخين ومآربهم، فالتاريخ أسطر «من الأسطورة» كثير من الشخصيات من الأنبياء والصحابة والفلاسفة والعلماء، بل وأشخاص ربما عاديون ممن قيل عنهم اشتهارهم بصفات بولغ في سردها. كما أسبغ التاريخ على كثير من الأشخاص صفة القداسة أو القدرات الخارقة للطبيعة البشرية، رغم أنهم في حقيقة الأمر ما هم إلا بشر عاديون مثلنا، لم يميزهم شيء سوى الزمن الذي جاؤوا به أو كتاب التاريخ في زمانهم، ذلك يذكرني بالمثل القائل «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر»، والمستوحى بالأساس من بيت شعر للشافعي «وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا».
أسئلة كثيرة تعتري روايات تاريخية لأحداث وقصص منقوصة، وتجد أن ثمة قصصاً واضحة لفقرات تاريخية ذات أهمية، أخفتها أيدي الرواة لسبب لا تعلمه، ولكن لا شك أنه حال دون رغبة أحدهم في إبرازه، ما تمخض عنه تزوير للتاريخ ليس بتبديل الحقائق بالضرورة بل بإخفائها.
* اختلاج النبض:
مهما قرأنا في التاريخ وتضلعنا فيه يبقى مجرد حكايات وروايات لا نعلم صحيحها من باطلها مهما اجتهدنا في البحث عن الحقيقة، وما نعرفه عن التاريخ الحقيقي ما هو إلاَّ مجرد غبار عالق بالقشور، ولا يرقى لتسميته قشوراً حتى، تلك مشكلة أزلية، لا تحاكي دولة بعينها أو زمناً محدداً، فكل الأزمنة والأمكنة معرضة لذلك التدليس والتضييع للحقائق. السؤال.. هل هناك ما يمكن أن نستند عليه حقاً في التاريخ الإنساني ككل بتسميته تاريخاً يعامل كحقيقة مطلقة.
كثير من الأسئلة الجدلية تتعلق بالتاريخ وروايته وبأحوال المؤرخين ومآربهم، فالتاريخ أسطر «من الأسطورة» كثير من الشخصيات من الأنبياء والصحابة والفلاسفة والعلماء، بل وأشخاص ربما عاديون ممن قيل عنهم اشتهارهم بصفات بولغ في سردها. كما أسبغ التاريخ على كثير من الأشخاص صفة القداسة أو القدرات الخارقة للطبيعة البشرية، رغم أنهم في حقيقة الأمر ما هم إلا بشر عاديون مثلنا، لم يميزهم شيء سوى الزمن الذي جاؤوا به أو كتاب التاريخ في زمانهم، ذلك يذكرني بالمثل القائل «لي حبتك عيني ما ضامك الدهر»، والمستوحى بالأساس من بيت شعر للشافعي «وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ ... وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا».
أسئلة كثيرة تعتري روايات تاريخية لأحداث وقصص منقوصة، وتجد أن ثمة قصصاً واضحة لفقرات تاريخية ذات أهمية، أخفتها أيدي الرواة لسبب لا تعلمه، ولكن لا شك أنه حال دون رغبة أحدهم في إبرازه، ما تمخض عنه تزوير للتاريخ ليس بتبديل الحقائق بالضرورة بل بإخفائها.
* اختلاج النبض:
مهما قرأنا في التاريخ وتضلعنا فيه يبقى مجرد حكايات وروايات لا نعلم صحيحها من باطلها مهما اجتهدنا في البحث عن الحقيقة، وما نعرفه عن التاريخ الحقيقي ما هو إلاَّ مجرد غبار عالق بالقشور، ولا يرقى لتسميته قشوراً حتى، تلك مشكلة أزلية، لا تحاكي دولة بعينها أو زمناً محدداً، فكل الأزمنة والأمكنة معرضة لذلك التدليس والتضييع للحقائق. السؤال.. هل هناك ما يمكن أن نستند عليه حقاً في التاريخ الإنساني ككل بتسميته تاريخاً يعامل كحقيقة مطلقة.