بدأنا تجمعنا الشبابي بفكرة توطيد العلاقات وتعميق الروابط الاجتماعية والثقافية بين أعضاء التجمع الصغير الذي كنا قد اخترنا شخوصه في إطار محدود وصغير جداً للانطلاقة، أردنا من تلك المجموعة تبادل الخبرات الثقافية من جهة، وخلق صداقات حيوية وأنشطة ترفيهية نكسر من خلالها الروتين الذي يكاد يمزقنا إرباً في زحمة العمل والالتزامات المتراكمة على كل منا طوال الأسبوع، وفي جلسة عصف ذهني لما يمكننا ممارسته من أنشطة ترفيهية، جاءت فكرة السياحة في البحرين والتي اختصرها أحد زملائنا بوسم #اكتشف_البحرين، صحيح أن ثمة أنشطة جاءت في هذا السياق من قبل، ولكننا أردنا القيام بها على نحو شخصي، غير مؤسسي ولا حتى تحشيدي لممارسة أي نشاط عام، فقط مجموعة من الرفاق.

لعل من محاسن الصدف، أن يتم اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية لعام 2020، خلال عملنا لوضع خطة الأماكن التي نرغب بزيارتها واكتشافها في البحرين، والتي قام بعض الزملاء على سبيل المساهمة في إعدادها بالبحث عن المواقع المميزة والقصص اللافتة المرتبطة بذاكرة الأمكنة في البحرين. ومن هنا كان برنامج اكتشف البحرين، من البرامج الهامة التي نحتفي بها نهاية كل أسبوع تقريباً، وربما في بعض أيام الأسبوع أحياناً على سبيل التغيير، وحسب ما يتطلبه كل برنامج من وقت أو ترتيبات.

لا أخفيكم تلقينا لبعض الدعوات من قبل أشخاص في مواقع ومناطق معينة، عرضوا علينا بعد إشراكهم الفكرة، لأن نزور بعض المواقع الهامة والتي تحمل ذاكرة غنية وزاخرة ترسخ جوانب هامة من تاريخ البحرين. إلى جانب ذلك، فإننا حظينا ولله الحمد بتفاعل لافت من قبل بعض الأكاديميين والمختصين في السياحة والثقافة والتراث لمشاركتنا تلك الفعاليات والجولات، لمجرد الصحبة والمشاركة، أو لممارسة دور المرشد السياحي، فضلاً عن ترحيب بعض «شيّاب» البحرين الأفاضل –أطال الله في أعمارهم- لاستضافتنا والحديث عن أيام زمان وكيف تحفظ أمكنة معينة الكثير من تاريخ البحرين بين أزقتها ودواعيسها.

إن جولتنا الأخيرة التي قضيناها في المنامة، حظينا فيها بفرصة انضمام د. راشد نجم – المختص في السياحة الثقافية، وقد أثرى بشروحاته وأحاديثه في جولته معنا رصيدنا المعرفي حول بعض المواقع في المنامة، بل وبعض القصص المرتبطة بتاريخ البحرين، لاسيما وقفته المميزة لسرد قصة باخرة دواركا. لم تكن جولة نجم معنا مجرد تشجيع لفريقنا المنطلق في نشاطه للتو وحسب، بل ولفتة مميزة لدعم دور الشباب في تسويق السياحة في البحرين، سواء من خلال جولاتهم الميدانية الترفيهية أو من خلال ممارستهم الواعية للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي. ليس هذا وحسب، بل أننا حظينا أيضاً بانضمام الأخ يوسف المعتز قائد فريق «اكتشف البحرين بدراجتك»، الذي أثرى الجولة بمعرفته العميقة بالمنطقة، فضلاً عن أفكاره النيرة وتجاربه الواسعة. ما جعل الجولة ثرية جداً بتلك الإضافتين وماتعة بحق.

* اختلاج النبض:

فخورون جداً بما تتبوأه البحرين من مكانة إقليمية وعالمية في مجالات مختلفة، وقد كان اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية لهذا العام، فرصة ذهبية لإبراز المنجز الحضاري والجانب الأثري والتراثي فضلاً عن التقدم الذي حققته البحرين. وكمواطنين نحب ثرى بلادنا، أصبحنا نضطلع بمسؤولية مشاركة الدولة في تحقيق تلك السمعة التي تستحقها المملكة، بجهود شخصية تطوعية لأجل البحرين.