في 28 يونيو1914، مر موكب ولي عهد النمسا فرانس فرديناند بسيارتين فألقى المتآمرون الصرب قنبلة، ففجرت السيارة الثانية ونجا الأمير. خاف الفاعل فابتلع حبة زرنيخ. لكن غافريلو برينسيب «19 سنه» من فريق التنفيذ، فر لمقهى. وأتي الحظ بفرانس ولي العهد ليزور المشفى العسكري للاطلاع على حالة جرحى محاولة الاغتيال. وتوقف الموكب أمام ذلك المقهى نفسه، حينها كان برينسيب قد أنهى قهوته ثم قام ليقف أمام الباب ومد مسدسه، وعلى بعد أمتار قليلة أطلق النار على الموكب فقتل ولي العهد وزوجته فقامت الحرب العالمية الأولى. وفي فجر 3 يناير 2020 توقفت أمام نقطة تفتيش عربتين تقلان فريق منهم عبقري التمدد الإيراني الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ذراع سليماني العملياتي في العراق، فأطلقت مسيرة أمريكية MQ-9 Reaper النار لتقتل من فيهما. فهل سيقود ذلك لفتح باب العنف في الخليج، أم ستهدأ الأمور؟
- عادت الأحداث المفصلية تتوعدنا وكأننا الخاصرة الضعيفة لأمريكا، بل أن الطرفين قد تجنبا لسنوات قتل رجال الطرف الآخر، فهل بعد خرق ذلك الاتفاق الآن وعجز طهران سيتم قتل حلفاء الطرفين. بأن تلجأ طهران لأهداف خليجية لها رمزية وتصفيتها لتوجع واشنطن!
- سيناريوهات الرد الإيراني كلها خطرة، فقد قالت في بيانها إنها تحتفظ بحق الرد، كما يفعل الأسد، و»حزب الله» بعد قتل مغنية، لكن لا يمكن أن ننسى ان السجادة الفارسية تنجز أحياناً في 40 عاماً، ولا ننسى إن ايران تؤذي بدون استفزاز للغريم. أما السيناريو الآخر فحفظ ماء وجه النظام باعتراض السفن وإعادة سيناريو صيف 2019. أو ربما الأسوأ بتبادل الضربات بوتيرة عنيفة قد تشمل القوات والمصالح وحتى البنية السيبرانية.
أما لو امتطينا صهوة التفاؤل فهناك الكثير مما يدعو للارتياح ومنها:
- إن اغتيال وزير المستعمرات ومهندس التمدد الإيراني سيوقف تمدد كان سيطالنا وربما يحد منه إلى حين.
- فور شيوع نبأ مقتل سليماني، قفزت أسعار النفط 4 %، وليس هذا تأسيس لشيء جديد بل توصيف مكرر لحالة إيجابية اعتدنا عليها في الخليج العربي.
- وصول تعزيزات أمريكية كبيرة للخليج يبعث الطمأنينة بأننا لم نعد ضحايا للاستدارة الأوبامية، بل تمت ترقية أمن الخليج من خط أحمر إلى خط أحمر عريض.
- عابت الإدارة الأمريكية التقصير الأوروبي فيما أثنت على دول الخليج، كما أن هناك دعوات ببغداد لإعادة تقييم الاتفاق الأمني مع أمريكا وتحديداً العسكري، مما سيدفع الأمريكان لحليفهم القديم.
- في البيان الإيراني أنهم يحتفظون بحق الرد مما يعني أنهم بلعوا الضربة لعدم وجود هدف خليجي مكشوف يوجع واشنطن، كما أعطى مقتل سليماني الخليج جرعة قلق إيجابية.
* بالعجمي الفصيح:
لم يعدم غافريلو برينسيب لأن عمره أقل من 20 سنة، وطوال 4 سنوات لقي 9 ملايين مقاتل و7 ملايين مدني مصرعهم في الحرب العالمية الأولى.
* كاتب وأكاديمي كويتي
- عادت الأحداث المفصلية تتوعدنا وكأننا الخاصرة الضعيفة لأمريكا، بل أن الطرفين قد تجنبا لسنوات قتل رجال الطرف الآخر، فهل بعد خرق ذلك الاتفاق الآن وعجز طهران سيتم قتل حلفاء الطرفين. بأن تلجأ طهران لأهداف خليجية لها رمزية وتصفيتها لتوجع واشنطن!
- سيناريوهات الرد الإيراني كلها خطرة، فقد قالت في بيانها إنها تحتفظ بحق الرد، كما يفعل الأسد، و»حزب الله» بعد قتل مغنية، لكن لا يمكن أن ننسى ان السجادة الفارسية تنجز أحياناً في 40 عاماً، ولا ننسى إن ايران تؤذي بدون استفزاز للغريم. أما السيناريو الآخر فحفظ ماء وجه النظام باعتراض السفن وإعادة سيناريو صيف 2019. أو ربما الأسوأ بتبادل الضربات بوتيرة عنيفة قد تشمل القوات والمصالح وحتى البنية السيبرانية.
أما لو امتطينا صهوة التفاؤل فهناك الكثير مما يدعو للارتياح ومنها:
- إن اغتيال وزير المستعمرات ومهندس التمدد الإيراني سيوقف تمدد كان سيطالنا وربما يحد منه إلى حين.
- فور شيوع نبأ مقتل سليماني، قفزت أسعار النفط 4 %، وليس هذا تأسيس لشيء جديد بل توصيف مكرر لحالة إيجابية اعتدنا عليها في الخليج العربي.
- وصول تعزيزات أمريكية كبيرة للخليج يبعث الطمأنينة بأننا لم نعد ضحايا للاستدارة الأوبامية، بل تمت ترقية أمن الخليج من خط أحمر إلى خط أحمر عريض.
- عابت الإدارة الأمريكية التقصير الأوروبي فيما أثنت على دول الخليج، كما أن هناك دعوات ببغداد لإعادة تقييم الاتفاق الأمني مع أمريكا وتحديداً العسكري، مما سيدفع الأمريكان لحليفهم القديم.
- في البيان الإيراني أنهم يحتفظون بحق الرد مما يعني أنهم بلعوا الضربة لعدم وجود هدف خليجي مكشوف يوجع واشنطن، كما أعطى مقتل سليماني الخليج جرعة قلق إيجابية.
* بالعجمي الفصيح:
لم يعدم غافريلو برينسيب لأن عمره أقل من 20 سنة، وطوال 4 سنوات لقي 9 ملايين مقاتل و7 ملايين مدني مصرعهم في الحرب العالمية الأولى.
* كاتب وأكاديمي كويتي