هل تصدقين لقد قرأتْ كلامي على «الوتس أب» ولم ترد؟ لقد ظللت أراها وهي موجودة «أونلاين» طيلة الوقت ولكنها كانت تتجاهلني عمداً.
بعد فترة تنحرج من نفسها أمام جميع من علقت أمامهم بهذا الكلام وهم يجدون من تلك المتجاهلة رسالة طويلة تعتذر فيها لكونها لم تلمح رسائلهم، بعد أن اكتشفت أن أبناءها الصغار يعبثون بالهاتف وأنها تضطر أحياناً إلى منح أحدهم الهاتف لكي يتوقف عن البكاء، ولم تكن تعلم أنه يدخل على برنامج الواتس آب الهاتفي ويعبث به، وفي بعض الأحيان يفتح المحادثة ويغلقها! بل كثيراً ما تحصل أن ترسل عدد من الأمهات اعتذارات على قيام أبنائهن بتصوير مقطع فيديو وإرساله إلى الآخرين دون أن يكونوا على علم، فرغم وجود «الآيباد» إلا أن بعض الأطفال يفضلون الهاتف كونه عملياً أكثر!
نفس هذه المواقف تتكرر كثيراً على برنامج التواصل الاجتماعي «سناب شات»، ونسمع عنها خصوصاً في «مجتمعات الحريم»، نلمح حداهن وهي تتكلم بطريقة فيها الكثير من التحامل والعدائية، «لقد شاهدت ما أدرجته اليوم من صور وأنا في المستشفى ولم تكلف على نفسها عناء كتابة كلمة واحدة لي من نوع «ما تشوفين شر» أو تسأل عني! «لا تقولوا لي إنها لا تعلم عن وعكتي الصحية وأنا مركبين علي المغذي.. لقد شاهدت قصصي على السناب شات ولم تعلق»! «بل الأدهى هناك من تزعل وتتضايق إن أدرجت قصصاً بالسناب ولم يتفاعل معها أحد أو يعلق عليها ويمتدحها وما تدرجه من محتوى!!!» تعتقد أنه جزء من الواجبات اليومية لكل من معها بالقائمة من أهل وأصدقاء عندما تدرج محتوى يجب أن يمدحونها، وأصبح إلزاماً أن يقولوا لها «ما شاء الله عليج وحلو اللي تحطينه!» هذا هدفها الأسمى من الاشتراك في هذه البرامج التي وجدت لفوائد أفضل!!
«لقد قامت بدعوة الجميع ما عداي أنا لم تقم بدعوتي إلى حفلة منزلها وكأنها متعمدة ذلك ثم ستقول مبررة لقد نسيت.. لقد لهيت»، يشاء الله أن يلتقين جميعهم فتروح تفتح هاتفها وتريهم أنها أرسلت «برودكاست» كبطاقة دعوة لعدد من الأسماء لديها لكن شاء القدر أن عدداً منها يظهر أمامها «إكس أحمر» أي يظهر خلل جعل تلك الرسالة لا ترسل لها، واكتشفت لاحقاً أنه من الواجب «إعادة الإرسال!!»، ففهمت لِم لَم تحضر.. تحرج وهي تكتشف أنها ظلمتها وأنها كانت من أوائل من أرسلت لهم وأنها هي الأخرى بالأصل عاتبة عليها لكونها في حال عدم قدرتها على الحضور تعتذر!! «الأولى ظلمت، والثانية كذلك ظلمت وتسرعت ولم تتأكد إن كانت قد استلمت المسج أو لا».
نسمع آخر «يتحلطم» بالقول «كله يكتب لنا لا أستطيع الرد على الهاتف» وبعد خمس دقائق يرسل ويعلق بقروبنا ويكلمنا!! يعلق آخر «هذي اله عيار وصدق نفسه مدير.. كله يزعم مشغول باجتماعات ويزعم مهم وهو بالأصل جالس يرد على فلان وعلان!!»، بعد فترة يكتشفون وقت حديثه معهم كان متواجداً بالفعل داخل قاعة الاجتماع وأنه طيلة يومه مشغول بالاجتماعات المتتالية، لكن المسؤول عن بدء ذلك الاجتماع تأخر وكان جالساً مع المتواجدين ولا يستطيع التحدث بالهاتف والرد على المكالمات، فاختار أن يكسب الوقت أمام تعطلهم لأكثر من نصف ساعة في مراسلتهم والرد على من يكتب له بقروبهم فهو إنسان عملي جداً ويستغل كل دقيقة من وقته!»، لِم لا يفكر أحدهم أحياناً أن الشخص يكون متواجداً مع أشخاص ولا يستطيع الرد هاتفياً لكن بإمكانه الرد بالكتابة!».
«نتصل فيه.. حرقنا تلفونه حراق وبالنهاية ما يرد رغم أنه قبل دقائق أدرج صوراً على الإنستغرام ومتفاعل على تويتر! لقد أرسلنا له على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ولم يرد علينا «يكتشفون لاحقاً هناك خلل في الإنترنت فهو ضغط على إرسال ولكن جميع المشاركات ظلت معلقة حتى عاد الإنترنت لهاتفه فأرسلت كلها في وقت تصادف أنهم اتصلوا عليه أو تواصلوا معه، وأحياناً ترسل في وقت متأخر من الليل أو مبكر جداً من الصباح يكون بالأصل نائم أو غير موجود!».
كثير من الناس يتكلمون في المجالس بهذه الطريقة على بعضهم البعض، «كيف مشغول وهو بالأصل دائماً يدرج محتويات بحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يحضر معنا وكله غايب عنا؟»، «لماذا لا تفكر من منظار آخر قد يكون عالم التواصل الاجتماعي من هواياته أو وقتاً للترفيه والتسلية.. لا يمكن لك أن تجبره أن يقضي وقت فراغه كما تقضيه أنت حتى ترتاح وترضى عنه ولا تتطرق له في جلستكم؟ كل إنسان له طريقته الخاصة في قضاء واستثمار وقت فراغه، فإن كنت ترى أن مواقع التواصل مضيعة للوقت، هناك من يرى قضاءك وقتاً طويلاً في تدخين الشيشة والجلوس في مجالس بلا فائدة تذكر مثلاً أيضاً مضيعة للوقت بل والصحة والحسنات!».
تكلمنا في الجزء الأول عن عدد من المواقف التي تحصل في الحياة، ولأن جزءاً من أهم معلومة يكون مغيباً وغير معلوم والنية لم تفهم فتكون الصورة غير واضحة، فيسيء الناس الظن ببعضهم البعض وتغلظ القلوب وتحصل المشاكل. وفي زمن التواصل الاجتماعي كثرت مشاكل سوء الفهم والظن بسبب عدم تقديم العذر ووضع الاحتمالات المتعددة قبل إطلاق الأحكام والتحامل على الآخرين.. ليت بعض خطباء المساجد يهتمون بتحديث خطب الجمعة بحيث تشمل هذه المواضيع التي كثرت بسبب هذه البرامج الإلكترونية التي تغيب فيها الكثير من أجزاء الصورة.
{{ article.visit_count }}
بعد فترة تنحرج من نفسها أمام جميع من علقت أمامهم بهذا الكلام وهم يجدون من تلك المتجاهلة رسالة طويلة تعتذر فيها لكونها لم تلمح رسائلهم، بعد أن اكتشفت أن أبناءها الصغار يعبثون بالهاتف وأنها تضطر أحياناً إلى منح أحدهم الهاتف لكي يتوقف عن البكاء، ولم تكن تعلم أنه يدخل على برنامج الواتس آب الهاتفي ويعبث به، وفي بعض الأحيان يفتح المحادثة ويغلقها! بل كثيراً ما تحصل أن ترسل عدد من الأمهات اعتذارات على قيام أبنائهن بتصوير مقطع فيديو وإرساله إلى الآخرين دون أن يكونوا على علم، فرغم وجود «الآيباد» إلا أن بعض الأطفال يفضلون الهاتف كونه عملياً أكثر!
نفس هذه المواقف تتكرر كثيراً على برنامج التواصل الاجتماعي «سناب شات»، ونسمع عنها خصوصاً في «مجتمعات الحريم»، نلمح حداهن وهي تتكلم بطريقة فيها الكثير من التحامل والعدائية، «لقد شاهدت ما أدرجته اليوم من صور وأنا في المستشفى ولم تكلف على نفسها عناء كتابة كلمة واحدة لي من نوع «ما تشوفين شر» أو تسأل عني! «لا تقولوا لي إنها لا تعلم عن وعكتي الصحية وأنا مركبين علي المغذي.. لقد شاهدت قصصي على السناب شات ولم تعلق»! «بل الأدهى هناك من تزعل وتتضايق إن أدرجت قصصاً بالسناب ولم يتفاعل معها أحد أو يعلق عليها ويمتدحها وما تدرجه من محتوى!!!» تعتقد أنه جزء من الواجبات اليومية لكل من معها بالقائمة من أهل وأصدقاء عندما تدرج محتوى يجب أن يمدحونها، وأصبح إلزاماً أن يقولوا لها «ما شاء الله عليج وحلو اللي تحطينه!» هذا هدفها الأسمى من الاشتراك في هذه البرامج التي وجدت لفوائد أفضل!!
«لقد قامت بدعوة الجميع ما عداي أنا لم تقم بدعوتي إلى حفلة منزلها وكأنها متعمدة ذلك ثم ستقول مبررة لقد نسيت.. لقد لهيت»، يشاء الله أن يلتقين جميعهم فتروح تفتح هاتفها وتريهم أنها أرسلت «برودكاست» كبطاقة دعوة لعدد من الأسماء لديها لكن شاء القدر أن عدداً منها يظهر أمامها «إكس أحمر» أي يظهر خلل جعل تلك الرسالة لا ترسل لها، واكتشفت لاحقاً أنه من الواجب «إعادة الإرسال!!»، ففهمت لِم لَم تحضر.. تحرج وهي تكتشف أنها ظلمتها وأنها كانت من أوائل من أرسلت لهم وأنها هي الأخرى بالأصل عاتبة عليها لكونها في حال عدم قدرتها على الحضور تعتذر!! «الأولى ظلمت، والثانية كذلك ظلمت وتسرعت ولم تتأكد إن كانت قد استلمت المسج أو لا».
نسمع آخر «يتحلطم» بالقول «كله يكتب لنا لا أستطيع الرد على الهاتف» وبعد خمس دقائق يرسل ويعلق بقروبنا ويكلمنا!! يعلق آخر «هذي اله عيار وصدق نفسه مدير.. كله يزعم مشغول باجتماعات ويزعم مهم وهو بالأصل جالس يرد على فلان وعلان!!»، بعد فترة يكتشفون وقت حديثه معهم كان متواجداً بالفعل داخل قاعة الاجتماع وأنه طيلة يومه مشغول بالاجتماعات المتتالية، لكن المسؤول عن بدء ذلك الاجتماع تأخر وكان جالساً مع المتواجدين ولا يستطيع التحدث بالهاتف والرد على المكالمات، فاختار أن يكسب الوقت أمام تعطلهم لأكثر من نصف ساعة في مراسلتهم والرد على من يكتب له بقروبهم فهو إنسان عملي جداً ويستغل كل دقيقة من وقته!»، لِم لا يفكر أحدهم أحياناً أن الشخص يكون متواجداً مع أشخاص ولا يستطيع الرد هاتفياً لكن بإمكانه الرد بالكتابة!».
«نتصل فيه.. حرقنا تلفونه حراق وبالنهاية ما يرد رغم أنه قبل دقائق أدرج صوراً على الإنستغرام ومتفاعل على تويتر! لقد أرسلنا له على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ولم يرد علينا «يكتشفون لاحقاً هناك خلل في الإنترنت فهو ضغط على إرسال ولكن جميع المشاركات ظلت معلقة حتى عاد الإنترنت لهاتفه فأرسلت كلها في وقت تصادف أنهم اتصلوا عليه أو تواصلوا معه، وأحياناً ترسل في وقت متأخر من الليل أو مبكر جداً من الصباح يكون بالأصل نائم أو غير موجود!».
كثير من الناس يتكلمون في المجالس بهذه الطريقة على بعضهم البعض، «كيف مشغول وهو بالأصل دائماً يدرج محتويات بحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ولا يحضر معنا وكله غايب عنا؟»، «لماذا لا تفكر من منظار آخر قد يكون عالم التواصل الاجتماعي من هواياته أو وقتاً للترفيه والتسلية.. لا يمكن لك أن تجبره أن يقضي وقت فراغه كما تقضيه أنت حتى ترتاح وترضى عنه ولا تتطرق له في جلستكم؟ كل إنسان له طريقته الخاصة في قضاء واستثمار وقت فراغه، فإن كنت ترى أن مواقع التواصل مضيعة للوقت، هناك من يرى قضاءك وقتاً طويلاً في تدخين الشيشة والجلوس في مجالس بلا فائدة تذكر مثلاً أيضاً مضيعة للوقت بل والصحة والحسنات!».
تكلمنا في الجزء الأول عن عدد من المواقف التي تحصل في الحياة، ولأن جزءاً من أهم معلومة يكون مغيباً وغير معلوم والنية لم تفهم فتكون الصورة غير واضحة، فيسيء الناس الظن ببعضهم البعض وتغلظ القلوب وتحصل المشاكل. وفي زمن التواصل الاجتماعي كثرت مشاكل سوء الفهم والظن بسبب عدم تقديم العذر ووضع الاحتمالات المتعددة قبل إطلاق الأحكام والتحامل على الآخرين.. ليت بعض خطباء المساجد يهتمون بتحديث خطب الجمعة بحيث تشمل هذه المواضيع التي كثرت بسبب هذه البرامج الإلكترونية التي تغيب فيها الكثير من أجزاء الصورة.