ما هي الدراما دون أن يكون بها شرير! فمن وجهة نظر طهران قتلت القوات الأمريكية بعملية -طائرة بدون طيار تفتقد للشجاعة- وزير المستعمرات الإيرانية في الخارج، ثم كشف مقتل سليماني أن رجال طهران شخصيات هامشية وتتخبط. فقد صرح حسن دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى بأن الرد سيكون بالتأكيد رداً عسكرياً، وهذا ما تم، لكن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وسع مروحة الانتقام وبناء على طرحه هناك 35 هدفاً، سيكون للخليج منها نصيب الأسد، فلدينا 12 قاعدة أمريكية + 6 سفارات = 18 هدفاً من أصل 35، هذا غير الأهداف المدنية. التهديد المبطن والمعلن لم يستثنِ الكثير من دول الخليج رغم أن كلفة التهديد هي على من يطرحه، فكثرة الأهداف يفقده الجدية فـ»البنتاغون»، كهدف تعني، كل رجل ووحدة وقطعة عسكرية أمريكية، ومعها المؤسسات والقادة الذين لعبوا دوراً في مقتل سليماني. وجلي أن طهران تبحث عن الأعداء بدل الأصدقاء، فخطابها يقحم دولاً عدة والكويت منها. مما يطرح سؤالاً يشكك في قدرة طهران على معرفة أن إقلاع الدرون تم من الكويت من قاعدة علي السالم الجوية مع أن قواعدنا أكثر من واحدة ومدارج الإقلاع أيضاً كثيرة، فكيف لم يتم تنبيه فريق سليماني حال إقلاع المسيرة التي كان عليها قطع 700 كلم فيما لا يقل عن نصف ساعة طيران؟!
شيطنة الكويت تمت بمنهجية Systematic ويجب إفشالها لأن آلية العمل الإيرانية تقود لاستهداف بقية دول الخليج، وكانت الشيطنة ذات مراحل: ففي اليوم الأول انطلقت اتهامات غوغائية قادها الحشد الشعبي العراقي بخروج المسيرات من قاعدة علي السالم الجوية، فعصائب أهل الحق قد استحوذت على حق مهاجمة الكويت. وفي نفس السياق طفحت قضية اختراق وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، لخلق ضغط وارتباك وجس ردة الفعل الكويتية. وفي المرحلة الأخيرة خرج بيان صريح للحرس الثوري بأن الكويت شاركت باغتيال سليماني.
أما الدوافع لاتهام الكويت فمنها:
- كانت عملية عين الأسد، ملحقاً لتاريخ مختصر من المهانة للحرس الثوري واحدة تلو الأخرى. وللفكاك من ملامة الشارع الإيراني بعد الانتقام الهزيل، كان لا بد من تصدير الأزمة.
- محاولة جعل الاتفاقية الأمنية بين الكويت وواشنطن عبئاً على الكويت، وإخراج القوات الأمريكية، أو خلق مزاج لذلك، كما حدث في العراق، حتى وإن لم يتحقق، فهي خطوة أولى يمكن الرجوع إليها.
- محاولة عزل الكويت عن موقف الخليج الذي تحفظ رسمياً وأشاد شعبياً بالعملية، فسقف الحرية في الكويت يعطي حيزاً للمتعاطفين مع سليماني.
- إن الخيارات الإيرانية لمواجهة، استراتيجية الضغط المتصاعدة الأمريكية مباشرة غير مجدية، وللإفلات منها على إيران صدها بالضغط على حلفائها بضرر عسكري وسياسي فذلك أقل كلفة.
* بالعجمي الفصيح:
إن قدرنا في الخليج أن نكون هدفاً لتبعات صعود الانشقاقيّة العربية ضدّ العروبة، فسهم الانتقام الإيراني المتوقع سيكون بيد عربية، والكويت بوابة الخليج، يسندها إن شاء الله أن في قلب كل خليجي فيلقاً مجحفلاً، في كل حبة رمل من رمال صحرائنا قلعة، وأن فِي كل موجة تتكسر على سواحلنا طوفاناً هائجاً.
* كاتب وأكاديمي كويتي
شيطنة الكويت تمت بمنهجية Systematic ويجب إفشالها لأن آلية العمل الإيرانية تقود لاستهداف بقية دول الخليج، وكانت الشيطنة ذات مراحل: ففي اليوم الأول انطلقت اتهامات غوغائية قادها الحشد الشعبي العراقي بخروج المسيرات من قاعدة علي السالم الجوية، فعصائب أهل الحق قد استحوذت على حق مهاجمة الكويت. وفي نفس السياق طفحت قضية اختراق وكالة الأنباء الكويتية «كونا»، لخلق ضغط وارتباك وجس ردة الفعل الكويتية. وفي المرحلة الأخيرة خرج بيان صريح للحرس الثوري بأن الكويت شاركت باغتيال سليماني.
أما الدوافع لاتهام الكويت فمنها:
- كانت عملية عين الأسد، ملحقاً لتاريخ مختصر من المهانة للحرس الثوري واحدة تلو الأخرى. وللفكاك من ملامة الشارع الإيراني بعد الانتقام الهزيل، كان لا بد من تصدير الأزمة.
- محاولة جعل الاتفاقية الأمنية بين الكويت وواشنطن عبئاً على الكويت، وإخراج القوات الأمريكية، أو خلق مزاج لذلك، كما حدث في العراق، حتى وإن لم يتحقق، فهي خطوة أولى يمكن الرجوع إليها.
- محاولة عزل الكويت عن موقف الخليج الذي تحفظ رسمياً وأشاد شعبياً بالعملية، فسقف الحرية في الكويت يعطي حيزاً للمتعاطفين مع سليماني.
- إن الخيارات الإيرانية لمواجهة، استراتيجية الضغط المتصاعدة الأمريكية مباشرة غير مجدية، وللإفلات منها على إيران صدها بالضغط على حلفائها بضرر عسكري وسياسي فذلك أقل كلفة.
* بالعجمي الفصيح:
إن قدرنا في الخليج أن نكون هدفاً لتبعات صعود الانشقاقيّة العربية ضدّ العروبة، فسهم الانتقام الإيراني المتوقع سيكون بيد عربية، والكويت بوابة الخليج، يسندها إن شاء الله أن في قلب كل خليجي فيلقاً مجحفلاً، في كل حبة رمل من رمال صحرائنا قلعة، وأن فِي كل موجة تتكسر على سواحلنا طوفاناً هائجاً.
* كاتب وأكاديمي كويتي