لكل مشهد عدة زوايا إنما أغلبنا تعود أن يقف عند واحدة منها ليرى الأمور بالنظر من ذات الزاوية معظم حياته، قليلون جداً من لديهم إمكانية النظر بالبعد الثلاثي أو الرباعي (Three dimensions) وتلك نعمة لو تدرون.
قرأت عبارات جميلة جداً تدل على أن من قالها نجح في رؤية المشهد من زاوية ثانية غير معتادة وأتت على لسان سيدة تصف شعورها أثناء عملها بتنظيف منزلها (ركزوا على العبارات التي ستقرؤونها لا على سؤال أعرف أنه يدور في ذهنكم الآن، وهو أين هي هذه السيدة التي تقوم بأعمال المنزل؟ فالكل عنده شغالة)..
ما علينا نعود لموضوعنا.. العبارات كتبت على صور رسمت لسيدة وهي منهمكة في عملها وتدل على أن هذه السيدة تعرف كيف تقف عند الزاوية الثانية، تلك الزاوية التي لا يقف عندها إلا القليل المحظوظ، ولو تحرك عقلنا قليلاً من مكانه مثلها ونظرنا للأمور بزاوية غير تلك التي اعتدنا النظر منها، لرأينا الجمال المخفي الذي رأته تلك السيدة ولم يره الأغلب منا.
فمثلاً بعد يوم مرهق تقول هذه السيدة وهي تلملم الفوضى في منزلها «البيت الذي لا يحتاج إلى تنظيف هو البيت الذي ليس فيه الأنس واللمة» يا سلام.
وتردد وهي تقف في المطبخ وظهرها يؤلمها «وقفة المطبخ تعني أن عندنا ما نطبخه، وامتلاء الحوض بالأطباق والأواني يعني أننا لم نبت جوعي» يا عيني.
وتخاطب نفسها وهي تعيد ترتيب غرفة الاستقبال «تنظيف غرفة استقبال الضيوف يعني أن ضيفنا شاركنا الوقت واللقمة» الله.
وبعد نوم الأطفال والإرهاق يصل مداه آخر النهار تقول «تعلمت أن التنظيف خلف صغار البيت أمر شاق لكنه سيكون أشق علي من مرض يمنعهم من صنع الفوضى» ما أجملك.
كلامها مؤثر ليس لأنه جميل فقط ويعلمنا قياس النعم، إنما جماله في تسليط الضوء على كسلنا نحن وعدم قدرتنا على أن نتحرك مثلها بعقلنا من زاويتنا المعتادة، وكيف أننا لا نجهد أنفسنا مثلها لننظر للزاوية الثانية، بل أغلبنا سينظر للزاوية المعتادة (تعب، إرهاق، حياة مملة، حظ عاثر، وحدة، لا أحد يشعر ويقدر تعبي... إلخ).
كم واحداً منا قادر على أن يبحث عن الزاوية الثانية لأمور نتعرض لها وتتعبنا وتؤلمنا ونتضايق منها، في البيت، في العمل، في علاقتنا بالآخرين، في حياتنا بشكل عام؟.
وقد تكون هناك زاوية ثالثة ورابعة، وكل منها تعطينا أبعاداً مختلف للموضوع، ولو أننا فعلنا مثل هذه السيدة لخفت علينا أحمال ثقيلة وزادت من طاقتنا على الصبر ولأحببنا العالم من حولنا وانعكس هذا الجمال علينا.
يا إلهي كم من الشقوق والتجعدات طالت وجوهنا وزادت آلام أجسادنا المرهقة لشدة استغراقنا في النظر لحياتنا من الزاوية الأولى والوحيدة التي ننظر منها لما يجري حولنا.
لنتعلم أن نبحث عن الجمال في كل ما نراه قبيحاً، فالقبح هو الزاوية التي تراه منها، ابذل قليلاً من الجهد وانقل عقلك للزاوية الثانية وسترى الوجود جميلاً... هابي ويكند.
{{ article.visit_count }}
قرأت عبارات جميلة جداً تدل على أن من قالها نجح في رؤية المشهد من زاوية ثانية غير معتادة وأتت على لسان سيدة تصف شعورها أثناء عملها بتنظيف منزلها (ركزوا على العبارات التي ستقرؤونها لا على سؤال أعرف أنه يدور في ذهنكم الآن، وهو أين هي هذه السيدة التي تقوم بأعمال المنزل؟ فالكل عنده شغالة)..
ما علينا نعود لموضوعنا.. العبارات كتبت على صور رسمت لسيدة وهي منهمكة في عملها وتدل على أن هذه السيدة تعرف كيف تقف عند الزاوية الثانية، تلك الزاوية التي لا يقف عندها إلا القليل المحظوظ، ولو تحرك عقلنا قليلاً من مكانه مثلها ونظرنا للأمور بزاوية غير تلك التي اعتدنا النظر منها، لرأينا الجمال المخفي الذي رأته تلك السيدة ولم يره الأغلب منا.
فمثلاً بعد يوم مرهق تقول هذه السيدة وهي تلملم الفوضى في منزلها «البيت الذي لا يحتاج إلى تنظيف هو البيت الذي ليس فيه الأنس واللمة» يا سلام.
وتردد وهي تقف في المطبخ وظهرها يؤلمها «وقفة المطبخ تعني أن عندنا ما نطبخه، وامتلاء الحوض بالأطباق والأواني يعني أننا لم نبت جوعي» يا عيني.
وتخاطب نفسها وهي تعيد ترتيب غرفة الاستقبال «تنظيف غرفة استقبال الضيوف يعني أن ضيفنا شاركنا الوقت واللقمة» الله.
وبعد نوم الأطفال والإرهاق يصل مداه آخر النهار تقول «تعلمت أن التنظيف خلف صغار البيت أمر شاق لكنه سيكون أشق علي من مرض يمنعهم من صنع الفوضى» ما أجملك.
كلامها مؤثر ليس لأنه جميل فقط ويعلمنا قياس النعم، إنما جماله في تسليط الضوء على كسلنا نحن وعدم قدرتنا على أن نتحرك مثلها بعقلنا من زاويتنا المعتادة، وكيف أننا لا نجهد أنفسنا مثلها لننظر للزاوية الثانية، بل أغلبنا سينظر للزاوية المعتادة (تعب، إرهاق، حياة مملة، حظ عاثر، وحدة، لا أحد يشعر ويقدر تعبي... إلخ).
كم واحداً منا قادر على أن يبحث عن الزاوية الثانية لأمور نتعرض لها وتتعبنا وتؤلمنا ونتضايق منها، في البيت، في العمل، في علاقتنا بالآخرين، في حياتنا بشكل عام؟.
وقد تكون هناك زاوية ثالثة ورابعة، وكل منها تعطينا أبعاداً مختلف للموضوع، ولو أننا فعلنا مثل هذه السيدة لخفت علينا أحمال ثقيلة وزادت من طاقتنا على الصبر ولأحببنا العالم من حولنا وانعكس هذا الجمال علينا.
يا إلهي كم من الشقوق والتجعدات طالت وجوهنا وزادت آلام أجسادنا المرهقة لشدة استغراقنا في النظر لحياتنا من الزاوية الأولى والوحيدة التي ننظر منها لما يجري حولنا.
لنتعلم أن نبحث عن الجمال في كل ما نراه قبيحاً، فالقبح هو الزاوية التي تراه منها، ابذل قليلاً من الجهد وانقل عقلك للزاوية الثانية وسترى الوجود جميلاً... هابي ويكند.