أمس انتشر خبر بحث الشيخ محمد بن راشد عن إحدى المعلمات الإماراتيات التي كانت تستقبل الطلبة في يومهم الدراسي الأول بروح إيجابية مرحة محببة فيها من الأمومة الكثير وطلب ممن يعرفها التواصل مع مكتبه.
ليس الشيخ محمد بن راشد من يبحث عن المعلم الإنسان فقط بل جميعنا كذلك، حين أرسل طفلي وحشاشة كبدي للمدرسة أبحث عن المعلم الإنسان الذي يملك قلباً حنوناً بديلاً عن قلبي، له روح يحتوي فيه ابني ويجعله يتعلق به قبل أن يتعلق بالمادة التي يعلمها إياه، فتلك ستأتي وحدها تلقائياً، أبحث عن ذلك الذي لا ييأس من البحث عن مكامن القوة عند ابني ليحفزها، ذلك الذي يبكي عليه التلاميذ إن غادرهم، فلن تجد عند هذا المعلم طالباً فاشلاً.
أبحث عن الإنسان في أي تعامل مع أي خبرة عملية يمتلكها هذا الكائن البشري، طبيباً كان أو معلماً أو مقاولاً أو عاملاً أو صحافياً أو فناناً، إذ قد تفيض الخبرة العملية والذكاء والمهارات عنده، ولكنه يفتقد الملكات الإنسانية، فإن افتقدها فإن ذلك ينقص من رأس ماله، وتنعدم قيمة تلك المهارات المهنية فلا تجد لها أثراً، في حين بإمكان الملكات الإنسانية لو توفرت عنده أن تعوض الكثير من النقص في مهاراته الأخرى.
حين أمرض أحتاج الطبيب الإنسان أكثر مما أحتاج الطبيب الماهر، أحتاج أن ينظر هذا الذي أتيت له وأنا متألمة وينتابني القلق في عيني وأنا أصف له ما أشعر، بل ويمعن النظر لا أن يقضي الوقت وهو ينظر لجهازه أو أوراقه وأنا أتحدث، أحتاج أن يصغي لي بقلبه لا يستمع لي بأذنه فقط، وأن يبتسم.. نعم أحتاجه أن يبتسم فالطبيب الإنسان يبتسم وهو يكابد التعب، أحتاج أن أطمئن من صوته ومن كلماته المختارة بعناية حتى لو قال حقيقة تصدمني، أعطني طبيباً إنساناً أعطك نصف العلاج وأكثر.
أبحث عن المقاول الذي يحرص على جودة مواده المختارة وعلى دقة مواعيده وعلى احترام كلمته، أبحث عن الموظف الذي يستقبلني بابتسامة ويبذل قصارى جهده لإنجاز معاملتي وإن غلبت الظروف إمكانياته واعتذر لسبب خارج عن إرادته أخرج من عنده وأنا هادئة وراضية أعرف أن الذي أمامي قدر إنسانيتي وقدر تعبي وحضوري لإنجاز المعاملة بنفسي واعتبرني شخصاً محترماً للغاية دون اعتبار لاسمي وأصلي وفصلي ومكانتي الاجتماعية، إنسان بمعنى الكلمة.
مع الأسف نحن في عصر تخلينا فيه عن هذا الإنسان الذي كان يسكننا بالفطرة تركناه يغادرنا ويهجرنا يبتعد عنا، تخلينا عنه بسهولة، غلبه الوقت والظرف وغلبته زحمة البشر ورتم الحياة السريع، فلم يعد يحتمل الوجود بيننا في ظل هذا التوحش الذي يكتسينا.
ومحظوظ من البشر من نجح في إقناع إنسانيته بالبقاء معه، طوبى له لأنه احتفظ بأغلى رأس مال يملكه البشر، أصبحنا نبحث عنه لأن وجوده الآن في هذا الزمن استثناء وندرة وسط قاعدة الجمود والماديات والحرص على اكتساب المهارات والتركيز على النجاح «مهنياً» حتى لو كان ذلك على حساب سقوطنا «إنسانياً»!
ليس الشيخ محمد بن راشد من يبحث عن المعلم الإنسان فقط بل جميعنا كذلك، حين أرسل طفلي وحشاشة كبدي للمدرسة أبحث عن المعلم الإنسان الذي يملك قلباً حنوناً بديلاً عن قلبي، له روح يحتوي فيه ابني ويجعله يتعلق به قبل أن يتعلق بالمادة التي يعلمها إياه، فتلك ستأتي وحدها تلقائياً، أبحث عن ذلك الذي لا ييأس من البحث عن مكامن القوة عند ابني ليحفزها، ذلك الذي يبكي عليه التلاميذ إن غادرهم، فلن تجد عند هذا المعلم طالباً فاشلاً.
أبحث عن الإنسان في أي تعامل مع أي خبرة عملية يمتلكها هذا الكائن البشري، طبيباً كان أو معلماً أو مقاولاً أو عاملاً أو صحافياً أو فناناً، إذ قد تفيض الخبرة العملية والذكاء والمهارات عنده، ولكنه يفتقد الملكات الإنسانية، فإن افتقدها فإن ذلك ينقص من رأس ماله، وتنعدم قيمة تلك المهارات المهنية فلا تجد لها أثراً، في حين بإمكان الملكات الإنسانية لو توفرت عنده أن تعوض الكثير من النقص في مهاراته الأخرى.
حين أمرض أحتاج الطبيب الإنسان أكثر مما أحتاج الطبيب الماهر، أحتاج أن ينظر هذا الذي أتيت له وأنا متألمة وينتابني القلق في عيني وأنا أصف له ما أشعر، بل ويمعن النظر لا أن يقضي الوقت وهو ينظر لجهازه أو أوراقه وأنا أتحدث، أحتاج أن يصغي لي بقلبه لا يستمع لي بأذنه فقط، وأن يبتسم.. نعم أحتاجه أن يبتسم فالطبيب الإنسان يبتسم وهو يكابد التعب، أحتاج أن أطمئن من صوته ومن كلماته المختارة بعناية حتى لو قال حقيقة تصدمني، أعطني طبيباً إنساناً أعطك نصف العلاج وأكثر.
أبحث عن المقاول الذي يحرص على جودة مواده المختارة وعلى دقة مواعيده وعلى احترام كلمته، أبحث عن الموظف الذي يستقبلني بابتسامة ويبذل قصارى جهده لإنجاز معاملتي وإن غلبت الظروف إمكانياته واعتذر لسبب خارج عن إرادته أخرج من عنده وأنا هادئة وراضية أعرف أن الذي أمامي قدر إنسانيتي وقدر تعبي وحضوري لإنجاز المعاملة بنفسي واعتبرني شخصاً محترماً للغاية دون اعتبار لاسمي وأصلي وفصلي ومكانتي الاجتماعية، إنسان بمعنى الكلمة.
مع الأسف نحن في عصر تخلينا فيه عن هذا الإنسان الذي كان يسكننا بالفطرة تركناه يغادرنا ويهجرنا يبتعد عنا، تخلينا عنه بسهولة، غلبه الوقت والظرف وغلبته زحمة البشر ورتم الحياة السريع، فلم يعد يحتمل الوجود بيننا في ظل هذا التوحش الذي يكتسينا.
ومحظوظ من البشر من نجح في إقناع إنسانيته بالبقاء معه، طوبى له لأنه احتفظ بأغلى رأس مال يملكه البشر، أصبحنا نبحث عنه لأن وجوده الآن في هذا الزمن استثناء وندرة وسط قاعدة الجمود والماديات والحرص على اكتساب المهارات والتركيز على النجاح «مهنياً» حتى لو كان ذلك على حساب سقوطنا «إنسانياً»!