في الوقت الذي كنا نستقبل فيه بمنتهى السعادة خبر افتتاح أول ملعبين ضمن مشروع المئة ملعب من ملاعب الفرجان الذي وجه له ممثل جلالة الملك المفدى للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة ولإعادة إحياء ملاعب الفرجان التي طالما كان لها الأثر الكبير في بروز العديد من المواهب وتحولها فيما بعد إلى الأندية الرياضية ومنها إلى المنتخبات الوطنية، وسط هذه الفرحة نفاجأ بأيادي أعداء الحضارة والتحضر تمتد إلى بعض المنشآت الرياضية العامة ومن بينها تلك المنشآت الرياضية الملحقة بممشى الاستقلال لتعبث بها وتشوهها وتحرم هواة الرياضة من الاستفادة الكاملة منها!

ملعب كرة القدم –المغطى بالنجيل الصناعي – فقد جزءاً من أرضيته بطريقة تبدو متعمدة والسياج الأمني للملعب طالته أيادي العابثين بهدف اقتحام الملعب بصورة غير قانونية!

ملعب كرة السلة المحاذي لملعب كرة القدم لم يسلم من عبث العابثين فقد فقد « الحلقتين « ليحرم عشاق كرة السلة من الاستمتاع بممارسة هوايتهم!

هذا السلوك غير الحضاري – الذي نجهل دوافعه - يجعلنا قلقين جداً على مستقبل منشآتنا الرياضية العامة ومن بينها ملاعب الفرجان ونأمل أن تبادر الجهات المعنية بهذه المنشآت بتخصيص فريق أمني على مدار الساعة لحماية هذه المنشآت من أعداء الحضارة والتحضر الذين بدؤوا يشوهون صورة مجتمعنا البحريني المتحضر بممارساتهم الصبيانية المتخلفة.

مثل هذه المنشآت في الكثير من الدول تجد الرعاية والاهتمام من المواطنين أنفسهم من منطلق إيمانهم بأنها جزء من ممتلكاتهم الخاصة التي يجدون فيها متنفساً لهم ومجالاً لممارسة هواياتهم الرياضية، ونحن هنا لطالما طالبنا الدولة بإنشاء المنشآت الرياضية العامة بعد أن اختفت الكثير من ملاعب الفرجان وسط زحمة المشاريع الإسكانية التي غيرت كثيراً من ملامح مدن المملكة وقراها وبعد طول انتظار بدأت الدولة في الشروع في مشاريع المنشآت الرياضية العامة وملاعب الفرجان، فهل نقابل مبادرات الدولة بالتخريب والتكسير بدلاً من تقديم الشكر والثناء وحماية هذه المنشآت التي أنشئت أصلاً لتلبية رغبات المواطن ولتشجيع شبابنا على ممارسة الرياضة ؟

سؤال نوجهه لأولئك النفر من الذين يعانون من نقص الوعي الحضاري ونسأل الله لهم الهداية.