حينما تنعم بوظيفة في مكان مميز وبراتب مناسب فإنك ممن يقال فيهم بالمثل الشعبي «حب إيدك مقلوبة» وحين تكون هذه الوظيفة والراتب استحقاقاً لسنوات من الدراسة أو خبرة عمل تراكمية فأنت من أهل السعادة على هذه الأرض.
حين نشاهد أو نسمع عن «فلان» وهو يصعد، آسف أقصد يحُمل لمنصب أو وظيفة هي في الأساس أكبر منه وأعلى من مستواه، فقط لأنه محمول على كف عفريت اسمه «الواسطة»، كيف يكون شعور المسؤول في مكان العمل وهو يعلم بأن الجميع يعلم بأن فلاناً وصل إلى ما وصل إليه فقط لأنه يملك الواسطة، خاصة إن كان شخصاً لا يملك أي مقوم يؤهله للمكان الذي هو فيه.
هؤلاء المسؤولون، هم أنفسهم الذين وقت الجد والعمل يبحثون عن الكفاءة ويعلمون تماماً من هو الشخص الكفء! فأين ابن العفريت الذي هو مقدم ومفضل لديكم وقت الجد؟
الأمر لا يتعلق فقط في الوظائف أو الترقيات والحوافز، بل أصبحت «الواسطة» سبيلاً لإنجاز ما هو طبيعي وبسيط، تحتاج موعد لمراجعة طبيب تحتاج إلى واسطة، تريد إتمام معاملة رسمية لإصدار أي وثيقة تحتاج إلى واسطة تريد مسكناً قبل حتى أن تلد تحتاج إلى واسطة!!
من ينكر وجود الواسطة أو «المحسوبية» في حياتنا فهو واهم، أو يأخذ دور المزهرية كما يقال، الواسطة والمحسوبية متغلغلة في جميع أمورنا اليومية سواء كنا ضد هذا المبدأ أم لا، أبسط الأمور لا نؤديها حسب النظام بل نبدأ بالاتصال بـ «فلان صغير» هل ممكن أن تنهي المعاملة بسرعة وقبل الجميع؟ فأنا شخص لا أحب الانتظار والحضور في الزحام. فلان قد يكون قريباً أو صديقاً وما يفعله هو ونحن هو من باب الاستعانة بصديق، دون أن نفكر أننا ظلمنا فئة أو شريحة كبيرة من الناس ممن لا يعرفون فلاناً ولهم الأولوية حسب النظام.
نجد الأمر يبدو بسيطاً فيما نفعل، حين نقارن أفعالنا بأفعال من يملكون «مردة الواسطات الكبيرة»، ونعذر أنفسنا بأن الحياة تتطلب بعض التجاوزات البسيطة، دون أن ندرك أننا أصبحنا مثل أصحاب الواسطات الكبيرة نتجاوز النظام بحسب حجمنا، وحسب حجمنا تكون واسطتنا. فبمجرد أن تتقبل وأنت شخص بسيط مبدأ الواسطة فأنت شخص فاسد ولديك استعداد أن تكون ضمن نادي الفاسدين الكبار إن سنحت لك الفرصة.
هناك أشخاص يحبون النظام ويسيرون عليه، ولا يرغبون في أن يكونوا طرفاً في الواسطة أو التجاوزات إلا أنهم يصطدمون بتيار أقوى منهم بشكل مباشر أو غير مباشر، «المسؤول يبغي»، والنظام؟ «الواسطة»: أنا فوق النظام.
فالمعادلة بسيطة، «الواسطة تبحث إلى الفساد والفساد يبحث عن الواسطة»، وإن صلاح الحال وأول خطوات الإصلاح تكون بمحاربة المحسوبيات والواسطات في كل المستويات، من أعلى إلى الأسفل، وليس العكس طبعاً. ولا أدري هل نحتاج إلى واسطة لتنظيف البلد من الواسطة؟ فهل عندكم هذه الواسطة؟
{{ article.visit_count }}
حين نشاهد أو نسمع عن «فلان» وهو يصعد، آسف أقصد يحُمل لمنصب أو وظيفة هي في الأساس أكبر منه وأعلى من مستواه، فقط لأنه محمول على كف عفريت اسمه «الواسطة»، كيف يكون شعور المسؤول في مكان العمل وهو يعلم بأن الجميع يعلم بأن فلاناً وصل إلى ما وصل إليه فقط لأنه يملك الواسطة، خاصة إن كان شخصاً لا يملك أي مقوم يؤهله للمكان الذي هو فيه.
هؤلاء المسؤولون، هم أنفسهم الذين وقت الجد والعمل يبحثون عن الكفاءة ويعلمون تماماً من هو الشخص الكفء! فأين ابن العفريت الذي هو مقدم ومفضل لديكم وقت الجد؟
الأمر لا يتعلق فقط في الوظائف أو الترقيات والحوافز، بل أصبحت «الواسطة» سبيلاً لإنجاز ما هو طبيعي وبسيط، تحتاج موعد لمراجعة طبيب تحتاج إلى واسطة، تريد إتمام معاملة رسمية لإصدار أي وثيقة تحتاج إلى واسطة تريد مسكناً قبل حتى أن تلد تحتاج إلى واسطة!!
من ينكر وجود الواسطة أو «المحسوبية» في حياتنا فهو واهم، أو يأخذ دور المزهرية كما يقال، الواسطة والمحسوبية متغلغلة في جميع أمورنا اليومية سواء كنا ضد هذا المبدأ أم لا، أبسط الأمور لا نؤديها حسب النظام بل نبدأ بالاتصال بـ «فلان صغير» هل ممكن أن تنهي المعاملة بسرعة وقبل الجميع؟ فأنا شخص لا أحب الانتظار والحضور في الزحام. فلان قد يكون قريباً أو صديقاً وما يفعله هو ونحن هو من باب الاستعانة بصديق، دون أن نفكر أننا ظلمنا فئة أو شريحة كبيرة من الناس ممن لا يعرفون فلاناً ولهم الأولوية حسب النظام.
نجد الأمر يبدو بسيطاً فيما نفعل، حين نقارن أفعالنا بأفعال من يملكون «مردة الواسطات الكبيرة»، ونعذر أنفسنا بأن الحياة تتطلب بعض التجاوزات البسيطة، دون أن ندرك أننا أصبحنا مثل أصحاب الواسطات الكبيرة نتجاوز النظام بحسب حجمنا، وحسب حجمنا تكون واسطتنا. فبمجرد أن تتقبل وأنت شخص بسيط مبدأ الواسطة فأنت شخص فاسد ولديك استعداد أن تكون ضمن نادي الفاسدين الكبار إن سنحت لك الفرصة.
هناك أشخاص يحبون النظام ويسيرون عليه، ولا يرغبون في أن يكونوا طرفاً في الواسطة أو التجاوزات إلا أنهم يصطدمون بتيار أقوى منهم بشكل مباشر أو غير مباشر، «المسؤول يبغي»، والنظام؟ «الواسطة»: أنا فوق النظام.
فالمعادلة بسيطة، «الواسطة تبحث إلى الفساد والفساد يبحث عن الواسطة»، وإن صلاح الحال وأول خطوات الإصلاح تكون بمحاربة المحسوبيات والواسطات في كل المستويات، من أعلى إلى الأسفل، وليس العكس طبعاً. ولا أدري هل نحتاج إلى واسطة لتنظيف البلد من الواسطة؟ فهل عندكم هذه الواسطة؟