وقفنا أمس على معضلة فهم النصوص، وكيف أننا نرتكب إثم الفهم بقصور المعنى وتسطيح النص حيناً، أو تحميله ما لا يحتمل حيناً آخر، ورغم المسؤولية المختلف عليها الملقاة على عاتق الكاتب تجاه النص وفهمه لدى القارئ، مازلنا نؤكد في مقالنا أمس أن اختلاف مراحل الوعي التي نعيشها تتسبب بلا شك في اختلاف فهمنا لنص محدد في كل مرحلة، سواء كان القارئ في مستوى إدراك ووعي الكاتب أو أقل من ذلك أو أكثر. في كل تلك الأحوال يختلف المعنى ويحمل القارئ إثم الفهم سلباً كان أو إيجاباً إن أمكننا تصنيفه على هذا النحو.
لا شك أن فهمنا للنصوص يقودنا إلى ممارسة بعض الأفكار التي أثرت بنا، بل وتبنيها كرسالة في الحياة أحياناً نبلغها من حولنا بطريقة أو بأخرى، وهنا يكمن السؤال.. ماذا لو كان فهمنا للنص مغلوطاً وبنينا على قصور الفهم هذا معتقداتنا وممارساتنا ورسالاتنا في الحياة؟ ماذا لو سعينا لتغيير آخرين وفقاً لفهم قاصر للنصوص، كما واجهنا لسنوات في تفسيرات النصوص الشرعية واصطدمنا لاحقاً بالتفسيرات المعاصرة المغايرة تماماً؟!! ماذا لو دفعنا ثمن قصور فهمنا في اتخاذنا مناهج مغلوطة في الحياة وأودت بنا إلى حافة الهاوية أو الهلاك.
من نماذج الفهم المغلوط للنصوص والتي غيّرت مسار الحياة كلياً، ما جاء في قصة نبي الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل وامرأته، رواها الإمام البخاري «قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم... جاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه!! قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه!! فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟! قالت: نعم جاءنا، شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا في جهد وشدة؟!! قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم؛ أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيّر عتبة بابك!! قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك....».
ألك أن تتخيل كيف أن قصور الفهم للنصوص أحياناً، قد يجعلنا نحمل رسالة لا ترضينا في الحياة؟ ألم تواجه ذلك وأنت طفلاً من خلال عبارات شعبية يرسلك بها أحد أقربائك إلى آخر، محملاً برسالة عقاب أو منع أو حجز مؤقت وأنت لا تدري بالمعنى الكامن وراء تلك الكلمات؟!! أظنك تذكرت العبارة التي ألمح لها.. نعم.. إنها هي.!! وفي التاريخ عدد من القصص على هذا النحو، ولو فهمنا الرسالة من بداية الأمر لما بلغناها.
* اختلاج النبض:
قد نحمل رسائل هلاكنا بأيدينا ونحن لا نعلم، مرجع ذلك قصور فهمنا للنصوص وإدراكنا لما تحمله من معانٍ ضمنية، ومرجع ذلك أيضاً قصور الوعي، ما يحتم علينا أن نكون في مرحلة تطور مستمرة للوعي حتى لا نقع في شراك الهلاك ونحن فرحون مسرورون ببضع كلمات قالها أحدهم هنا أو كتبها آخر هناك.
لا شك أن فهمنا للنصوص يقودنا إلى ممارسة بعض الأفكار التي أثرت بنا، بل وتبنيها كرسالة في الحياة أحياناً نبلغها من حولنا بطريقة أو بأخرى، وهنا يكمن السؤال.. ماذا لو كان فهمنا للنص مغلوطاً وبنينا على قصور الفهم هذا معتقداتنا وممارساتنا ورسالاتنا في الحياة؟ ماذا لو سعينا لتغيير آخرين وفقاً لفهم قاصر للنصوص، كما واجهنا لسنوات في تفسيرات النصوص الشرعية واصطدمنا لاحقاً بالتفسيرات المعاصرة المغايرة تماماً؟!! ماذا لو دفعنا ثمن قصور فهمنا في اتخاذنا مناهج مغلوطة في الحياة وأودت بنا إلى حافة الهاوية أو الهلاك.
من نماذج الفهم المغلوط للنصوص والتي غيّرت مسار الحياة كلياً، ما جاء في قصة نبي الله إبراهيم مع ابنه إسماعيل وامرأته، رواها الإمام البخاري «قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم... جاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل، فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه!! قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه!! فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً، فقال: هل جاءكم من أحد؟! قالت: نعم جاءنا، شيخ كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنّا في جهد وشدة؟!! قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم؛ أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غيّر عتبة بابك!! قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك....».
ألك أن تتخيل كيف أن قصور الفهم للنصوص أحياناً، قد يجعلنا نحمل رسالة لا ترضينا في الحياة؟ ألم تواجه ذلك وأنت طفلاً من خلال عبارات شعبية يرسلك بها أحد أقربائك إلى آخر، محملاً برسالة عقاب أو منع أو حجز مؤقت وأنت لا تدري بالمعنى الكامن وراء تلك الكلمات؟!! أظنك تذكرت العبارة التي ألمح لها.. نعم.. إنها هي.!! وفي التاريخ عدد من القصص على هذا النحو، ولو فهمنا الرسالة من بداية الأمر لما بلغناها.
* اختلاج النبض:
قد نحمل رسائل هلاكنا بأيدينا ونحن لا نعلم، مرجع ذلك قصور فهمنا للنصوص وإدراكنا لما تحمله من معانٍ ضمنية، ومرجع ذلك أيضاً قصور الوعي، ما يحتم علينا أن نكون في مرحلة تطور مستمرة للوعي حتى لا نقع في شراك الهلاك ونحن فرحون مسرورون ببضع كلمات قالها أحدهم هنا أو كتبها آخر هناك.