«الجودة» ليست شعارات رنانة نرددها على ألسنتنا أو حملة تنظيف وترتيب وهندمة وتوضيب تسبق زيارات مسؤولي الجودة والتي تكون إما مجدولة أو تأتي على حين غفلة إلى مكان عمل مهني، خدماتي أو أكاديمي، عام أو خاص.
وإنما الجودة الحقيقية ومن وجهة نظري أن نمارس «الصح والصحيح» وأن ننعم بالسعادة والرضا ونسعى إلى التنمية والتطوير في كل مفردات حياتنا من الصغر إلى أن يتوفانا الله. فأنا لا أدعو إلى المثالية الخارقة ولكن كل هذا لا يمكن أن يتحقق إن لم يكن لدينا التقييم الحق وبناءً عليه نقوم بتقويم الاعوجاج إن وُجِد وبكل موضوعية وحرفية لا أن نواريه تحت الثرى علّ وعسى يَغفل عنه النظر وتتوه عنه العيون. السبب لهذه المقدمة الطويلة وهو احتجاجي على ما سمعته منذ أيام قليلة من بنت صديقتي خلال زيارتي لها، كلام هذه الشابة وهي بعمر الورد أثار حفيظتي وأشعل في قلبي الغضب عندما كانت تقول لي: «خالة مي بخبرك شي، اليوم في المدرسة طلبت منا المعلمة أن نقوم بعملية التقييم السنوي للمدرسة على جهاز الحاسوب. وأجهزتنا كلها مُوَصلة على جهاز المعلمة الرئيسي حيث يمكنها أن تراقب اختياراتنا. ولكن الأمر تعدّى مسألة الإشراف والتوجيه وإنما انتقل إلى تصحيح الأجوبة بالقوة والإكراه حتى تنسجم مع قناعات المعلمة، وعليه فإن التقييم يجب أن يكون كله بدرجات أعلاها ممتاز وأدناها جيد جداً، أما الأجوبة التي تخرج عن سياق هذه الاحتمالات فيتم إجبارنا على إعادة تصحيحها. لأنه ومِن غير المقبول أن نختار «غير موافق» أو «مُرضٍ» على أمورٍ تحصل حقاً وهي غير مُرضية بدرجة كبيرة، فهل هذا صح ما يجري خالتو ميّ؟!!».
لم أجد الكلمات التي يمكن أن تُبرّد على قلب الشابة وتبرر فِعل المعلمة غير المبرر والذي لا يتوافق مع مادة التربية الوطنية باب حقوق الطفل «وهو التعبير عن الرأي» طالما أنه لا ينافي الحقائق ولا يضر بالقوانين العامة. فالمدرسة يا سادة يا كرام تعتبر أول الأماكن التي نتعرف من خلالها على الحياة الإدارية كما ذكر لنا الأب الحكيم «غازي القصيبي في كتابه حياة في الإدارة» فإن لم نبدأ «صح» فلا يمكننا أن نضمن سلامة الوصول.
من هذا المنبر «على بالي» أوجّه رسالة صريحة إلى كل من يرى أن «الجودة» هي فقط ملفات «مصفّطة»، وأوراق مرتبة وتقييمات يصل صداها المريخ. فالجودة تبدأ من «الفكر» وتعلّم بـ«التربية» وتتحقق بـ«الممارسة» وتترجم بـ«القول والعمل». وكل هذا يصير على أساس «تقييم» يخلو من تهويل أو تفريط، لهدف تقويم لا تهليل.
وإنما الجودة الحقيقية ومن وجهة نظري أن نمارس «الصح والصحيح» وأن ننعم بالسعادة والرضا ونسعى إلى التنمية والتطوير في كل مفردات حياتنا من الصغر إلى أن يتوفانا الله. فأنا لا أدعو إلى المثالية الخارقة ولكن كل هذا لا يمكن أن يتحقق إن لم يكن لدينا التقييم الحق وبناءً عليه نقوم بتقويم الاعوجاج إن وُجِد وبكل موضوعية وحرفية لا أن نواريه تحت الثرى علّ وعسى يَغفل عنه النظر وتتوه عنه العيون. السبب لهذه المقدمة الطويلة وهو احتجاجي على ما سمعته منذ أيام قليلة من بنت صديقتي خلال زيارتي لها، كلام هذه الشابة وهي بعمر الورد أثار حفيظتي وأشعل في قلبي الغضب عندما كانت تقول لي: «خالة مي بخبرك شي، اليوم في المدرسة طلبت منا المعلمة أن نقوم بعملية التقييم السنوي للمدرسة على جهاز الحاسوب. وأجهزتنا كلها مُوَصلة على جهاز المعلمة الرئيسي حيث يمكنها أن تراقب اختياراتنا. ولكن الأمر تعدّى مسألة الإشراف والتوجيه وإنما انتقل إلى تصحيح الأجوبة بالقوة والإكراه حتى تنسجم مع قناعات المعلمة، وعليه فإن التقييم يجب أن يكون كله بدرجات أعلاها ممتاز وأدناها جيد جداً، أما الأجوبة التي تخرج عن سياق هذه الاحتمالات فيتم إجبارنا على إعادة تصحيحها. لأنه ومِن غير المقبول أن نختار «غير موافق» أو «مُرضٍ» على أمورٍ تحصل حقاً وهي غير مُرضية بدرجة كبيرة، فهل هذا صح ما يجري خالتو ميّ؟!!».
لم أجد الكلمات التي يمكن أن تُبرّد على قلب الشابة وتبرر فِعل المعلمة غير المبرر والذي لا يتوافق مع مادة التربية الوطنية باب حقوق الطفل «وهو التعبير عن الرأي» طالما أنه لا ينافي الحقائق ولا يضر بالقوانين العامة. فالمدرسة يا سادة يا كرام تعتبر أول الأماكن التي نتعرف من خلالها على الحياة الإدارية كما ذكر لنا الأب الحكيم «غازي القصيبي في كتابه حياة في الإدارة» فإن لم نبدأ «صح» فلا يمكننا أن نضمن سلامة الوصول.
من هذا المنبر «على بالي» أوجّه رسالة صريحة إلى كل من يرى أن «الجودة» هي فقط ملفات «مصفّطة»، وأوراق مرتبة وتقييمات يصل صداها المريخ. فالجودة تبدأ من «الفكر» وتعلّم بـ«التربية» وتتحقق بـ«الممارسة» وتترجم بـ«القول والعمل». وكل هذا يصير على أساس «تقييم» يخلو من تهويل أو تفريط، لهدف تقويم لا تهليل.