لا تزال الصين تعاني من فيروس «كورونا» غير قادرة على أن تسيطر على الحالات المرضية برغم الحظر والحملات التوعوية وأخذ الحيطة وبرغم ما تقوم به من جهود جبارة عل وعسى أن تحتوي الوباء لتخرج بأقل الخسائر.

الصين بلد متقدم دولة عظمى ومنافسة في صناعاتها وتطورها لكثير من الدول، دولة تبني أركانها بجهود شعبها الذي لا يعرف الاستسلام أو التعب، دولة لم تبنِ أمجادها على تدمير دول فهي تنتج أكثر مما تتوعد، فصناعات دول العالم قائمة على صناعات هذه الدولة العظيمة كانت ولا تزال مصدر فخر للإنسان الطموح.

البعض يفترض بأن ما يحدث اليوم في الصين هي حرب بيولوجية حرب لتدمير اقتصادها حتى لا تقوى شوكتها أكثر مما تتمتع به من قوى اقتصادية وبشرية، فهناك دول تخاف من تطورها وتقدمها، تخاف من عدد سكانها وانتشارهم في كل دول العالم بشكل ملحوظ، تخاف من سيطرتها القادمة لما تملكه من مفاتيح العلم والتطور السريع، لذا يجد البعض أن ما يحدث في الصين هو حرب بين الصين وبعض الدول وما فيروس كورونا إلا سلاح صغير ولكنه فتاك يمكن أن يدمر العالم أجمع لسرعة انتشاره، فهناك شائعات كثيرة لا نعرف حقيقتها، هناك شائعة تقول بأن ما يحدث في الصين هو حرب بيولوجية بينها وبين دولة عظمى وأن الأخرى هي من أطلق الفيروس، وهناك تهكم بأن فيروس كورونا انطلق من مختبرات الصين وإن صحت هذه الأقاويل فإن على المنظمات الدولية الإسراع في كشف الحقيقة فهذه الحرب أكثر خطورة من الحروب العسكرية لخطورة تفشي الوباء عالمياً، وإن كان الأمر كذلك فما ذنب الشعب الصيني بأن يتراهن البعض على أرواحه فهذه الأرواح ليست بلعبة ولا يحق لأي مخلوق أن يتحكم بهذه الأرواح.

ما يحدث في الصين محزن جداً، الخوف والهلع والحرمان والفقد ونهايات غالباً غير سعيدة، كان الله في عونهم، مرض، وموت الأحبة يفطر القلب، فهناك أسر لا تستطيع رعاية مرضاها ولا توديع موتاها، نسأل الله أن يحفظ شعوب العالم أجمع فهذا الوباء لا يرحم ولا يتمهل، فما نشاهده كل يوم في الصين يجعلنا أكثر قلقاً، فمن كان يظن أن هذه الدولة الكبيرة والعظيمة يتغلب عليها فيروس متناهي الصغر، من يظن أن تتحول شوارع الصين التي لا تنام إلى شوارع يحاصرها شبح كورونا، من كان يظن أن الشعب الصيني الذي لا يهدأ من العمل والعطاء والابتكار أصبح حبيس المنزل، فما يحدث في الصين بالفعل حرب ضروس مع الوباء، حرب، الله وحده يعلم متى ستنتهي وفي أي حد ستقف؟