في جلسة رائعة مع صديقاتي تم تداول حادثة تعرض بعض الشخصيات العامة مؤخراً إلى التنمر عبر نشر عدد من الأخبار غير الصحيحة والملفقة حوله..

اتفق الجميع دونما استثناء على بشاعة الموقف بشكل عام..

قالت إحداهن: حتى وإن كانت الأخبار صحيحة، فالتعرض لمواضيع خاصة حول أي شخصية مسألة غير صحية.. لكل منا حياته الخاصة.. ولكل منا حريته.. فلماذا يتطفل المتنمرون على حياتنا..

ردت عليها الأخرى: هم صنفوا أنفسهم على أنهم شخصيات عامة.. وهذه ضريبة هذا التصنيف المجتمعي..

فردت أخرى: ضريبة وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي.. أن يتم تلفيق الأكاذيب حولهم.. نتيجة وجودهم على وسائل التواصل الاجتماعي.. أن يتم التشهير بهم.. وتلطيخ سمعتهم!! هذا غير منطقي.

قالت أخرى: بعض المشاهير يتعمدون إثارة الرأي العام من خلال بعض التصرفات من أجل كسب مزيد من المتابعين.. هذا النوع من وجهة نظري يستحق التنمر الإلكتروني من أجل كسر شوكتهم!! عن نفسي أرى أنهم يستحقون كل التحقير والسب الذي يحصدونه في خانة التعليقات..

قاطعتها صديقتي الأخرى قائلة: لا أتفق معك.. فالسب والتحقير فعل خاطئ مهما كان تصرف هذه الشخصية العامة أو «المشهورة».. وكما تعلمنا فكل يعمل بأصله.. فلماذا أسب شخصاً أو أعلق بأي تعليق غير لائق!! قالت: عن نفسي سأكتفي بعدم متابعة هذا الشخص.. إذا كانت تصرفاته لا تعجبني..

فواصلت صديقتي الأخرى كلامها قائلة: أتفق معك.. عوضاً عن السب والشتم والتحقير.. سأكتفي بعدم متابعة هذا الشخص الذي لا تعجبني تصرفاته..

فقالت أخرى: إن بعض المشاهير يستفزون الرأي العام من أجل مقاضاتهم قانونياً.. والتربح المادي من وراء المتابعين الذين يقومون بالسب والشتم والقذف.. أستغرب من قلة وعي البعض في هذا الجانب.. فبعضهم يعتقد بأن اسمه الوهمي على شبكات التواصل الاجتماعي سيجعله في مأمن من العقاب.. متناسين بأنه من السهل جداً رصد وتعقب أي جريمة إلكترونية في أي زمان ومكان كان..

استمر الحديث، وارتفعت الأصوات.. وكنت أتابع الحديث بتركيز كبير.. فمن منا في مأمن من التنمر الإلكتروني.. فسواء أكان لديك حساب إلكتروني أم لم يكن.. قد يتعدى عليك أحد بالتنمر عبر حسابات شغلها الشاغل إحداث الضرر في أفراد أو مجتمعات..

فهل تعرضت للتنمر الإلكتروني.. سواء عبر نشر معلومات غير صحيحة عنك، أو عبر تعليقات غير مناسبة، أو عبر محاولات متكررة لانتحال شخصيتك.. لا شك في أن الموضوع لن يكون «عادي» بل سيكون مؤلم.. والألم لن يطولك وحدك بل سيطول أبناءك.. وعائلتك.. ومجتمعك...

فهل فكر المتنمرون قبل كتابة تعليقاتهم بأن هذا الشخص سيتأثر نفسياً ومجتمعياً ومهنياً جراء ما كتبوه وتناولوه عنه؟؟ هل فكر المتنمرون بأن لهذا الشخص أبناء سيقرؤون تعليقاتهم غير اللائقة وسيتأثرون أيضاً.. هل فكر المتنمرون بأن لهذا الشخص عائلة وأهلاً وعشيرة ستتأثر مما كتبوه وأشاعوه على الملأ!!

هل وضع المتنمرون أنفسهم مكان الطرف الآخر قبل أن يشرعوا بالسب أو القذف أو إبداء آراء غير لائقة.. أو حتى عبر إعادة تغريدة أو موضوع وصلهم ولم يتحروا الدقة فيما يتناقلونه؟

سمعت إحدى المتهمات في قضية سب إلكترونية تقول «كنت أعبر عن رأيي.. كانت قلة وعي مني.. لم أدرك أن ما أقوم بها جريمة يعاقب عليها القانون».. تعاطفت معها.. فلقد كانت قلة الوعي واضحة عليها..

هذه النماذج وغيرها موجودون حولنا.. يحتاجون إلى التوعية والتثقيف..

ناهيك عن أننا بحاجة ماسة إلى تشريعات أكثر تفصيلاً.. وأكثر ردعاً للجرائم الإلكترونية.. لكي لا يسيء بعضنا الأدب.

* رأيي المتواضع:

«#قل_خيرا» حملة مجتمعية مهمة، تسلط الضوء على المفهوم الشامل للتنمر الإلكتروني، وتقوم بتوعية المجتمع البحريني بأهمية التعامل الأمثل مع شبكات التواصل الاجتماعي.. فلنساهم في نشر أهمية التسامح والتعايش والاحترام الإلكتروني التي تعتبر صفة أصلية من صفات المجتمع البحريني. ولنقل خيراً..