ظاهرة خطيرة بدأت تجتاح ملاعبنا الكروية في الآونة الأخيرة تجعلنا قلقين على مستقبل الهوية الشعبية لأنديتنا الوطنية..

تزايد أعداد اللاعبين غير المواطنين في صفوف بعض فرق أندية الدرجة الأولى مقابل تناقص أعداد اللاعبين المواطنين في صفوف هذه الأندية تعد مؤشرات سلبية تهدد ضياع الهوية الشعبية لهذه الأندية التي لم يعد يبقى من هويتها سوى ألوان القمصان !

الأغرب من ذلك أن أولئك اللاعبين غير المواطنين ليسوا بذاك التميز الفني المقنع، ولذلك فإنهم لم يضيفوا شيئاً لهذه الفرق سوى قليل من القوة البدنية بينما مستوياتهم الفنية متواضعة جداً ولا تصل إلى مستوى الطموح الاحــــترافي !

في مقابل ذلك هناك عناصر وطنية من الشباب الواعدين الذين لا تتاح لهم فرصة المشاركة إلا نادراً والبعض الآخر منهم يظل حبيس دكة الاحتياط حتى يصاب بالإحباط وقد يضطر في نهاية الأمر للاعتزال المبكر !

قبل أن تجتاحنا هذه الظاهرة السلبية كنا نميز كل نادٍ من الأندية بهويته الشعبية الخاصة فمنهم من كان يتميز بالروح الحماسية والقتالية ومنهم من كان يتمتع بروح الأسرة الواحدة واللعب الجماعي ومنهم من كان يتميز بالنفس الطويل وعشق الألقاب وجميعهم يلتقون عند حب الشعار الذي يحملونه على صدورهم حتى أنك تستشعر تأثيرات الفوز أو الخسارة على وجوههم ، بل أن هذه السمات الإيجابية كانت أحد أهم الأسباب في الزحف الجماهيري خلف هذه الفرق آنذاك، بينما بدأت كل هذه السمات تختفي في وقتنا الحاضر حتى مدرجاتنا الجماهيرة تأثرت بهذه الظاهرة الخطيرة وبدت شبه مهجورة !

لابد من أن يكون للاتحاد البحريني لكرة القدم موقف حازم في هذا الجانب من خلال التشريعات القانونية سواء مع اللاعبين المحترفين الأجانب أو مع اللاعبين المكتسبين للجنسية البحرينية ، ولا بد أن تعيد أنديتنا الكروية حساباتها من أجل أن تستعيد هويتها الشعبية التي بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً، وذلك باتباع سياسة التوازن المنطقي في تعاقداتها مع اللاعبين غير المواطنين مع ضرورة مراعاة المستوى الفني لأولئك اللاعبين حتى لا نتسبب في هروب مواهبنا الوطنية وحتى لا تؤثر هذه التعاقدات على مستقبل منتخباتنا الوطنية.