تخصص الإعلام في الجامعات ليس كأي تخصص أكاديمي عابر ومزمن، بل مادة متجددة يوماً بيوم، الإعلام جزء منه تاريخ وجزء تكنولوجيا وجزء منه فن وجزء منه سياسة وجزء منه اقتصاد وتفرعات أخرى.

في الدراسة الأكاديمية لتخصص الإعلام تهتم الجامعات بتلقين طلبتها الأساسيات النظرية للإعلام وصولاً للجزء العملي التدريبي. حسب الخطط الدراسية المعتمدة من التعليم العالي.

بينما هناك تغافل أو تقصير في متابعة المخزون الثقافي للطلبة من قبل هذه الجامعات، الطلبة في هذه المرحلة لديهم اهتمامات وتوجهات بعيدة كل البعد عن السياسة وعن أمور الاقتصاد والتاريخ إلا ما ندر. كثير من منتسبي الجامعات ليس لديهم معرفة عن التاريخ السياسي للمنطقة سواء المحلية أو العربية أو العالمية، هناك تقصير حتى في متابعة الأخبار المحلية، وأكثر إجابة مؤلمة يرددها طالب متخصص في الإعلام بأنه لا يتابع تلفزيون البحرين أو الصحف البحرينية! الموضوع مبكٍ عزيزي الطالب أكثر مما هو مضحك بالنسبة لك.

طالب الإعلام هو إعلامي المستقبل ومن أول يوم له في المرحلة الجامعية يتوجب عليه الاهتمام ومتابعة وسائل الإعلام المعروفة ومعرفة أهم أحداث الساعة، ولا تقل إن وسائل التواصل الاجتماعي تغنيك عن وسائل الإعلام، فهي تفتقر للمصداقية والتفاصيل.

ولو تم تقسيم المعرفة العامة الواجبة لأي طالب فهي تنقسم بين شأن محلي وعالمي، منها ما هو تاريخ وما هو حديث الساعة. وهو ما يجب على الجامعات أن تدقق عليه وتهتم فيه.

في المقابل، لا نجد أي رأي أو دور للمؤسسات الإعلامية في المجتمع حيال هذه الخطط، غير بعض المساهمة في مرحلة التدريب الميداني، ففي الأخير ستكون هذه المؤسسات والوجهة المقبلة للجزء الأكبر من خريجي هذا التخصص.

هذه المؤسسات سواء كانت خاصة أم عامة تابعة للدولة لها سياسة ولها وجهة نظر، لليوم وللمستقبل، ولا بد أن تجتمع عدة أطراف من مؤسسات تعليمية والجهات ذات علاقة معها لوضع تصورات وخطط مستقبلية. فمن المستحيل أن تكون مناهج وخطط أول مقرر تم تدريسها في البحرين عام 2000، هي نفسها اليوم في 2020، وخلال هذه السنوات استحدثت كثير من الأمور وكثير من النظريات تبدلت، نعم تظل الأساسيات ثابتة لكن التطور الذي حصل في هذه الفترة وما تبعه من وسائل تخص الاتصال والإعلام لابد أن يكون جزءاً من هذه الخطط.

دراسة الإعلام دراسة فيها فن ومهارات حالها حل الطب والهندسة، ولابد للجانب العملي أن يحظى بالنصيب الأكبر فيها، وهو ما يجب أن يحدث بشكل عملي واقعي في جهات قائمة مثل الصحف والتلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء، هذه الجهات هي مصانع للإعلاميين والمكان الصحيح لطلبة الإعلام في المستقبل ولا بد أن يكون لهم دور في مشوار الطلبة الدراسي، فالطالب يتعلم أساسيات وماهية الإعلام في الجامعة ولكن السياسة العامة والتوجه العام والذوق العام لا يتعلمها إلا في الساحة الإعلامية العملية.