نعم، لدينا متخصصون في عمليات «الرعب»، أو بالإصح «بث» الرعب، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتناقل أخبارها بشكل «انشطاري»، يجد المواطن نفسه في حالة «هلع» و»قلق» من النظر لشاشة هاتفه، لأن ما سيصله عبر التطبيقات، بالأخص تطبيق «الواتس آب» يمكن أن يجعله يدخل حالة من «الرعب» القسري.
ولن أضيف جديداً حين أقول بأن الإشاعات كثيرت فيما تتضمنه مضامين ما يرسل ويبث ويوزع على نطاق كبير، وأن تحري الدقة أمر بات من الصعوبة بحيث تجد نفسك أحياناً تصدق أموراً وهي غير حقيقية، بعضها نقل بشكل مجتزئ أو خاطئ، وبعضها «مفبرك» عن عمد.
لكن القصة هنا ليست بما ينقل بشكل خاطئ أو كاذب، بل ما ينشر وهو يعبر عن حقيقة أو معلومات صحيحة، لكن ينقل بشكل فيه تهويل كبير، قد يتسبب بإثارة الذعر والبلبلة في المجتمع، وهو أمر نحن في غنى عنه تماماً.
لكنني أعود هنا لتفسير العنوان أعلاه، إذ وكأنني استبعدت شريحة كبيرة من المواطنين عن ممارسة «الرعب» وإثارة «الذعر» وقصرتها على المسؤولين والنواب المنتخبين، لذلك يتوجب التوضيح.
سأبني على ما كتبته في الفقرات أعلاه، وأعني ما يتم تناقله ونشره، ويتسبب في القلق والذعر وحتى الرعب، إذ الفكرة هنا بأننا إن لم نقدم «محتوى» يقبل «التطويع» ليكون ذا مضمون مرعب، فلن تجد فئات عديدة من الناس ما تنشره وفيه إقلاق للناس، أو تخويف لهم.
وعليه فإن علم الإعلام والاتصال، وما واكبه من تطورات «قسرية» عبر اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي لأجوائه اقتحاماً، يقوم على مبدأ «نقطة البداية»، بمعنى أن كل شيء له نقطة ينطلق منها، أو معلومة تصدر ويتم تناقلها ولربما وضع إضافات عليها، أو إدخالها في قالب «عرض» إعلامي محترف أو لا، بطريقة تجعله يستجلب ردود فعل بحجم غير متوقع.
تذكرون المثل القائل طبعاً «النار من مستصغر الشرر»، وهنا نتحدث عن «الشرارة» التي تبدأ كل شيء، ولربما توصلنا لمرحلة مواجهة «حريق كبير».
بيت القصيد يرتبط بهذه الشرارات، وهنا العودة لـ»بعض» الأمثلة من نواب ومسؤولين يخرجون بتصريحات أو إعلانات تتناقلها وسائل الإعلام، وتنتشر في وسائل التواصل، وتوضع في قوالب تقديم مختلفة، وتكون هذه التصريحات سبباً في خلق حالة استياء أو موجة نقد كبيرة.
لذلك اليوم يواجه المسؤولون والنواب وأي شخص لديه وضع «الشخصية العامة» ويتحتم عليه الحديث على الملأ والتصريح، تواجه هذه الشريحة تحدياً كبيراً معنياً بالأسلوب الصحيح لـ»مخاطبة الجمهور».
وإن أردتم الحق، فإن أسلوب مخاطبة الجمهور، بات منذ زمن ليس بقصير «فناً» يدرس، وأوجدت له مناهج عملية متقدمة، وبعض المسؤولين في الدول يتم إخضاعهم لدورات متقدمة بحيث يتم تأهيلهم ليكونوا متحدثين قادرين على مخاطبة المجتمع بشكل صحيح. خاصة وأن المجتمعات اليوم باتت تدقق على كل قول وكل معلومة يتضمنها، وباتت تملك ردات فعل قوية وقاسية، خاصة مع سهولة وصولها لمنصات التعبير عن الرأي في مواقع التواصل، وعليه قد تقود «زلة لسان» أو «كلمة غير موفقة» لعملية «إعدام» إعلامي وشعبي بحق مسؤول ما أو نائب ما.
هذا لا يضع المجتمع في خانة المتهم إطلاقاً، فهو يبني سلوكه كرد فعل على أمور قد تثيره وتغضبه، بل يضع كل من يمتلك حق التصريح في خانة «المسؤولية الصعبة»، بحيث يزن كل كلمة، ويقدر تداعيات كل تصريح، ويبني كل فعل وعمل وفق معادلة تحقيق «رضا المجتمع» أي الناس، بالتالي من الخطأ التساهل في الكلام والتصريح، خاصة إن وجدت حالة من الاستياء المسبق في الشارع، لأن الأرضية تكون هنا جاهزة للانفجار.
ورغم كل ما كتبناه وقلناه في هذا الصدد، وكل ما عبر عنه الناس، إلا أننا نرى ظاهرة غريبة مستمرة مع بعض الشخصيات باختلاف مواقعها، وكأنهم يصرون على استفزاز الناس، وكأنهم يتعمدون إثارة فوضى معينة، عبر تصريحات وكأن هدفها بث «الرعب» لا أكثر.
الكلمة الطيبة، والكلمة المفيدة، والكلمة العقلانية الموزونة، هي أفضل طريق للنقاش والتحاور بين جميع الأطراف، حتى وإن اختلفوا في الرأي، وحتى لو كانت بينهم ممارسة نقدية، يفترض أن تمثل ظاهرة إيجابية لا سلبية.
{{ article.visit_count }}
ولن أضيف جديداً حين أقول بأن الإشاعات كثيرت فيما تتضمنه مضامين ما يرسل ويبث ويوزع على نطاق كبير، وأن تحري الدقة أمر بات من الصعوبة بحيث تجد نفسك أحياناً تصدق أموراً وهي غير حقيقية، بعضها نقل بشكل مجتزئ أو خاطئ، وبعضها «مفبرك» عن عمد.
لكن القصة هنا ليست بما ينقل بشكل خاطئ أو كاذب، بل ما ينشر وهو يعبر عن حقيقة أو معلومات صحيحة، لكن ينقل بشكل فيه تهويل كبير، قد يتسبب بإثارة الذعر والبلبلة في المجتمع، وهو أمر نحن في غنى عنه تماماً.
لكنني أعود هنا لتفسير العنوان أعلاه، إذ وكأنني استبعدت شريحة كبيرة من المواطنين عن ممارسة «الرعب» وإثارة «الذعر» وقصرتها على المسؤولين والنواب المنتخبين، لذلك يتوجب التوضيح.
سأبني على ما كتبته في الفقرات أعلاه، وأعني ما يتم تناقله ونشره، ويتسبب في القلق والذعر وحتى الرعب، إذ الفكرة هنا بأننا إن لم نقدم «محتوى» يقبل «التطويع» ليكون ذا مضمون مرعب، فلن تجد فئات عديدة من الناس ما تنشره وفيه إقلاق للناس، أو تخويف لهم.
وعليه فإن علم الإعلام والاتصال، وما واكبه من تطورات «قسرية» عبر اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي لأجوائه اقتحاماً، يقوم على مبدأ «نقطة البداية»، بمعنى أن كل شيء له نقطة ينطلق منها، أو معلومة تصدر ويتم تناقلها ولربما وضع إضافات عليها، أو إدخالها في قالب «عرض» إعلامي محترف أو لا، بطريقة تجعله يستجلب ردود فعل بحجم غير متوقع.
تذكرون المثل القائل طبعاً «النار من مستصغر الشرر»، وهنا نتحدث عن «الشرارة» التي تبدأ كل شيء، ولربما توصلنا لمرحلة مواجهة «حريق كبير».
بيت القصيد يرتبط بهذه الشرارات، وهنا العودة لـ»بعض» الأمثلة من نواب ومسؤولين يخرجون بتصريحات أو إعلانات تتناقلها وسائل الإعلام، وتنتشر في وسائل التواصل، وتوضع في قوالب تقديم مختلفة، وتكون هذه التصريحات سبباً في خلق حالة استياء أو موجة نقد كبيرة.
لذلك اليوم يواجه المسؤولون والنواب وأي شخص لديه وضع «الشخصية العامة» ويتحتم عليه الحديث على الملأ والتصريح، تواجه هذه الشريحة تحدياً كبيراً معنياً بالأسلوب الصحيح لـ»مخاطبة الجمهور».
وإن أردتم الحق، فإن أسلوب مخاطبة الجمهور، بات منذ زمن ليس بقصير «فناً» يدرس، وأوجدت له مناهج عملية متقدمة، وبعض المسؤولين في الدول يتم إخضاعهم لدورات متقدمة بحيث يتم تأهيلهم ليكونوا متحدثين قادرين على مخاطبة المجتمع بشكل صحيح. خاصة وأن المجتمعات اليوم باتت تدقق على كل قول وكل معلومة يتضمنها، وباتت تملك ردات فعل قوية وقاسية، خاصة مع سهولة وصولها لمنصات التعبير عن الرأي في مواقع التواصل، وعليه قد تقود «زلة لسان» أو «كلمة غير موفقة» لعملية «إعدام» إعلامي وشعبي بحق مسؤول ما أو نائب ما.
هذا لا يضع المجتمع في خانة المتهم إطلاقاً، فهو يبني سلوكه كرد فعل على أمور قد تثيره وتغضبه، بل يضع كل من يمتلك حق التصريح في خانة «المسؤولية الصعبة»، بحيث يزن كل كلمة، ويقدر تداعيات كل تصريح، ويبني كل فعل وعمل وفق معادلة تحقيق «رضا المجتمع» أي الناس، بالتالي من الخطأ التساهل في الكلام والتصريح، خاصة إن وجدت حالة من الاستياء المسبق في الشارع، لأن الأرضية تكون هنا جاهزة للانفجار.
ورغم كل ما كتبناه وقلناه في هذا الصدد، وكل ما عبر عنه الناس، إلا أننا نرى ظاهرة غريبة مستمرة مع بعض الشخصيات باختلاف مواقعها، وكأنهم يصرون على استفزاز الناس، وكأنهم يتعمدون إثارة فوضى معينة، عبر تصريحات وكأن هدفها بث «الرعب» لا أكثر.
الكلمة الطيبة، والكلمة المفيدة، والكلمة العقلانية الموزونة، هي أفضل طريق للنقاش والتحاور بين جميع الأطراف، حتى وإن اختلفوا في الرأي، وحتى لو كانت بينهم ممارسة نقدية، يفترض أن تمثل ظاهرة إيجابية لا سلبية.