في إحدى تسجيلاته على اليوتيوب يحكي العالم المصري الراحل مصطفى محمود قصة الحلم الذي رآه في المنام، وكم كان غريباً ومذهلاً، إذ رأى في منامه اثنين من رفاقه في موقع ما يتحدثون في موضوع معين، وعندما استيقظ من النوم اتصل في أحدهما ليخبره بتفاصيل الحلم وبالحوار الذي دار بينه وبين صاحبه كما رآه في المنام، وكان مما صعق محمود وصاحبه أن الأخير أكّد على أن ما رآه لم يكن حلماً وحسب، بل هو الحقيقة بكل تفاصيلها، المكان والزمان وتسلسل الحديث، كل ذلك قد حدث بالضبط حين كان محمود نائماً ورآه في منامه كما لو أنه بث مباشر لما يجري في وقته..!! قصة كهذه قد تبدو غريبة بالنسبة للبعض ولكن آخرين مروا بتجارب مشابهة بلا شك.
موضوع الرؤى والأحلام من الموضوعات العميقة والمثبتة في تاريخ البشرية وفي الأديان، وأبرز من اشتهر بالرؤى وتفسيرها سيدنا يوسف -عليه السلام- في القصة التي نعرفها جميعاً وحملت عدة مفاصل وقصص من الرؤى، ورغم أن بعض الناس باتوا ينكرون الرؤى أو بالأحرى لا يلقون لها بالاً رغم ما تحمله أحياناً من رسائل عظيمة، مستغرقين في عالمهم المادي غير مؤمنين بما سواه، إلاَّ أن ذلك مجال غزير ويستحق الوقوف عنده يوماً ما لإلقاء نظرة فاحصة عليه في منظور التاريخ البشري والأديان والشواهد. ولو فتشنا في رؤى من حولنا أو تذكرنا بعض رؤانا لوجدنا بعض من تلك الرؤى قد تحقق بالفعل، وأنه قد وقع كما تم تفسيره.
وقبل أن نبحر أكثر في موضوع الرؤى نعود أدراجنا قليلاً لموضوعنا الذي تناولناه بالأمس حول الجلاء كشكل من أشكال التواصل الطاقي، فالجلاء يعمل كما يعمل التخاطر بدرجة ما، من حيث نقل فكرة أو معلومة من عقل شخص إلى آخر من خلال الارتباط الطاقي بينهما بطريقة أو بأخرى، لعل ما يميز الجلاء أنه قد ينقل لنا معلومات عن أشخاص نحن على اتصال حقيقي بهم، أو ربما أشخاص لا نعرفهم، -حسب تجربة أمريكية سنتناولها لاحقاً إن شاء الله- ولكن ما يهمنا هنا، أن الجلاء البصري يترجم للمتلقي على هيئة مغايرة للتخاطر من حيث موازاتها لواحدة من الحواس المادية التي نتمتع بها كبشر فضلاً عن نوع آخر من الجلاء المعرفي الذي قد يدخل بينه وبين التخاطر مستوى من التعقيد في الفصل بينهما أحياناً.
لقد نسب محمود حلمه إلى ما أسماه الجلاء البصري والسمعي، حيث رأى الموقف وسمع تفاصيل الحوار الذي دار بين الطرفين، ولكن كما أوردنا بالأمس هناك من ميّز بين الكشف المنامي وبين الجلاء البصري، ونظراً للأهمية البالغة للأحلام في حياتنا وفي التاريخ البشري ككل، فإني أميل للقول أن الكشف المنامي هو شكل خاص من أشكال التواصل الطاقي يختلف عمّا نسبه محمود للجلاء البصري والسمعي، ولعل ثمة أسباب حالت دون وضوح الرؤية لدى محمود واختلاط الأمور عليه لتسمية ما مر به باسمه الصحيح كقلة المصادر في هذا الموضوع وحداثة هذا العلم وعدم التصديق به من قبل كثيرين ما حال دون انتشاره ودقة فهمه.
* اختلاج النبض:
الكشف المنامي شكل غرائبي من أشكال التواصل الطاقي، لا يحظى به كثيرون بصيغته المباشرة وإن تعرضت كل البشرية للأحلام والرؤى، ولكن الكشف المنامي لا يعد من أشكال الجلاء كونه ارتبط بحالة النوم، في حين أن الجلاء غالباً ما يؤتى به لأصحابه في حالة اليقظة. الحديث متشعب، ونكتفي حالياً بهذا القدر، إلى لقاءات أخرى.
{{ article.visit_count }}
موضوع الرؤى والأحلام من الموضوعات العميقة والمثبتة في تاريخ البشرية وفي الأديان، وأبرز من اشتهر بالرؤى وتفسيرها سيدنا يوسف -عليه السلام- في القصة التي نعرفها جميعاً وحملت عدة مفاصل وقصص من الرؤى، ورغم أن بعض الناس باتوا ينكرون الرؤى أو بالأحرى لا يلقون لها بالاً رغم ما تحمله أحياناً من رسائل عظيمة، مستغرقين في عالمهم المادي غير مؤمنين بما سواه، إلاَّ أن ذلك مجال غزير ويستحق الوقوف عنده يوماً ما لإلقاء نظرة فاحصة عليه في منظور التاريخ البشري والأديان والشواهد. ولو فتشنا في رؤى من حولنا أو تذكرنا بعض رؤانا لوجدنا بعض من تلك الرؤى قد تحقق بالفعل، وأنه قد وقع كما تم تفسيره.
وقبل أن نبحر أكثر في موضوع الرؤى نعود أدراجنا قليلاً لموضوعنا الذي تناولناه بالأمس حول الجلاء كشكل من أشكال التواصل الطاقي، فالجلاء يعمل كما يعمل التخاطر بدرجة ما، من حيث نقل فكرة أو معلومة من عقل شخص إلى آخر من خلال الارتباط الطاقي بينهما بطريقة أو بأخرى، لعل ما يميز الجلاء أنه قد ينقل لنا معلومات عن أشخاص نحن على اتصال حقيقي بهم، أو ربما أشخاص لا نعرفهم، -حسب تجربة أمريكية سنتناولها لاحقاً إن شاء الله- ولكن ما يهمنا هنا، أن الجلاء البصري يترجم للمتلقي على هيئة مغايرة للتخاطر من حيث موازاتها لواحدة من الحواس المادية التي نتمتع بها كبشر فضلاً عن نوع آخر من الجلاء المعرفي الذي قد يدخل بينه وبين التخاطر مستوى من التعقيد في الفصل بينهما أحياناً.
لقد نسب محمود حلمه إلى ما أسماه الجلاء البصري والسمعي، حيث رأى الموقف وسمع تفاصيل الحوار الذي دار بين الطرفين، ولكن كما أوردنا بالأمس هناك من ميّز بين الكشف المنامي وبين الجلاء البصري، ونظراً للأهمية البالغة للأحلام في حياتنا وفي التاريخ البشري ككل، فإني أميل للقول أن الكشف المنامي هو شكل خاص من أشكال التواصل الطاقي يختلف عمّا نسبه محمود للجلاء البصري والسمعي، ولعل ثمة أسباب حالت دون وضوح الرؤية لدى محمود واختلاط الأمور عليه لتسمية ما مر به باسمه الصحيح كقلة المصادر في هذا الموضوع وحداثة هذا العلم وعدم التصديق به من قبل كثيرين ما حال دون انتشاره ودقة فهمه.
* اختلاج النبض:
الكشف المنامي شكل غرائبي من أشكال التواصل الطاقي، لا يحظى به كثيرون بصيغته المباشرة وإن تعرضت كل البشرية للأحلام والرؤى، ولكن الكشف المنامي لا يعد من أشكال الجلاء كونه ارتبط بحالة النوم، في حين أن الجلاء غالباً ما يؤتى به لأصحابه في حالة اليقظة. الحديث متشعب، ونكتفي حالياً بهذا القدر، إلى لقاءات أخرى.