الجهد الكبير الذي بذلته الفضائيات السوسة ومريدو السوء ومن أقنع نفسه بأنه «معارضة» في الأيام القليلة الماضية كان يرمي إلى نشر فكرة أن البحرين تباطأت في إجراءات إعادة المواطنين من إيران، لذا اعتبرت تكليف الأوقاف الجعفرية بالقيام بمهمة حل مشكلاتهم وترتيب عودتهم دليلاً على عدم اهتمامها بالموضوع واعتبار العالقين مواطنين على الهامش. وهو كلام خائب لا يمكن أن يصدر عن عاقل أو منصف، فالأمر لا يمكن أن يكون كذلك، بل لا يمكن أن يكون كذلك أبداً، وإعادة المواطنين العالقين في إيران لا يمكن أن تتم بالطريقة التي يرونها ووفر على فشلها النظام الإيراني المثال وتسبب في انتشار الفيروس في طول إيران وعرضها فأصاب الآلاف من الإيرانيين وقتل المئات في أيام معدودات.

مملكة البحرين – كما قالت رئيس مجلس النواب فوزية بنت عبد الله زينل أخيراً لوكالة «سبوتنيك» – وبتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، تولي اهتماماً كبيراً بفيروس كورونا (كوفيد 19) واتخذت العديد من الإجراءات التي تستهدف سلامة وصحة المواطنين والمقيمين، واتخذت خطوات استباقية وإجراءات احترازية وقائية عالية المستوى لمكافحة الفيروس، ولفتت إلى أن تلك الإجراءات تتواءم مع المعايير الدولية بدليل أنها نالت شهادة منظمة الصحة العالمية. وهو قول يكفي للرد على تلك الترهات ولا يستدعي بعده التذكير بأن البحرين دعت مبكراً عبر وزارة الخارجية جميع مواطنيها الموجودين في إيران إلى تسجيل بياناتهم حتى يتسنى لها حصرهم ومن ثم اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لضمان سلامة عودتهم، ولا التذكير بأن وزارة الصحة وبالتعاون مع الجهات المختصة أعلنت عن تنفيذ خطة لإجلاء أولئك المواطنين من إيران بما يضمن وصولهم بأمان وفق إجراءات احترازية محكمة من أجل سلامتهم.

كل البحرين عملت ولا تزال تعمل على إعادة المواطنين العالقين في إيران، لكن لأن المسألة ليست مقتصرة على إعادتهم فقط ولكن إعادتهم وضمان سلامتهم وسلامة من سيختلطون بهم عند وصولهم ومن يعيشون معهم، لذا كان من الطبيعي أن يستغرق الأمر بعض الوقت ومزيداً من الترتيبات، وهذا أمر يفترض أن تشكر عليه المملكة من قبل أولئك قبل غيرهم لأنه يعبر عن الحرص الشديد الذي من دونه لا يمكن ضمان سلامة العائدين وسلامة المخالطين لهم عند وبعد عودتهم.

القصة ليست في الوقت الذي يحتاجه الأمر لعودة المواطنين من إيران، وأولئك قبل غيرهم يعلمون جيداً أنه لا يوجد أي تقصير وأن الغاية هي ضمان سلامة الجميع. القصة هي أن مريدي السوء على اختلافهم يبحثون باستمرار عن «جنازة يشبعون فيها لطماً» فقدروا أنها تتوفر في ما اعتبروه تباطؤا وعدم اهتمام من المملكة بمجموعة من المواطنين الذين وجدوا أنفسهم في مأزق في بلاد ديدنها الفوضى في التعامل مع كل شيء، فكان أن عملوا بكل طاقتهم لتوظيف ذلك سياسياً والتهجم على البحرين التي لم يكتفوا بالإساءة إليها قبلاً ويعتقدون أن استمرارهم في الإساءة إليها ممارسة «ثورية»!

خلال أيام قليلة سيعود كل البحرينيين العالقين في إيران وسيلمسون الفارق في التعامل وفي الخدمات بين الذي رأوه في إيران الملالي وما يرونه في بلد العزة والكرامة، البحرين التي لا تفعل إلا الصح ولا تقبل على أبنائها ولا تميز بينهم.

ما سعى إليه مريدو السوء خلال الأيام الماضية مستفيدين من دعم الملالي وترسانتهم الإعلامية خاب، وسيخيب دائماً كل سعيهم، فعندما تسوء النية يخيب السعي، ولا يمكن لمن يريد السوء للبحرين أن يفلح.

الحقيقة التي ينبغي ألا تغيب عن الأذهان هي أن مريدي السوء لا يريدون لهذا الملف أن يغلق قبل أن يشبعوا فيه لطماً!