قدر الله وما شاء فعل، وهنا نترحم على المواطنة البحرينية التي توفاها الله، وأصبحت أول حالة تتوفى بسبب المضاعفات الصحية التي جاءت نتيجة لإصابتها بفيروس «كورونا»، وضعف مناعتها بسبب ظروفها الصحية.

رغم الإجراءات الكبيرة التي تقوم بها البحرين، والجهود المبذولة، إلا أن هذه الأمور تحصل في ظل أزمة يعاني منها العالم، حيث نرى الأرقام الكبيرة التي ترصد حول العالم من إصابات وحالات وفاة، ودول متقدمة عمليا وطبيا لم تستطع احتواء الظاهرة ووصلت لاتخاذ تدابير صارمة جدا.

نأمل أن يلطف الله بنا، وأن يوفق الجهود المبذولة التي تقوم بها الجهات المسؤولة بقيادة سمو ولي العهد حفظه الله، بحيث يتشافى المصابون، وننجح في احتواء الحالات ومعالجتها.

ما يحصل في البحرين أمر كبير جدا، وأعني الإجراءات والمعالجات وطرق التعامل، وتكفي عمليات الفحص العديدة التي تقوم بها الدولة حرصا على سلامة البشر، ما جعل البحرين في صدارة الدول التي تقوم بإجراءات الفحص للتأكد من صحة وسلامة الناس.

الجهد الذي يقوم به سمو ولي العهد كبير جدا، وهو باختصار «رجل المرحلة»، إن كنا نتحدث عن الاستعدادات التي تمت لمواجهة الفيروس واحتمالية حصول إصابات به، ومرورا بالعمليات العديدة التي تمت والقرارات التي اتخذت، وأيضا الحرص على إطلاع الناس عبر وسائل الإعلام على كل التفاصيل بشفافية ووضوح.

مثل هذه الأمور الكبيرة في تأثيراتها وتداعياتها وخطورتها على المجتمع، تستوجب أعمال وإجراءات تواكبها في الحجم والتأثير، ولذلك كثير من الدول التي تفاقم الوضع فيها كان السبب عدم اتخاذ اجراءات بالحجم المطلوب، وكذلك عدم اتخاذ اجراءات معنية بسلوكيات الناس ونمط معيشتهم اليومي، ولذلك فإن عمليات التعامل بعدها والاحتواء تكون صعبة جدا، وتكلف الدولة المعنية جهودا إضافية وحتى ميزانيات أكبر.

نحمد الله في البحرين أن المؤشرات إيجابية، وأن التطمينات موجودة من خلال أفعال وإجراءات الدولة، والاهتمام موجود بشكل واضح وكبير من قبل أعلى مستويات القيادة، فجلالة الملك حفظه الله صرح وطمأن الناس، وترأس جلسة مجلس الوزراء ليقف بنفسه على كافة الاستعدادات والخطط، بينما سمو ولي العهد لم يكتف بكونه قائداً لفريق العمليات، بل بحسب ما عرفناه أن سموه متواجد بنفسه في غرف العمليات، يطلع على كل التفاصيل، وتصل له كل المعلومات أولا بأول، الأمير سلمان هو مع الفريق العامل، يده بيدهم، ومعهم بشكل مباشر، وهو أمر عهدناه عليه.

لذلك الدعوات نكررها للناس، بأن الجدية والاهتمام وكل العمليات تتم بحرص واهتمام، ويقف عليها كبار المسؤولين بقيادة سمو ولي العهد نفسه. وعليه فإن دور المواطن والمقيم مهم جدا، ولا ينتفي من المعادلة، بل هو جزء أصيل منها، وذلك عبر الالتزام بالإرشادات والاحترازات، ولعب دور إيجابي في مواجهة هذا الفيروس، وما يثلج الصدر هو الإقبال الكبير والتمثل بدور المسؤولية من خلال الرقم الكبير من مواطني هذا الوطن الذين سجلوا للتطوع للعمل والإسهام في محاربة هذا الفيروس، من خلال «فريق البحرين»، في مشهد وطني رائع ليس بغريب على شعب البحرين.

حفظ الله البحرين قيادة وشعبا ومقيمين من كل شر وسوء.