كثير منا مأخوذون من أنفسهم في زحمة الحياة، في حالة من السعي المتواصل والنشاط المفرط في أنشطة متعددة ومسؤوليات ضخمة وبرامج متنوعة، حتى الترفيهية منها تتضمن الكثير من النشاط وفرط الحركة والديناميكية الدائمة، ورغم أننا ماضون في سعينا وحركتنا الدائمة دون شعور منا، يبدو أن قلب الأرض شعر بالإنهاك وأنه لم يعد يحتمل المزيد من الحركة..!! الغارقون في زحمة أعمال متواصلة من مدمني العمل والنشاط المتواصل غالباً ما يصابون بالأمراض أكثر من غيرهم وأغلب ما تكون أعراضها ارتفاعاً في درجات الحرارة أو الإنفلونزا، نوع من الأعراض التي تستلزم الراحة التامة للتشافي، وكأن أجسادنا تخبرنا أن ارحمونا وقد حان وقت الاستراحة، فإن لم تكن اختيارية، هي إجبارية وليس ثمة خيار. هذا ما باتت تعيشه الأرض اليوم على كافة المستويات إذ أُرهقت من أحمالنا ونشاطاتنا المتزايدة ولزم أن ترتاح قليلاً بمرض إجباري غايته السكون.
يجمع أغلب الحكماء والفقهاء والمفكرين والمشتغلين بالوعي الإنساني على أن السكون من أهم الأمور التي تستدعي النعم وتفتح قنوات الاستقبال ليس على المستوى الذهني والمشاعري والروحي وحسب، وإنما لتلقي رسالات الكون واستجابته لأفكارنا. لا يعني هذا أن نقضي حياتنا كلها في حالة من الحذر المفرط باسم السكون حيث اللاعمل واللاسعي، فتطبيق قانون التوازن أمر في غاية الأهمية، ولكن لنتيح الفرصة لأنفسنا وللكون بالتنفس وإعادة شحن الطاقة من جديد. انتشار «كورونا» والتحذيرات المصاحبة له بخطورة الخروج من المنزل أو كثرة الاختلاط، وما رافقه من إجازات وفرص للعمل من المنزل، يجعلنا في الوقت المناسب للاستجابة لنداء الأرض بالسكون، وتطبيقه بما يعيد للأرض حيويتها وكذلك نحن.
الخلوات التي يعيشها الإنسان بينه وبين نفسه ضرورية ولازمة، سواء لممارسة جلسات التأمل، أو الخلوات مع الله بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، أو ممارسة التفكير مع الذات. ورغم أن البعض يجد من الجنون أن ينفرد بنفسه عن أهل بيته أو يخرج إلى معتزل خاص لوحده لعدة أيام أو تمتد لأشهر رغم عميق أثرها، إلاَّ أننا ندعو لاستثمار فرصة البقاء في المنزل لممارسة تلك الخلوات بوعي. صحيح أن ذلك برنامج يجب أن نمارسه يومياً ولو بالحد الأدنى خمس أو عشر دقائق، ولكن الفرصة متاحة لفترة أطول الآن ولدينا المجال لتهيئة أجواء الهدوء والسكون، ربما لأكثر من مرة في اليوم.
* اختلاج النبض:
الخلوة مع النفس تتيح لنا فرصة التطهر واستعادة عافيتنا النفسية والجسدية، وتفتح مسارات اتصالنا مع من حولنا من بشر وموجودات مختلفة بالكون، والأهم من ذلك كله تفتح مسارات التواصل مع الخالق، واستشعار كيف أن الطريق إلى الله كامن في القلب وأنه يلزمنا خوض رحلة الداخل بمعزل عن العالم. الظروف المصاحبة لـ«كورونا» بمثابة فرصة ذهبية يقدمها لنا الكون لنهدأ قليلاً لتحقيق انطلاقة نوعية في وقت قريب. فلنستثمر الفرصة بوعي وحب.
يجمع أغلب الحكماء والفقهاء والمفكرين والمشتغلين بالوعي الإنساني على أن السكون من أهم الأمور التي تستدعي النعم وتفتح قنوات الاستقبال ليس على المستوى الذهني والمشاعري والروحي وحسب، وإنما لتلقي رسالات الكون واستجابته لأفكارنا. لا يعني هذا أن نقضي حياتنا كلها في حالة من الحذر المفرط باسم السكون حيث اللاعمل واللاسعي، فتطبيق قانون التوازن أمر في غاية الأهمية، ولكن لنتيح الفرصة لأنفسنا وللكون بالتنفس وإعادة شحن الطاقة من جديد. انتشار «كورونا» والتحذيرات المصاحبة له بخطورة الخروج من المنزل أو كثرة الاختلاط، وما رافقه من إجازات وفرص للعمل من المنزل، يجعلنا في الوقت المناسب للاستجابة لنداء الأرض بالسكون، وتطبيقه بما يعيد للأرض حيويتها وكذلك نحن.
الخلوات التي يعيشها الإنسان بينه وبين نفسه ضرورية ولازمة، سواء لممارسة جلسات التأمل، أو الخلوات مع الله بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، أو ممارسة التفكير مع الذات. ورغم أن البعض يجد من الجنون أن ينفرد بنفسه عن أهل بيته أو يخرج إلى معتزل خاص لوحده لعدة أيام أو تمتد لأشهر رغم عميق أثرها، إلاَّ أننا ندعو لاستثمار فرصة البقاء في المنزل لممارسة تلك الخلوات بوعي. صحيح أن ذلك برنامج يجب أن نمارسه يومياً ولو بالحد الأدنى خمس أو عشر دقائق، ولكن الفرصة متاحة لفترة أطول الآن ولدينا المجال لتهيئة أجواء الهدوء والسكون، ربما لأكثر من مرة في اليوم.
* اختلاج النبض:
الخلوة مع النفس تتيح لنا فرصة التطهر واستعادة عافيتنا النفسية والجسدية، وتفتح مسارات اتصالنا مع من حولنا من بشر وموجودات مختلفة بالكون، والأهم من ذلك كله تفتح مسارات التواصل مع الخالق، واستشعار كيف أن الطريق إلى الله كامن في القلب وأنه يلزمنا خوض رحلة الداخل بمعزل عن العالم. الظروف المصاحبة لـ«كورونا» بمثابة فرصة ذهبية يقدمها لنا الكون لنهدأ قليلاً لتحقيق انطلاقة نوعية في وقت قريب. فلنستثمر الفرصة بوعي وحب.