اسمحوا لي أن أتساءل بصوتٍ عالٍ، هل نحن مجتمع لا يتجاوب إلاَّ بالترهيب والتخويف؟ هل جاء في دليل المستخدم للتعامل مع العرب والتعاطي معهم أن لا يجدي معهم نفعاً إلاّ الترويع؟ تربينا على لغة الضرب أكثر من لغة «ابني حبيبي»، عوملنا في المدارس بنظام خصم الدرجات لكل سلوك مخالف دون تقدير لفرط حركة الطفل قياساً بالكبار فيما لانحصل على النجوم في لوحة الشرف إلاّ بشق الأنفس ولإنجازات عظيمة، علمونا أن الهدم هيّن والبناء صعب ولم يستوعبوا كم أنهم أنشؤونا على ثقافة الهدم لنفسياتنا وهممنا ومسارات تفكيرنا تجاه الحياة. كل العالم قد يبدو متواطئاً في ذلك وربما حتى مؤسسات الإعلام والقائمين عليها –إلاّ من رحم ربي– وقد اتضح ذلك من خلال موجة فيروس كورونا وكيف أننا غارقون في عالم ملؤه السوداوية..!!
لست مغالية فيما سبق، ولعل ما يدعم قولي ذلك السعار المجنون الذي تمارسه وسائل الإعلام لتهويل الأمور، وترهيب الناس، لن أُسطح أمر فيروس كورونا، فهو بلاء عظيم وامتحان نوعي نمر به جميعاً، ولكن ما تبثه وسائل الإعلام لا يتيح للناس ثمة مجال للبحث في رسائل الابتلاء والسلامة منه، ورغم أن أهم مقومات السلامة الاستقرار النفسي، إلاّ أنه شبه معدوم في ظل موجة التخويف التي طالت السواد الأعظم من المتابعين إلاّ القلة القليلة الواعية. ومقالي اليوم إنما هو لمؤسسات الإعلام وأحبتي الزملاء الإعلاميين في كل مكان، وليس في مؤسسة أو نطاق جغرافي محدد، طمئنوا الناس.. ارفعوا مستوى وعيهم بهدوء ولا تبثوا الهلع بينهم. قد يقول البعض إن إثارة الهلع أفضل الطرق لضمان التزام الجميع، ولكن ذلك غير صحيح، فالتعويل الحقيقي على الوعي وليس على الخوف، ولضمان ذلك علينا التعامل مع الوعي وتحفيزه لدى المتابعين، ثم إن لكل قاعدة شواذها على كل حال، فعندما تعلو موجات التخويف يظهر من يمارسون أدوار الشجاعة والبطولة البلهاء بلا وعي، وليس هذا ما تتطلعون إليه بالتأكيد.
من لم يعِِ كل هذا لن يعي أبداً «أم على قلوب أقفالها»، ولكن رحمةً بالناس والأطفال والوافدين المغتربين عن بلدانهم، انقلوا الخبر فذلك دوركم العظيم، لا بأس بالمصداقية بل هي مطلب، والمعيار الأول لكسب ثقة الجماهير ولكن خففوا اللهجة واعتزلوا التهويل، قدموا الحلول ورغّبوا فيها. إن الإجراءات المزامنة لكل مرحلة كفيلة بتحديد مستوى خطرها للناس، فإن لم يكن وعي لدى البعض، فثمة غريزة بقاء تشغل صفارات الإنذار وتشعر أصحابها بالخطر للتقيد بالتعليمات معززة بما يمكن اتخاذه من تدابير أمنية مصاحبة ومشددة، وأهمية لزوم الحذر.
* اختلاج النبض:
إنما نمضي بالنوايا، فقولوا خيراً ويأتي بها الله خيراً، هو عند ظننا به على الدوام، فلنظن السلامة والرحمة وتجاوز الأزمة وتجدد الحياة والعافية والبركة في قادم الأيام. بشّروا ولا تنفروا.. إنما هي موعظة حسنة فاقبلوها بحب.
لست مغالية فيما سبق، ولعل ما يدعم قولي ذلك السعار المجنون الذي تمارسه وسائل الإعلام لتهويل الأمور، وترهيب الناس، لن أُسطح أمر فيروس كورونا، فهو بلاء عظيم وامتحان نوعي نمر به جميعاً، ولكن ما تبثه وسائل الإعلام لا يتيح للناس ثمة مجال للبحث في رسائل الابتلاء والسلامة منه، ورغم أن أهم مقومات السلامة الاستقرار النفسي، إلاّ أنه شبه معدوم في ظل موجة التخويف التي طالت السواد الأعظم من المتابعين إلاّ القلة القليلة الواعية. ومقالي اليوم إنما هو لمؤسسات الإعلام وأحبتي الزملاء الإعلاميين في كل مكان، وليس في مؤسسة أو نطاق جغرافي محدد، طمئنوا الناس.. ارفعوا مستوى وعيهم بهدوء ولا تبثوا الهلع بينهم. قد يقول البعض إن إثارة الهلع أفضل الطرق لضمان التزام الجميع، ولكن ذلك غير صحيح، فالتعويل الحقيقي على الوعي وليس على الخوف، ولضمان ذلك علينا التعامل مع الوعي وتحفيزه لدى المتابعين، ثم إن لكل قاعدة شواذها على كل حال، فعندما تعلو موجات التخويف يظهر من يمارسون أدوار الشجاعة والبطولة البلهاء بلا وعي، وليس هذا ما تتطلعون إليه بالتأكيد.
من لم يعِِ كل هذا لن يعي أبداً «أم على قلوب أقفالها»، ولكن رحمةً بالناس والأطفال والوافدين المغتربين عن بلدانهم، انقلوا الخبر فذلك دوركم العظيم، لا بأس بالمصداقية بل هي مطلب، والمعيار الأول لكسب ثقة الجماهير ولكن خففوا اللهجة واعتزلوا التهويل، قدموا الحلول ورغّبوا فيها. إن الإجراءات المزامنة لكل مرحلة كفيلة بتحديد مستوى خطرها للناس، فإن لم يكن وعي لدى البعض، فثمة غريزة بقاء تشغل صفارات الإنذار وتشعر أصحابها بالخطر للتقيد بالتعليمات معززة بما يمكن اتخاذه من تدابير أمنية مصاحبة ومشددة، وأهمية لزوم الحذر.
* اختلاج النبض:
إنما نمضي بالنوايا، فقولوا خيراً ويأتي بها الله خيراً، هو عند ظننا به على الدوام، فلنظن السلامة والرحمة وتجاوز الأزمة وتجدد الحياة والعافية والبركة في قادم الأيام. بشّروا ولا تنفروا.. إنما هي موعظة حسنة فاقبلوها بحب.