ارتفعت وتيرة الحذر والاحترازات لمكافحة وباء كورونا الذي أرهق العالم بأسره في ظل أزمة عالمية اجتاحت معظم دول العالم.. كورونا الذي أضحى الهاجس المخيف للبشر، فهم اليوم يتجنبون أي مخالطة أو الخروج من منازلهم ولو لأبسط الأعمال.. خلك في البيت.. هو الشعار الأبرز هذه الأيام والذي لا نعلم إلى متى سنكون في بيوتنا.. ومتى سيتم القضاء نهائياً على هذا الوباء.. ونسأل الله عز وجل أن يكون عما قريب.. السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار.. لماذا أتواجد في البيت؟ وكيف سأقضي وقتي؟ وكيف سأتواصل مع العالم الخارجي؟ العديد من الاستفسارات تطرح نفسها في ظل هذه الأزمة، والمهم في كل الأحوال أن يعي كل فرد منا أن واجبه الوطني والاجتماعي يتحتم عليه أن يتواجد في بيته حرصاً على سلامته وسلامة الجميع بدون استثناء..في بداية الأمر لم نكن نتصور أن هذا الفيروس سينتشر بهذه الطريقة ويصبح خطراً يهدد كيان الشعوب.. فكانت الظنون تحوم بأنه سيكون مجرد فيروس عابر أصاب البعض وسيختفي عما قريب كما اختفى غيره.. ولكن.. برزت صورته المرعبة بخلاف ما كنا نتصور.. ولا ينحصر الرعب بمجرد الخوف من الإصابة به.. ولكن مكامن الخطورة والرعب تكمن في الضغوطات النفسية والانعزال المجتمعي والبعد عن ارتياد جميع المنتديات التي كانت بالنسبة لنا متنفس الحياة الحقيقي.. وفقدان نعمة الصلاة في المسجد والالتقاء برواده وبالأصحاب والأحباب.. هذا الرعب الذي لم نتعود عليه من قبل فهو رعب سيخلف من ورائه العديد من التغيرات الحياتية والاقتصادية والنفسية.. تغيرات في خارطة الكون بأسره، وفي تعامل الدول والشعوب مع الكوارث والأزمات..في البحرين الحبيبة ما زال فريق البحرين يدير الأزمة باقتدار، ويوم تلو الآخر تثبت هذه المملكة الكبيرة بأهلها وكوادرها الوطنية المخلصة أنها قادرة أن تكون في مصاف الدول المتقدمة في إدارة الأزمات، وقد أثبتت آخر الإحصائيات أن البحرين الثانية عالمياً في نسبة التشافي من وباء كورونا. لقد أثبت صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وفريق عمله المخلص ومن أبرزهم الدكتور مناف القحطاني عضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، والدكتورة جميلة السلمان العضوة البارزة الأخرى للجنة، أثبتوا جميعاً أن البحرين بخير في ظل التعامل الحكيم في إدارة الأزمة، الأمر الذي ساهم في الحد من انتشار الوباء وزيادة نسبة التشافي ورفع درجة الوعي لدى المواطن والمقيم على حد سواء.. كما لا نغفل الدور البطولي الذي تقوم به الكوادر الطبية والأمنية على حد سواء وتضحياتهم وسهرهم وتعريض حياتهم للخطر من خلال التعامل مع الحالات المصابة ومعالجتها ونشر الوعي في المجتمع. أثبتت الأزمة بما لا يدع مجالاً للشك أن فريق البحرين هو النموذج الرائد في العمل الفريقي المتعاون الذي يقدم مصلحة وطنه على أي مصلحة فئوية أخرى.من هنا يجدر بتلك النفوس المريضة أن لا تتصيد في الماء العكر، ولا تعكر صفو الوئام المجتمعي، ولا تتسرع في إصدار الأحكام في وضع يجدر بالجميع أن يتكاتف ويحافظ على اللحمة الوطنية ويلتزم بإجراءات الدولة التي يهمها في المقام الأول سلامة المواطنين والمقيمين والمحافظة على قوة النظام الصحي دون اتخاذ أي قرارات غير مدروسة قد تزيد العبء على النظام الصحي وتساهم في كارثة صحية لا قدر الله.. إن الأمر يتطلب أن نترك الأمر للجان المعنية وعلى رأسها اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد أن تتابع سيناريوهات الأحداث وتتخذ القرارات اللازمة من أجل سلامة البحرين.. والبحرين بخير بإذن الله عز وجل ورعايته، ولا يرفع البعض شعاراته الرنانة من أجل البروز الإعلامي ويزعم بأنه يحاول بأن يكون مع المواطن في الوقت الذي تتخذ فيه الدولة إجراءات حصيفة منذ بداية الأزمة وفق خطة إدارية وصحية محكمة أشادت بها منظمة الصحة العالمية.وفي الوقت ذاته تستغرب من البعض الذي سيس الموضوع وحاول شق الصف الوطني وألقى باللائمة بهتانا وزورا على بعض المخلصين الذين يهمهم أولاً وأخير مصلحة الوطن وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بلا استثناء.. ونشر المقاطع المرئية التي تزعم بأن الدولة قد تخلت عن مواطنيها في الخارج!! وما لبث أن عاد إلى مصاف «حمائم السلام الوديعة» ليشكر القيادة وجهود الدولة.. الميدان الآن لا يتحمل أولئك المتسلقين، الوضع يتطلب توحيد الجهود والتكاتف المجتمعي من أجل المحافظة على السلامة وصحة الجميع، والقضاء على هذا الفيروس نهائياً حتى تعود البحرين آمنة مطمئنة كما كانت.نحتاج اليوم أن نعطي الراية لمن يستحقها، ونكسر الحواجز التقليدية والبيروقراطية ونتجه للعمل بمفهوم «فريق البحرين» حتى نثبت للعالم أننا اليوم أقوى من أي فترة زمنية مضت، وأن كل مواطن ومقيم إنما يهمه في المقام الأول أن يقوم بدوره كما لو أنه في مصاف خط الدفاع الأول في هذه الأزمة، فلو حمل كل واحد منا على عاتقه هذه المهمة، ونشر الوعي، وسعى بأن يخدم وطنه في كل مواقع حياته، وعلى أقل تقدير بأن يكون الجندي المجهول في عمله فبذل وضحى وأتقن في تقديم الخدمات للجمهور من موقعه في منزله.. فإننا وبلا ريب سننجح.. وسنقدم تجربة وطنية عملية رائعة.. فأزمة كورونا إنما هي تمحيص للكوادر الإدارية بكافة مستوياتها في وزارات الدولة ومؤسساتها، فمن خلالها سيثبت المخلص أنه متواجد في أي وقت من أجل وطنه، بل تراه يعمل في منزله ليل نهار من أجل أن لا تتأخر الخدمات التي يقدمها للناس لحظة واحدة.. فعند الأزمات يبرز المخلصون والمبدعون والمتقنون فتراهم يجتمعون على قلب واحد ينبض حباً لوطنه وللإنسانية جمعاء..أزمة.. ستمضي بإذن الله.. وسنعود أقوى مما كنا عليه.. وسيبرز ذلك الحس الوطني الذي سيقول كلمته بعد الأزمة.. وهي فرصة لكي يتبوأ كل مخلص مكانته اللائقة في الصفوف الوطنية من أجل الارتقاء بمنظومة الوطن والمحافظة على مكتسبات القيادة الرشيدة التي يديرها باقتدار ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. حماك الله يا ديرتي الطيبة.. وحفظ الله هذا الشعب الطيب.. وكل مقيم يتنفس حبك وطيبة ناسك.. حفظنا الله من كل بلاء.. وصرف عنا هذا الداء.. وألبسنا لباس الصحة والعافية..* ومضة أمل:قال أبوالدرداء رضي الله عنه: «إذا أصبح الرجل، اجتمع هواه وعمله، فإن كان عمله تبعاً لهواه فيومه يوم سوء، وإن كان هواه تبعاً لعمله فيومه يوم صالح».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90