إن من أبرز الجهات الرسمية التي يجب أن لا نتنكر لجهودها الجبارة في معركتنا الوطنية الشاملة ضد كورونا (كوفيد 19)، هي وزارة الداخلية. هذه الوزراة التي مسكت العصا من المنتصف بطريقة احترافية للغاية، فلا أحد في ظل قوانينها يستطيع مخالفة قواعد الصحة والسلامة، كالتجمعات غير القانونية، وإلا سوف يعرض المخالف نفسه للمساءلة القانونية والجزائية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، قامت الوزارة وعبر منتسبيها وقبل اتخاذ أي عقوبة أو محاسبة، من المشاركة الفاعلة في نشر الوعي بين صفوف المواطنين والمقيمين بطريقة أكثر من رائعة، وحينها لا عذر لأي مخالف لقانون التجمعات وبقية الأنظمة الأخرى المتعلقة بالقضاء على الفيروس.

كل وحدات وإدارات وضباط وأفراد ومنتسبي وزارة الداخلية يعملون على مدار الساعة، وذلك لتأمين سلامة الناس، وحرصهم الشديد على تطبيق القوانين الاستثنائية في هذه المرحلة من أجل سلامة الجميع، ونحن على يقين بأن هناك بعض الأجهزة الأمنية في مجال محاربة المرض «لا تنام»، حيث تعمل على مدارس الساعة وفي كل مناطق ومحافظات ومدن وقرى البحرين، ولهذا فكل الناس اليوم ليست خائفة من أي خروقات قد تحدث من بعض المتجاوزين بسبب يقظة هذه الوزارة ورجالاتها.

كما أثبتت وزارة الداخلية أن لديها من الكفاءات والقدرات الوطنية القادرة على بث الوعي المُحْكَم من خلال حملات إرشادية منظمة قامت بها الوزارة عبر منتسبيها، سواء من خلال الشارع أو عبر دورات تثقيفية قامت بها بعض إداراتها لمن لهم علاقة لصيقة بتداعيات الفيرس والحالات القائمة. كما لا يمكن أن ننسى دور منتسبي ضباط وشرطة المجتمع في نشر الوعي بين صفوف الجاليات الأجنبية، حيث استطاع هذا الجهاز الأمني المجتمعي مخاطبة كل الوافدين من العمالة الأجنبية كل حسب لغته ومقدرته في استيعاب حجم المشكلة، وضبط إيقاع حركتهم الكبيرة بشكل متميز، خاصة في العاصمة المنامة والأسواق، ما ساهم عملهم هذا في التزام غالبية العمالة الوافدة بأنظمة البحرين الخاصة بالفيروس، والمحاولات مازالت مستمرة، حتى تستوعب حملاتهم كل الفئات الأخرى، ومراقبة أوضاعهم بعد كل هذه الحملات التوعوية.

إضافة لكل هذه الجهود، لم يختفِ رجال الأمن في حفظ وتأمين كافة مناطق وشوارع وأسواق ومدن وقرى البحرين، فنجدهم في كل مكان يتطلب أن يكونوا متواجدين، ناهيك عن متابعتهم اللصيقة لمهام وزارة الصحة المتعلقة بمناطق وأماكن الحجر والعزل لتأمينها، وتسييرهم دوريات مرافقة لكل الحملات الصحية المتعلقة بمتابعة المرض والمرضى طيلة ساعات اليوم، وطيلة أيام الأسبوع، حتى أصبحت وزارة الداخلية من الوزارات التي لا تنام.

إن ضبط إيقاع الأمن والحياة في البحرين بشكل متطور ومتزن في ظل انتشار الفيروس، يحسب لهذه الوزارة بقيادة معالي وزير الداخلية الفريق أول ركن معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وبجهود رئيس الأمن العام الفريق طارق الحسن، وبقية إدارات الوزارة وعلى رأسهم الإدارة العامة للحراسات، والإدارة العامة للدفاع المدني، والإدارة العامة للمرور، والإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الإقتصادي والإلكتروني، وكذلك شؤون الجنسية والجوازات والإقامة، ومركز الإعلام الأمني الذي هو بمثابة حلقة الوصل بين كل هذه الإدارات والمجتمع، وكذلك الشكر موصول لبقية الإدارات الأخرى ولكافة منتسي الوزارة من ضباط ورجال أمن على مجهوداتهم بالسير في خط متوازٍ مع بقية مؤسسات الدولة التي تعمل بكل طاقاتها وأكثر للقضاء على كورونا (كوفيد 19).