لعل أول ما خطر ببالك عندما قرأت عنوان المقال، أنني سأحدثك عن تجارب السفر والتنقل في المناطق والبلاد المختلفة والتي تعدها بعض الجهات التدريبية للمشاركين في المعتزلات ودورات التنمية الذاتية والتأمل، في استثمار لأجواء البلدان وطبيعتها وظروفها المختلفة بما يفيد موضوع التدريب. أو ربما ظننت أنني أود الإشارة إلى الرحلات الاستكشافية كالتي يقوم بها المؤرخون وعلماء الآثار أو الدارسون والباحثون في مجالات العلم المختلفة كالأنثروبولوجيا والجيولوجيا وغيرهم. ولعلك لاحظت لو تتبعت المشتغلين في الوعي الإنساني كيف يحرصون دوماً على الخلوات والعزلة في مناطق نائية أحياناً في مناطق جبلية أو على الشواطئ أو في معتزلات خاصة من باب إعادة شحن الطاقة والتأمل العميق وتلقي الإلهام للانطلاق في مرحلة جديدة أكثر حيوية وارتقاء ولعلها تعد أيضاً رحلة تعلم ووعي.
لكن في الحقيقة جميعنا في الحياة نمضي في رحلات تعلم بالغة الأهمية، ولا يشترط في تلك الرحلات انتقالنا المكاني، أو ربما تحدث ثمة انتقالات مكانية ولكن على مستوى جغرافي ضيق، قد تتمثل بتغيير وظيفة أو منطقة السكن وما شابهه. في الحقيقة نحن نتعلم كل يوم ونتلقى دروس الحياة باستمرار، أحياناً ندرك مستوى ما وصلنا إليه من علم في وقت متأخر بعد انقضاء تجربة حياتية معينة فإذا بنا نكتشف للتو كم كانت هذه التجربة رغم صعوبتها أو قسوتها في أغلب الأحيان ضرورية لتطورنا في الحياة، وضرورية لنتلقى من الكون رسالة لم نكن مؤهلين بما يكفي لفهمها في وقت سابق، وبمناسبة الحديث عن التأهيل فلعل تلك التجربة تؤهلنا فيما بعد لتبوؤ أدوار أهم وأعمق وأكبر، تجعلنا أكثر اتصالاً مع ذواتنا الحقيقية وأكثر فهماً لأهمية وجودنا وما لنا وما علينا في الحياة.
إن كل تجربة نعيشها مهما بدت سريعة أو صغيرة أو خاطفة في حياتنا، هي ذات معنى، لم تأتِ حشواً لأيامنا ولا سداً لفراغات الزمن، بل جاء كل ما تلقيناه في حياتنا بقدر، ووفق حساب دقيق، ولعلك مررت يوماً بتجارب أو خبرات ثم غيرت مسارك عما كنت عليه في وقت سابق، واخترت التحول الجذري في حياتك، وظننت أن ما سبق من خبرات لم يكن ضرورياً على الإطلاق إذا كان الهدف من وجودك في الحياة هو الانتقال لتلك المرحلة، ولكنك لو راجعت تفاصيل حياتك بالكامل لوجدت ما لا تراه ضرورياً كان بمثابة الخبرات التراكمية التي أوصلتك لما أنت عليه ولو بطريقة تبدو لك عكسية، ولربما تكون التجربة العكسية والأكثر صعوبة أفضل لأنها تجعلك تمضي في طريقك الجديد على مستوى أعلى من الثقة والثبات لمعرفتك بخلاف هذا الطريق وما قد تكون عليه لو لم تكون هنا اليوم. فضلاً عن أنك ستجد نفسك يوماً ما بحاجة لمهارات معينة من تلك التي اكتسبتها في وقت سابق، لتدرك متأخراً أهمية خبراتك السابقة.
* اختلاج النبض:
كل رحلة في حياتنا ذات قيمة عالية، فلنكن ممتنين لكل تفاصيلنا وخبراتنا مهما تنوعت واختلفت، فإنها سر تفردنا والأساس الذي يقوم عليه تميزنا اليوم.
{{ article.visit_count }}
لكن في الحقيقة جميعنا في الحياة نمضي في رحلات تعلم بالغة الأهمية، ولا يشترط في تلك الرحلات انتقالنا المكاني، أو ربما تحدث ثمة انتقالات مكانية ولكن على مستوى جغرافي ضيق، قد تتمثل بتغيير وظيفة أو منطقة السكن وما شابهه. في الحقيقة نحن نتعلم كل يوم ونتلقى دروس الحياة باستمرار، أحياناً ندرك مستوى ما وصلنا إليه من علم في وقت متأخر بعد انقضاء تجربة حياتية معينة فإذا بنا نكتشف للتو كم كانت هذه التجربة رغم صعوبتها أو قسوتها في أغلب الأحيان ضرورية لتطورنا في الحياة، وضرورية لنتلقى من الكون رسالة لم نكن مؤهلين بما يكفي لفهمها في وقت سابق، وبمناسبة الحديث عن التأهيل فلعل تلك التجربة تؤهلنا فيما بعد لتبوؤ أدوار أهم وأعمق وأكبر، تجعلنا أكثر اتصالاً مع ذواتنا الحقيقية وأكثر فهماً لأهمية وجودنا وما لنا وما علينا في الحياة.
إن كل تجربة نعيشها مهما بدت سريعة أو صغيرة أو خاطفة في حياتنا، هي ذات معنى، لم تأتِ حشواً لأيامنا ولا سداً لفراغات الزمن، بل جاء كل ما تلقيناه في حياتنا بقدر، ووفق حساب دقيق، ولعلك مررت يوماً بتجارب أو خبرات ثم غيرت مسارك عما كنت عليه في وقت سابق، واخترت التحول الجذري في حياتك، وظننت أن ما سبق من خبرات لم يكن ضرورياً على الإطلاق إذا كان الهدف من وجودك في الحياة هو الانتقال لتلك المرحلة، ولكنك لو راجعت تفاصيل حياتك بالكامل لوجدت ما لا تراه ضرورياً كان بمثابة الخبرات التراكمية التي أوصلتك لما أنت عليه ولو بطريقة تبدو لك عكسية، ولربما تكون التجربة العكسية والأكثر صعوبة أفضل لأنها تجعلك تمضي في طريقك الجديد على مستوى أعلى من الثقة والثبات لمعرفتك بخلاف هذا الطريق وما قد تكون عليه لو لم تكون هنا اليوم. فضلاً عن أنك ستجد نفسك يوماً ما بحاجة لمهارات معينة من تلك التي اكتسبتها في وقت سابق، لتدرك متأخراً أهمية خبراتك السابقة.
* اختلاج النبض:
كل رحلة في حياتنا ذات قيمة عالية، فلنكن ممتنين لكل تفاصيلنا وخبراتنا مهما تنوعت واختلفت، فإنها سر تفردنا والأساس الذي يقوم عليه تميزنا اليوم.