في فبراير الماضي انشغل الرأي العام السعودي بقصة الطفل اليتيم «زايد الخيبري» الذي يصاحب شقيقته «ليان» إلى إحدى الروضات بمنطقة تبوك شمال السعودية مرتين حيث يوصلها وهو يحمل حقيبتها، ثم ينطلق لمدرسته ولا ينتهي الأمر عند ذلك بل يناقش معلماتها حول المستوى التعليمي لها، ويتابع كافة تفاصيل أيامها الدراسية ثم يعود لاصطحابها إلى المنزل بعد انتهاء الدوام المدرسي وقد عاد لحمل حقيبتها. زايد ابن منطقة تبوك الذي في مستوى الصف الرابع الابتدائي، ولم يتجاوز العاشرة من عمره أقل ما يقال عنه «رجل يختبىء بداخل طفل» فهو منذ وفاة والده يتحمل كافة مسؤوليات شقيقته قد أثار إعجاب أهالي منطقته والسعودية، ولأجل هذا المشهد اليومي المؤثر قررت الروضة التي تدرس بها شقيقته تنظيم حفل تكريمي لزايد وقد بدا يومها خجولاً فيما كانت أخته متعلقة بيده «وكأنها تستند أمام العالم على مصدر قوتها وأمانها»، وقد تصدر زايد ترند السعودية على تويتر تحت هاشتاق #أخو_أخته وأبدى إعجابه بناديه السعودي المفضل الهلال، ليبادر مدير المسؤولية المجتمعية بنادي الهلال بدعوته شخصياً لحضور أي مباراة يودها للهلال وزيارة النادي لالتقاط صور له مع كأس دوري أبطال آسيا، كما قامت وزارة التعليم السعودية بتكريم زايد ليكون قدوة للطلاب في مثل سنه ومثالاً يحتذى به لكل يتيم فقد أباه ويتحمل المسؤولية في سن مبكرة. لم يتوقف الأمر عند هذا في المجتمع السعودي بل بادرت شركة وندر ستار للخدمات الطبية بالسعودية إلى تقديم بطاقات تأمين طبية مدى الحياة لزايد وشقيقته، وبادرت روضة شقيقته ليان بإعفائها من الرسوم الدراسية، فقصة زايد تستحق أن تبرز وتظهر على مستوى المجتمع السعودي ليكون حافزاً ودافعاً معنوياً لغيره من الأيتام، وبالتأكيد هناك أكثر من زايد في مجتمعاتنا ويستحق أن يدعمه المجتمع ويشجعونه ليكون قدوة للأيتام الذين يكافحون الحياة وهم «بعدهم» أطفال صغار لم يشتد عودهم، كما يحتاج الأيتام للتقدير المجتمعي والدعم من قبل مؤسسات المجتمع المدني.
لطالما قلنا في مقالات تتصادف مع الذكرى السنوية ليوم اليتيم العالمي والعربي أن الأيتام بطبيعتهم وفطرتهم قياديون، بالأخص أولئك الذين يفقدون والديهم أو أحدهما في سن مبكرة ويتحمل مسؤولياته لوحده فحتى لو فقد أحد والديه، وغالباً الأيتام يكونوا من نوع أيتام الأب، حيث تلقائياً يفقدون الأب أو الأم، لكون الأب أو الأم ينشغل بتحمل مسؤوليات المنزل وتأمين الحياة للأبناء الأيتام ليل نهار، وتتغير حياتهم بالكامل من يومها وللأبد!
عن موقف الطفل زايد نقول إن هناك نوعين من الأيتام، نوع يصبح محل الأب ويحتوي إخوانه وأخواته ويصبح قواماً عليهم ورجلاً وهو بعده طفل فلا يرضى بأي شي يذكرهم بيتمهم أو يشعرهم باليتم، وهناك نوع للأسف لئيم لا يجد من يقومه ويرشده ويجد فرصته برحيل الأب أو الأم الذين كانوا يحمون الأخوة والأخوات منه أمام شقاوته وعبثه، فيضيع البيت ويصبح متسلطاً يمارس البطش والإيذاء فيصبح هادماً لحياتهم ويشعرهم يومياً بمعاناة اليتم وفقدان السند، وقد يصل الأمر كما نرى في دول عديدة إلى حرمانهم بالأخص شقيقاته من أبسط حقوقهم في التعليم والعمل. نشدد مع تزامن هذه الذكرى السنوية على أن الأيتام الأطفال بحاجة إلى متابعة دائمة ومستمرة بالأخص من الناحية المعنوية والنفسية، ولعل موقف الطفل زايد ألقى بالضوء على هذه الزاوية التي لا يعرفها سوى الأيتام أنفسهم، فأسوأ ما يواجه اليتيم أن يكون هناك من يذكره بيتمه ويحصد من يستغل ذلك بإيذائه أو إهانته وتعذيبه، وهذا يظهر واضحاً في البيئة المدرسية وحتى الأسرية لأنه ليس هناك من يدافع عنه لا أب يحميه ولا أم لا ترضى عليه، فيشعر إلى جانب فقده المستمر لهما أنه ليس لديه أحد فيشعر باليتم مرتين، فهناك من يستغل رحيل والديه في «استسهال» إيذاءه ورمي أمراضه ونواقصه النفسية على فئة الأيتام، كما أن اليتيم يدرك مبكراً أن كل الأفراح في حياته ستكون غير مكتملة وناقصة فهو عندما يتفوق لن يكون هناك من يركض له ليخبره فرحاً فيدعمه ويكافئه، وعندما يتخرج لن يكون هناك شخص واقف بين أولياء الامور ينظر إليه بفخر واعتزاز، وعندما يتزوج لن يكون هناك أهم شخص أساسي بحياته يشاركه فرحته، كما إن اليتيم من أكثر الفئات المعرضة للتنمر المدرسي ووقاحة بعض الفئات التي تحب التنمر عليه أمام الأطفال لإضحاكهم، وطرح الأسئلة بطريقة الاستهبال من نوع «لماذا ليس لديك أم / أب؟ لما لم تخبرنا حتى الآن لماذا توفى والدك / والدتك؟»، وتعليقات من نوع «أنت أساساً ما عندك أحد يريبك! من يصرف عليك؟» فالكادر التعليمي بالمدارس يجب أن يكون مهيئاً لمعالجة هذه الجوانب عند تواجد الأيتام في البيئات المدرسية، فالأطفال بطبعهم يحبون طرح الأسئلة ولابد من توافر مهارات التعامل الحكيم والتوجيه البناء.
* إحساس عابر:
* لكل يتيم ويتيمة أمام فقدكم لأهم عمود أساسي في حياتكم ومضيكم في هذه الحياة الصعبة والقاسية دون سند الأب ومتكأ الأم وبنائكم لحياتكم بأنفسكم وكفاحكم فيها تذكروا دائماً أنكم أبطال وأن الله خصكم بمحنة داخلها منحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نشأ مثلكم يتيماً ومعاناة اليتم والفقد هي نقطة الانطلاقة لبناء مستقبلكم بأيديكم وبأنفسكم.
* عندما رحل أبوهم وأدخلت والدتهم الإنعاش، وأخبر الأطباء الأهل أن فرصة نجاتها ضئيلة جداً شعرت أنها أمه، واتجهت لشقيقها الذي لم يتجاوز الثلاث أعوام ولا يفقه ما يجري حوله لتهدأه وتسكته، كانت وهي التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها تضع الكرسي في المطبخ أمام الفرن لتصبح في علوه وارتفاعه لتعد لشقيقها الصغير الحليب، كانت بمثابة الأم التي تطعمه وتلبسه ملابسه ولا تتركه لحظة وفي سنوات لاحقة كانت تقوم بتدرسيه وتعليمه ومتابعته في كل شؤونه حتى كبر وأصبح بطلها، الأيتام آباء وأمهات صغار!
لطالما قلنا في مقالات تتصادف مع الذكرى السنوية ليوم اليتيم العالمي والعربي أن الأيتام بطبيعتهم وفطرتهم قياديون، بالأخص أولئك الذين يفقدون والديهم أو أحدهما في سن مبكرة ويتحمل مسؤولياته لوحده فحتى لو فقد أحد والديه، وغالباً الأيتام يكونوا من نوع أيتام الأب، حيث تلقائياً يفقدون الأب أو الأم، لكون الأب أو الأم ينشغل بتحمل مسؤوليات المنزل وتأمين الحياة للأبناء الأيتام ليل نهار، وتتغير حياتهم بالكامل من يومها وللأبد!
عن موقف الطفل زايد نقول إن هناك نوعين من الأيتام، نوع يصبح محل الأب ويحتوي إخوانه وأخواته ويصبح قواماً عليهم ورجلاً وهو بعده طفل فلا يرضى بأي شي يذكرهم بيتمهم أو يشعرهم باليتم، وهناك نوع للأسف لئيم لا يجد من يقومه ويرشده ويجد فرصته برحيل الأب أو الأم الذين كانوا يحمون الأخوة والأخوات منه أمام شقاوته وعبثه، فيضيع البيت ويصبح متسلطاً يمارس البطش والإيذاء فيصبح هادماً لحياتهم ويشعرهم يومياً بمعاناة اليتم وفقدان السند، وقد يصل الأمر كما نرى في دول عديدة إلى حرمانهم بالأخص شقيقاته من أبسط حقوقهم في التعليم والعمل. نشدد مع تزامن هذه الذكرى السنوية على أن الأيتام الأطفال بحاجة إلى متابعة دائمة ومستمرة بالأخص من الناحية المعنوية والنفسية، ولعل موقف الطفل زايد ألقى بالضوء على هذه الزاوية التي لا يعرفها سوى الأيتام أنفسهم، فأسوأ ما يواجه اليتيم أن يكون هناك من يذكره بيتمه ويحصد من يستغل ذلك بإيذائه أو إهانته وتعذيبه، وهذا يظهر واضحاً في البيئة المدرسية وحتى الأسرية لأنه ليس هناك من يدافع عنه لا أب يحميه ولا أم لا ترضى عليه، فيشعر إلى جانب فقده المستمر لهما أنه ليس لديه أحد فيشعر باليتم مرتين، فهناك من يستغل رحيل والديه في «استسهال» إيذاءه ورمي أمراضه ونواقصه النفسية على فئة الأيتام، كما أن اليتيم يدرك مبكراً أن كل الأفراح في حياته ستكون غير مكتملة وناقصة فهو عندما يتفوق لن يكون هناك من يركض له ليخبره فرحاً فيدعمه ويكافئه، وعندما يتخرج لن يكون هناك شخص واقف بين أولياء الامور ينظر إليه بفخر واعتزاز، وعندما يتزوج لن يكون هناك أهم شخص أساسي بحياته يشاركه فرحته، كما إن اليتيم من أكثر الفئات المعرضة للتنمر المدرسي ووقاحة بعض الفئات التي تحب التنمر عليه أمام الأطفال لإضحاكهم، وطرح الأسئلة بطريقة الاستهبال من نوع «لماذا ليس لديك أم / أب؟ لما لم تخبرنا حتى الآن لماذا توفى والدك / والدتك؟»، وتعليقات من نوع «أنت أساساً ما عندك أحد يريبك! من يصرف عليك؟» فالكادر التعليمي بالمدارس يجب أن يكون مهيئاً لمعالجة هذه الجوانب عند تواجد الأيتام في البيئات المدرسية، فالأطفال بطبعهم يحبون طرح الأسئلة ولابد من توافر مهارات التعامل الحكيم والتوجيه البناء.
* إحساس عابر:
* لكل يتيم ويتيمة أمام فقدكم لأهم عمود أساسي في حياتكم ومضيكم في هذه الحياة الصعبة والقاسية دون سند الأب ومتكأ الأم وبنائكم لحياتكم بأنفسكم وكفاحكم فيها تذكروا دائماً أنكم أبطال وأن الله خصكم بمحنة داخلها منحة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نشأ مثلكم يتيماً ومعاناة اليتم والفقد هي نقطة الانطلاقة لبناء مستقبلكم بأيديكم وبأنفسكم.
* عندما رحل أبوهم وأدخلت والدتهم الإنعاش، وأخبر الأطباء الأهل أن فرصة نجاتها ضئيلة جداً شعرت أنها أمه، واتجهت لشقيقها الذي لم يتجاوز الثلاث أعوام ولا يفقه ما يجري حوله لتهدأه وتسكته، كانت وهي التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها تضع الكرسي في المطبخ أمام الفرن لتصبح في علوه وارتفاعه لتعد لشقيقها الصغير الحليب، كانت بمثابة الأم التي تطعمه وتلبسه ملابسه ولا تتركه لحظة وفي سنوات لاحقة كانت تقوم بتدرسيه وتعليمه ومتابعته في كل شؤونه حتى كبر وأصبح بطلها، الأيتام آباء وأمهات صغار!