مع انتشار موضوعات الوعي الإنساني وتفرعاته، بما فيها الوعي الروحي، وتصاعد نسبة المتحدثين فيه، بدا لافتاً الحديث عن تجربة روحانية واحدة لكل البشرية رغم اختلاف أديان ومعتقدات المتحدثين والممارسين، وقد ترجم البعض هذا على أنه محور من نظرية المؤامرة والقول بالتمهيد لظهور «الدين العالمي الموحد»، كجزء من مساعي «العولمة الخبيثة». كل تلك الأسباب قادت لكثير من المخاوف لدى الناس حول سلامتهم في أديانهم، وبعثت على التشكيك في مسألة الوعي الروحي كون كثير من المشتغلين فيه من معتنقي ديانات أخرى غير الإسلام فضلاً عن كثير من المسلمين.
وبادئ ذي بدء أقف عند الآية 85 في سورة آل عمران «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، ومنطلق أي حديث عن الوعي الروحي لدينا، مهما تعددت مصادره وأفكاره واختلفت تسمياته وتجاربه حول العالم، فإننا لا ندين إلاّ بالإسلام ولا ندعو إلاّ إليه، ولكن حديثنا اليوم عن الوعي الروحي، إنما يتناول حيزاً من الوعي الإنساني بمنظور عام لعله لا يتجاوز القبول بالآخر مع الثبات على الإسلام.
وأركز هنا على العلاقة الاتصالية بين العبد وربه، وهي العلاقة التي تحدث عنها بعض علماء الدين لدينا على نحو محبب ورائع، ويعجبني في هذا السياق الداعية الإسلامي السوري محمد راتب النابلسي لاسيما في طريقته لشرح أسماء الله الحسنى على نحو مهيب تقشعر له الأبدان، إذ يمنحك جانباً مميزاً من التجربة الروحية الواعية التي تبني من خلالها اتصالك مع الله على فهم عميق لأسمائه وصفاته بما يعمق إيمانك به أكثر وأكثر.
والحديث عن الوعي الروحي واسع ومستفيض، وإنما أردت من هذا المقال أن أطرق أبواب القلوب إلى باب هام من أبواب العلم الشرعي والعلاقة بين العبد وربه، والتي على أساسها نبني جميع عملياتنا الاتصالية الأخرى مع الكون المسخر لنا أو مع بقية البشر. ومن الكتب الرائعة التي قرأتها مؤخراً كتاباً للدكتورة التونسية ألفة يوسف، عنوانه «وجه الله: ثلاثة سبل إلى الحق»، استعرضت في مقدمته حديثاً عميقاً حول التجربة الروحية قائلةً أن «جوهر الحقيقة الإلهية... ليست ملك تقليد روحاني واحد... وأن كل التجارب الروحانية هي طريق إلى الله تعالى»، ولعلي هنا أستذكر قصة نبي الله إبراهيم في بحثه الأول عن ربه وكيف أنه عاش تجارب روحانية متعددة إلى أن اهتدى إلى الله، واقتبست د. ألفة مقولة «إن التجارب الروحانية تتعدد بتعدد أنفس الخلائق»، وهو ما دعاها للإشارة لمصطلح «الكونية الروحانية» التي قد نفرد إليها مقالاً مستقلاً يستعرض وجهات النظر الفكرية في الوعي الروحي.
* اختلاج النبض:
إن مفهوم الوعي الروحي عميق جداً، ومحفز لخوض تجربة اتصالية فريدة مع الله، تجربة يخشع لها القلب ويسجد، وهو ما سنقف على محطات مقبلة منه في قادم الأيام إن شاء الله.
{{ article.visit_count }}
وبادئ ذي بدء أقف عند الآية 85 في سورة آل عمران «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، ومنطلق أي حديث عن الوعي الروحي لدينا، مهما تعددت مصادره وأفكاره واختلفت تسمياته وتجاربه حول العالم، فإننا لا ندين إلاّ بالإسلام ولا ندعو إلاّ إليه، ولكن حديثنا اليوم عن الوعي الروحي، إنما يتناول حيزاً من الوعي الإنساني بمنظور عام لعله لا يتجاوز القبول بالآخر مع الثبات على الإسلام.
وأركز هنا على العلاقة الاتصالية بين العبد وربه، وهي العلاقة التي تحدث عنها بعض علماء الدين لدينا على نحو محبب ورائع، ويعجبني في هذا السياق الداعية الإسلامي السوري محمد راتب النابلسي لاسيما في طريقته لشرح أسماء الله الحسنى على نحو مهيب تقشعر له الأبدان، إذ يمنحك جانباً مميزاً من التجربة الروحية الواعية التي تبني من خلالها اتصالك مع الله على فهم عميق لأسمائه وصفاته بما يعمق إيمانك به أكثر وأكثر.
والحديث عن الوعي الروحي واسع ومستفيض، وإنما أردت من هذا المقال أن أطرق أبواب القلوب إلى باب هام من أبواب العلم الشرعي والعلاقة بين العبد وربه، والتي على أساسها نبني جميع عملياتنا الاتصالية الأخرى مع الكون المسخر لنا أو مع بقية البشر. ومن الكتب الرائعة التي قرأتها مؤخراً كتاباً للدكتورة التونسية ألفة يوسف، عنوانه «وجه الله: ثلاثة سبل إلى الحق»، استعرضت في مقدمته حديثاً عميقاً حول التجربة الروحية قائلةً أن «جوهر الحقيقة الإلهية... ليست ملك تقليد روحاني واحد... وأن كل التجارب الروحانية هي طريق إلى الله تعالى»، ولعلي هنا أستذكر قصة نبي الله إبراهيم في بحثه الأول عن ربه وكيف أنه عاش تجارب روحانية متعددة إلى أن اهتدى إلى الله، واقتبست د. ألفة مقولة «إن التجارب الروحانية تتعدد بتعدد أنفس الخلائق»، وهو ما دعاها للإشارة لمصطلح «الكونية الروحانية» التي قد نفرد إليها مقالاً مستقلاً يستعرض وجهات النظر الفكرية في الوعي الروحي.
* اختلاج النبض:
إن مفهوم الوعي الروحي عميق جداً، ومحفز لخوض تجربة اتصالية فريدة مع الله، تجربة يخشع لها القلب ويسجد، وهو ما سنقف على محطات مقبلة منه في قادم الأيام إن شاء الله.