هل تحولت جماهير الكرة عندنا من جماهير مدرجات إلى جماهير متابعات إلكترونية ؟!
هذا السؤال برز أمامي بينما كنت أتابع مباراة الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمير في مطلع ثمانينيات القرن الماضي التي جمعت بين قطبي المنافسة الكروية البحرينية المحرق والأهلي والتي تابعتها من خلال شاشة قناة البحرين (لول) وكنت أستعيد ذكريات ذلك الزمن الكروي الجميل وتلك اللحظات التي عشتها داخل إستاد مدينة عيسى حيث كنت ضمن الزملاء الذين حضروا لتغطية المباراة من موقع الحدث..
جماهير غفيرة في الجانبين المحرقاوي والأهلاوي كان العامل المشترك بينهم الحماس الكبير النابع من الولاء والانتماء، وكانت الفوارق السنية متفاوتة وإن كان الرجال الكبار يتفوقون عددياً على الشباب وكانت السمة البارزة لهذه الجماهير الغيرة و(التعصب) للونين الأحمر والأصفر وقد رصدت كاميرا تلفزيون البحرين العديد من ردود الأفعال على وجوه هذه الجماهير تعبيراً عن مدى تأثرهم بمجريات المباراة.
لذلك كان اللاعبون يشعرون بالمسؤولية ويتفاعلون مع حماس الجماهير وصيحاتهم وهتافاتهم و(شيلاتهم) الجميلة والمعبرة فيزداد عطاؤهم داخل الملعب لإرضاء جماهيرهم الوفية وإسعادها..
هذه المشاهد وهذا السيناريو لم يكن مستغرباً في تلك المرحلة من مراحل تاريخ الكرة البحرينية بل إنه كان يتكرر في عديد من المباريات وبالأخص تلك التي كان تجمع الفرق المتنافسة على المراكز المتقدمة والتي كانت تحظى بشعبية جماهيرية مثل المحرق والأهلي والحالة والرفاعين والوحدة والمنامة والمالكية، علماً بأن الدخول في تلك المرحلة لم يكن مجانياً كما هو الحال اليوم في أغلب المباريات بل كانت هناك أسعار محددة لكل درجة من درجات الملعب مع منح الاتحاد تذاكر مجانية لعدد محدد لكل ناد من الأندية الأعضاء تذهب أغلبها لأعضاء مجلس الإدارة بعض الجماهير وبالأخص الطلبة المحتاجين..
اليوم تغير الحال رأساً على عقب وأصبحت مدرجاتنا الكروية شبه خالية إلا من أعداد قليلة وفي مباريات محدودة جداً بما في ذلك الأندية الكبيرة التي كانت في الماضي القريب تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة مثل نادي المحرق والنادي الأهلي، ولم تجد نداءات ودعوات الإعلام بمختلف فروعة لعودة الجماهير إلى المدرجات بل نجدها تتناقص حتى بعد أن فاز منتخبنا باللقب الخليجي (الحلم) واعتقدنا بأنها ستكون فاتحة خير لعودة الجماهير إلى المدرجات لم يتغير من الواقع المرير شيء وظلت المدرجات خاوية على عروشها بينما انتعشت مواقع التواصل الاجتماعي بالتشجيع (الإلكتروني) وتبادل الهتافات و(الشيلات) هاتفياً واكتفت الفئة الأخرى بمتابعة النقل التلفزيوني المباشر تاركة لاعبيها كالغرباء في دارهم!
ترى هل يغير زمن «الكورونا» ما عجزت كل تلك الدعوات والنداءات عن تغييره بعد أن استشعر الجميع قيمة التقارب و(اللمات) في ظل التباعد الاجتماعي المفروض، وهل تنفض الجماهير الكروية عنها (بطانيات) الكسل، أم إن عجلة التطور التكنولوجي ستتغلب وتنتصر لأدواتها التي زرعت هذا الكسل في الكثير من فئات المجتمع والعياذ بالله.
هذا السؤال برز أمامي بينما كنت أتابع مباراة الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأمير في مطلع ثمانينيات القرن الماضي التي جمعت بين قطبي المنافسة الكروية البحرينية المحرق والأهلي والتي تابعتها من خلال شاشة قناة البحرين (لول) وكنت أستعيد ذكريات ذلك الزمن الكروي الجميل وتلك اللحظات التي عشتها داخل إستاد مدينة عيسى حيث كنت ضمن الزملاء الذين حضروا لتغطية المباراة من موقع الحدث..
جماهير غفيرة في الجانبين المحرقاوي والأهلاوي كان العامل المشترك بينهم الحماس الكبير النابع من الولاء والانتماء، وكانت الفوارق السنية متفاوتة وإن كان الرجال الكبار يتفوقون عددياً على الشباب وكانت السمة البارزة لهذه الجماهير الغيرة و(التعصب) للونين الأحمر والأصفر وقد رصدت كاميرا تلفزيون البحرين العديد من ردود الأفعال على وجوه هذه الجماهير تعبيراً عن مدى تأثرهم بمجريات المباراة.
لذلك كان اللاعبون يشعرون بالمسؤولية ويتفاعلون مع حماس الجماهير وصيحاتهم وهتافاتهم و(شيلاتهم) الجميلة والمعبرة فيزداد عطاؤهم داخل الملعب لإرضاء جماهيرهم الوفية وإسعادها..
هذه المشاهد وهذا السيناريو لم يكن مستغرباً في تلك المرحلة من مراحل تاريخ الكرة البحرينية بل إنه كان يتكرر في عديد من المباريات وبالأخص تلك التي كان تجمع الفرق المتنافسة على المراكز المتقدمة والتي كانت تحظى بشعبية جماهيرية مثل المحرق والأهلي والحالة والرفاعين والوحدة والمنامة والمالكية، علماً بأن الدخول في تلك المرحلة لم يكن مجانياً كما هو الحال اليوم في أغلب المباريات بل كانت هناك أسعار محددة لكل درجة من درجات الملعب مع منح الاتحاد تذاكر مجانية لعدد محدد لكل ناد من الأندية الأعضاء تذهب أغلبها لأعضاء مجلس الإدارة بعض الجماهير وبالأخص الطلبة المحتاجين..
اليوم تغير الحال رأساً على عقب وأصبحت مدرجاتنا الكروية شبه خالية إلا من أعداد قليلة وفي مباريات محدودة جداً بما في ذلك الأندية الكبيرة التي كانت في الماضي القريب تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة مثل نادي المحرق والنادي الأهلي، ولم تجد نداءات ودعوات الإعلام بمختلف فروعة لعودة الجماهير إلى المدرجات بل نجدها تتناقص حتى بعد أن فاز منتخبنا باللقب الخليجي (الحلم) واعتقدنا بأنها ستكون فاتحة خير لعودة الجماهير إلى المدرجات لم يتغير من الواقع المرير شيء وظلت المدرجات خاوية على عروشها بينما انتعشت مواقع التواصل الاجتماعي بالتشجيع (الإلكتروني) وتبادل الهتافات و(الشيلات) هاتفياً واكتفت الفئة الأخرى بمتابعة النقل التلفزيوني المباشر تاركة لاعبيها كالغرباء في دارهم!
ترى هل يغير زمن «الكورونا» ما عجزت كل تلك الدعوات والنداءات عن تغييره بعد أن استشعر الجميع قيمة التقارب و(اللمات) في ظل التباعد الاجتماعي المفروض، وهل تنفض الجماهير الكروية عنها (بطانيات) الكسل، أم إن عجلة التطور التكنولوجي ستتغلب وتنتصر لأدواتها التي زرعت هذا الكسل في الكثير من فئات المجتمع والعياذ بالله.