ما يحدث حالياً في العالم تطبيق عملي للمثل الشعبي «اربط صبعك ألف ينعت لك دوا»، فبعد اقتحام فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) حياة الناس صار ينبري في كل يوم بل في كل ساعة من يأتي بكلام عن الفيروس وطبيعته وكيفية القضاء عليه ويقدم النصائح، فيقول بأن ما يقدمه هو الحقيقة غير القابلة للنقاش وأن ما يقوله هو الكلام العلمي المبني على دراسات وأبحاث، حتى وصل الأمر إلى إقدام مسؤول كبير في إحدى الدول الإفريقية على توزيع نوع من الخمور على الناس والقول بإنه واثق من أنه يقضي على الفيروس! بينما قام آخرون بشرح علاجات أخرى من بينها وضع قطرات من مواد غريبة في الأذن!
مقابل هؤلاء يدلي متخصصون بدلائهم فيأخذ البعض بما يقوله هذا ويأخذ البعض الآخر بما يقوله الآخر، وهذا ما يزيد من الحيرة، فأن ينعت الدواء من لا علاقة له أمر، وأن ينعته من هو على علاقة وثيقة به أمر آخر.
قبل قليل قال علماء ما ملخصه أن الفيروس ينتقل عبر الأسطح المعدنية والخشبية والمصافحة واللمس، وبناء عليه صار الناس يحذرون من هذا وصار التباعد الاجتماعي، لكن قبل يومين انتشر تقرير ملخصه أن الخبير الألماني في علم الفيروسات، هنريك ستريك، شكّك في الدراسات التي أشارت إلى إمكانية انتشاره عن هذا الطريق وقال إن الموضوع مختلف تماماً. ستريك، وهو مدير معهد علم الفيروسات وأبحاث فيروس نقص المناعة البشرية في جامعة بون أشار إلى أنّ الفيروس لا ينتشر بسهولة كما أشارت العديد من الدراسات السابقة... وأنّ الأبحاث التي أجراها أخيراً، أثبتت أنّ الفيروس لا ينتقل عبر الأسطح، ولا ينتقل عن طريق اللّمس وأن ما يقوله نتيجة دراسة قام بها مع مجموعة من الخبراء الألمان، هي الأولى من نوعها، حيث استخدموا المنطقة الأكثر تضرّراً في البلاد كمختبر واقعي لمعرفة كيفية انتشار الفيروس، والآليات الممكنة لاحتوائه!
هكذا تزداد حيرة المرء، فهذا العالم ومن معه ينفون ما ظل يقوله علماء آخرون، ويقولون بأن كل الممارسات التي صار الناس يعتبرونها جزءاً من حياتهم وعمدوا إلى تكييف أنفسهم معها ليست صحيحة ومبالغ فيها.
أين الصح وأين الغلط؟ الحكم صعب. فقد يأتي بعد قليل من ينفي ما قاله ستريك وأصحابه وينفي كذلك ما قاله أولئك الذين سبقوهم. وهكذا تستمر الحكاية، ويستمر الغموض وتزداد الحيرة، بينما يستمر الفيروس في حصد الأرواح وتعطيل الحياة.
الأمر نفسه حصل عند البحث في أسباب إصابة بعض الصينيين به، حيث توصل العالم إلى قناعة بأن السبب هو الحيوانات والحشرات وخصوصا الخفاش قبل أن يأتي من يعمل على نسف هذا الاعتقاد والقول بأن الخفاش بريء وأن الوباء نتاج حرب بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة. هذه الأيام تحديداً يزداد الحديث عن خروج الفيروس عن السيطرة في معمل في المنطقة التي بدأ فيها الانتشار في الصين، ويزداد نفي الصين وقولها بأن الفيروس سلاح بيولوجي تم تخليقه في الولايات المتحدة.
وهكذا في كل ما يتعلق بحكاية هذا الفيروس المستبد، حتى وصل الأمر إلى التشكيك في عدد الإصابات في بعض الدول وعدد الضحايا والقول بأن الكثير مما تدعيه بعض الدول غير صحيح، وهو ما عبر عنه بعض المواطنين الأمريكان الذين خرجوا في تظاهرة رفعوا فيها شعارات ملخصها أن فيروس «كورونا» ليس إلا كذبة وأمراً يراد منه أمور.
من يحل لغز فيروس «كورونا» ومتى وكيف؟ لا أحد يمتلك الجواب حتى الآن لكن الجميع يمتلك ما يكفي من وصفات طالما استمر الإصبع مربوطاً!
{{ article.visit_count }}
مقابل هؤلاء يدلي متخصصون بدلائهم فيأخذ البعض بما يقوله هذا ويأخذ البعض الآخر بما يقوله الآخر، وهذا ما يزيد من الحيرة، فأن ينعت الدواء من لا علاقة له أمر، وأن ينعته من هو على علاقة وثيقة به أمر آخر.
قبل قليل قال علماء ما ملخصه أن الفيروس ينتقل عبر الأسطح المعدنية والخشبية والمصافحة واللمس، وبناء عليه صار الناس يحذرون من هذا وصار التباعد الاجتماعي، لكن قبل يومين انتشر تقرير ملخصه أن الخبير الألماني في علم الفيروسات، هنريك ستريك، شكّك في الدراسات التي أشارت إلى إمكانية انتشاره عن هذا الطريق وقال إن الموضوع مختلف تماماً. ستريك، وهو مدير معهد علم الفيروسات وأبحاث فيروس نقص المناعة البشرية في جامعة بون أشار إلى أنّ الفيروس لا ينتشر بسهولة كما أشارت العديد من الدراسات السابقة... وأنّ الأبحاث التي أجراها أخيراً، أثبتت أنّ الفيروس لا ينتقل عبر الأسطح، ولا ينتقل عن طريق اللّمس وأن ما يقوله نتيجة دراسة قام بها مع مجموعة من الخبراء الألمان، هي الأولى من نوعها، حيث استخدموا المنطقة الأكثر تضرّراً في البلاد كمختبر واقعي لمعرفة كيفية انتشار الفيروس، والآليات الممكنة لاحتوائه!
هكذا تزداد حيرة المرء، فهذا العالم ومن معه ينفون ما ظل يقوله علماء آخرون، ويقولون بأن كل الممارسات التي صار الناس يعتبرونها جزءاً من حياتهم وعمدوا إلى تكييف أنفسهم معها ليست صحيحة ومبالغ فيها.
أين الصح وأين الغلط؟ الحكم صعب. فقد يأتي بعد قليل من ينفي ما قاله ستريك وأصحابه وينفي كذلك ما قاله أولئك الذين سبقوهم. وهكذا تستمر الحكاية، ويستمر الغموض وتزداد الحيرة، بينما يستمر الفيروس في حصد الأرواح وتعطيل الحياة.
الأمر نفسه حصل عند البحث في أسباب إصابة بعض الصينيين به، حيث توصل العالم إلى قناعة بأن السبب هو الحيوانات والحشرات وخصوصا الخفاش قبل أن يأتي من يعمل على نسف هذا الاعتقاد والقول بأن الخفاش بريء وأن الوباء نتاج حرب بيولوجية بين الصين والولايات المتحدة. هذه الأيام تحديداً يزداد الحديث عن خروج الفيروس عن السيطرة في معمل في المنطقة التي بدأ فيها الانتشار في الصين، ويزداد نفي الصين وقولها بأن الفيروس سلاح بيولوجي تم تخليقه في الولايات المتحدة.
وهكذا في كل ما يتعلق بحكاية هذا الفيروس المستبد، حتى وصل الأمر إلى التشكيك في عدد الإصابات في بعض الدول وعدد الضحايا والقول بأن الكثير مما تدعيه بعض الدول غير صحيح، وهو ما عبر عنه بعض المواطنين الأمريكان الذين خرجوا في تظاهرة رفعوا فيها شعارات ملخصها أن فيروس «كورونا» ليس إلا كذبة وأمراً يراد منه أمور.
من يحل لغز فيروس «كورونا» ومتى وكيف؟ لا أحد يمتلك الجواب حتى الآن لكن الجميع يمتلك ما يكفي من وصفات طالما استمر الإصبع مربوطاً!