بمجرد الإعلان عن رؤية هلال رمضان، اعتاد الناس على تبادل التهاني والتبريكات بشهر الخير، شهر الجود والرحمة والعبادة وهو أيضاً شهر اجتماعي بامتياز. وبطبيعة الحال تكثر اللقاءات بين الأحبة والأهل والأصحاب في رمضان، ويتبادلون الزيارات. ولكن الظروف التي يمر بها العالم هذا العام استثنائية على كل المقاييس، حتى لم يعد بمقدورنا الالتقاء بأقرب المقربين إلينا أو حتى مشاطرتهم احتساء الشاي اللذيذ بالزعفران أو القهوة المهيّلة، وقد بدأ رمضان والناس في حالة من الألم لظروف كسرت العادات وحطمت فرص اللقاءات الموعودة، ولكنه رغم ذلك كان أنموذجاً فريداً ليبدأ بخلق أنماط جديدة من التواصل، وليؤكد على عمق الشعور والعلاقات أكثر من أي وقت مضى.
رمضان هذا العام لم يكن مزخرفاً بألوان الجلابيات والبهرج الكثير، وإنما ازدان بقلوب مزهرة اغتسلت في أزمتها الكورونية بما يكفي لتدرك قيمة الحياة، لتدرك الشعور الكامن في أحضان الأحبة ومبادلتهم القبلات، لتستشعر بما يكفي معنى أن يكون للشخص طاقة يشاطرك إياها عند مجالستك له فيبث فيك من المشاعر مثل ما لديه، لتلمس محبته دون أدنى تلامس جسدي، وترى مكانتك في قلبه دون استخدامك لعينيك الماديتين، إنه القلب الذي يشعر، والروح رسول الطاقات بين البشر. لقد جعلتنا الأزمة ندرك قيمة أشياء كثيرة أبسطها المصافحة عندما يشدد أحدكم على يديك أو يغلظ المصافحة ليخبرك أنك ذو أهمية لديه وأنك تتمتع بمكانة علية بقلبه. كان يحدث أن نصافح كثيرون في لقاء واحد، ولكن أحدهم دوناً عن الآخرين نخصه بمصافحة حارة تصله دونما أن يستشعرها الآخرون من حوله. تلك الأشياء التي افتقدها الناس في أزمة كورونا جعلت كثير منهم يتساءلون، ما عسى حال رمضاننا هذا العام؟
رمضان هذا العام لم يكن ليوفر ترف مجالسة الأحبة، ولكنه خلق أنماط تواصل تميز الناس وترتب مكانتهم لديك عبر حرصك على التواصل معهم بالطرق الممكنة بما يحفظ سلامتك وسلامتهم، ولتقول لهم أن رسالة البودكاست وحدها لا تليق بهم، وأنهم يستحقون ما هو أكثر، فتحرص على مكالمتهم هاتفياً، وعلى إجراء مكالمات الفيديو، فتراهم أينما كانوا، تعبر لهم عن مشاعرك بتركيز. لقد حول كورونا لقاء الساعات الممتدة بين الناس إلى كبسولة لقاء عبر الشاشات، وهو ما جعل المشاعر أيضاً تضغط في كبسولة صغيرة ليتلقاها الآخر جرعة مكثفة لم يكن يحظى بها في أي من الأعوام الماضية.
* اختلاج النبض:
إن أكبر تعبير عن حبنا لأهلنا ورفاقنا المقربين هو حفاظنا على سلامتهم، بل وحفاظنا على سلامتنا من أجل حفظ خواطرهم، وأن اللقاءات الاجتماعية المتعددة التي جمعتنا في الأعوام المقبلة لغايات مختلفة بينها ما هو ودي خالص وبينها ما هو ترفيهي، حان الوقت لغربلتها وتحديد هوية الشعور الكامن خلفها. وبهذا يأتي رمضاننا هذا أجمل وأصدق وأعمق.
رمضان هذا العام لم يكن مزخرفاً بألوان الجلابيات والبهرج الكثير، وإنما ازدان بقلوب مزهرة اغتسلت في أزمتها الكورونية بما يكفي لتدرك قيمة الحياة، لتدرك الشعور الكامن في أحضان الأحبة ومبادلتهم القبلات، لتستشعر بما يكفي معنى أن يكون للشخص طاقة يشاطرك إياها عند مجالستك له فيبث فيك من المشاعر مثل ما لديه، لتلمس محبته دون أدنى تلامس جسدي، وترى مكانتك في قلبه دون استخدامك لعينيك الماديتين، إنه القلب الذي يشعر، والروح رسول الطاقات بين البشر. لقد جعلتنا الأزمة ندرك قيمة أشياء كثيرة أبسطها المصافحة عندما يشدد أحدكم على يديك أو يغلظ المصافحة ليخبرك أنك ذو أهمية لديه وأنك تتمتع بمكانة علية بقلبه. كان يحدث أن نصافح كثيرون في لقاء واحد، ولكن أحدهم دوناً عن الآخرين نخصه بمصافحة حارة تصله دونما أن يستشعرها الآخرون من حوله. تلك الأشياء التي افتقدها الناس في أزمة كورونا جعلت كثير منهم يتساءلون، ما عسى حال رمضاننا هذا العام؟
رمضان هذا العام لم يكن ليوفر ترف مجالسة الأحبة، ولكنه خلق أنماط تواصل تميز الناس وترتب مكانتهم لديك عبر حرصك على التواصل معهم بالطرق الممكنة بما يحفظ سلامتك وسلامتهم، ولتقول لهم أن رسالة البودكاست وحدها لا تليق بهم، وأنهم يستحقون ما هو أكثر، فتحرص على مكالمتهم هاتفياً، وعلى إجراء مكالمات الفيديو، فتراهم أينما كانوا، تعبر لهم عن مشاعرك بتركيز. لقد حول كورونا لقاء الساعات الممتدة بين الناس إلى كبسولة لقاء عبر الشاشات، وهو ما جعل المشاعر أيضاً تضغط في كبسولة صغيرة ليتلقاها الآخر جرعة مكثفة لم يكن يحظى بها في أي من الأعوام الماضية.
* اختلاج النبض:
إن أكبر تعبير عن حبنا لأهلنا ورفاقنا المقربين هو حفاظنا على سلامتهم، بل وحفاظنا على سلامتنا من أجل حفظ خواطرهم، وأن اللقاءات الاجتماعية المتعددة التي جمعتنا في الأعوام المقبلة لغايات مختلفة بينها ما هو ودي خالص وبينها ما هو ترفيهي، حان الوقت لغربلتها وتحديد هوية الشعور الكامن خلفها. وبهذا يأتي رمضاننا هذا أجمل وأصدق وأعمق.