جميل هو تبادل التهاني بين الناس عبر قنوات التواصل الإلكترونية المختلفة لا سيما في زمن «كورونا»، وجميل هو السعي المتواصل من قبل الناس للإبداع في أشكال التهنئة بين تقديم قيمة فنية وجمالية مميزة، وبين تقديم قيمة معرفية دينية أو ثقافية، ومن جميل الرسائل التي وصلتني للتهنئة برمضان هذا العام ما أرسله أحدهم بالنص التالي: «سئل ابن مسعود: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟ قال: ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم. اللهم إني عفوت عن عبادك فاجعل لي مخرج أن يعفو عبادك عني».
من بين كل الرسائل التي تتحدث عن السماح قبل رمضان استوقفتني هذه الرسالة لأسباب عدة، السبب الأول أن أغلب الرسائل تتضمن أن سامحوني قبل رمضان، على نحو خالٍ من مبادرة المسامحة من أصحاب الرسائل تلك، فالمسألة لا تقوم على العطاء والأخذ وإنما الأخذ وحده، وتلك دعوة غير عادلة بينما جاءت هذه على نحو متوازن، حيث إن إصلاح كل الأمور في الحياة إنما يبدأ من إصلاح أنفسنا وهذا ما ورد في النص أعلاه.
يدعونا هذا للتفكر في مسألتين، أن نتعلم العطاء من كل ما نود أن نأخذه من الدنيا، فإن أردنا مزيداً من المال فلنعطي مالاً أكثر، وإن أردنا مزيداً من الاهتمام والعاطفة فلنسبغ على من حولنا باهتمامنا وعواطفنا، وإن أردنا التقدير والاحترام فلنمنح الناس حقهم منهما، وهكذا. الأمر الآخر، أنه كان من المهم أن نلتفت قليلاً لأنفسنا التفاتة جادة فاحصة نراجع فيها دواخلنا، ما نقدر على الإتيان به من سماح تجاه الآخرين. فلنسأل أنفسنا بصراحة: هل نحن قادرون على المسامحة «لكل من أخطأ بحقنا، لكل من آذانا، لكل من نظن أننا تعرضنا لطعنات خيانة أو غدر منه، لكل من جرحنا بكلمة أو بتصرف، لكل من تسبب في إفساد علاقاتنا أو شيء من مصالحنا التي أردناها بشدة، لكل من اغتصب حقوقنا، لكل من اغتابنا بما يسوؤنا» هل نحن قادرون على المسامحة فعلاً؟!! إن جلسة مكاشفة صريحة مع النفس ستكشف لنا ما نستحقه من مسامحة الآخرين والعفو عنا. وتجر جلسات الغوض في الداخل إلى رحلة البحث عن أمور عدة في أنفسنا، مراجعة معتقداتنا تجاه الحياة، اختبار مستوى إيماننا بالله فعلاً وليس قولاً، مراجعة قدرتنا على التعامل بحب وود مع كل من حولنا.
* اختلاج النبض:
فلنسمح لهمومنا.. لآلامنا.. لأحقادنا.. لاستيائنا تجاه الآخرين بالرحيل، فإن سمحنا برحيل كل ذلك، أصبحنا قادرين على المسامحة، وقادرين فيما بعد على العطاء، وليكن عطاؤنا في كل شيء نوعاً راقياً من التهذيب للنفس لنعيش تجربة الإحسان الحقيقية، ولنختبر لذتها في هذا الموسم الروحي العظيم.
من بين كل الرسائل التي تتحدث عن السماح قبل رمضان استوقفتني هذه الرسالة لأسباب عدة، السبب الأول أن أغلب الرسائل تتضمن أن سامحوني قبل رمضان، على نحو خالٍ من مبادرة المسامحة من أصحاب الرسائل تلك، فالمسألة لا تقوم على العطاء والأخذ وإنما الأخذ وحده، وتلك دعوة غير عادلة بينما جاءت هذه على نحو متوازن، حيث إن إصلاح كل الأمور في الحياة إنما يبدأ من إصلاح أنفسنا وهذا ما ورد في النص أعلاه.
يدعونا هذا للتفكر في مسألتين، أن نتعلم العطاء من كل ما نود أن نأخذه من الدنيا، فإن أردنا مزيداً من المال فلنعطي مالاً أكثر، وإن أردنا مزيداً من الاهتمام والعاطفة فلنسبغ على من حولنا باهتمامنا وعواطفنا، وإن أردنا التقدير والاحترام فلنمنح الناس حقهم منهما، وهكذا. الأمر الآخر، أنه كان من المهم أن نلتفت قليلاً لأنفسنا التفاتة جادة فاحصة نراجع فيها دواخلنا، ما نقدر على الإتيان به من سماح تجاه الآخرين. فلنسأل أنفسنا بصراحة: هل نحن قادرون على المسامحة «لكل من أخطأ بحقنا، لكل من آذانا، لكل من نظن أننا تعرضنا لطعنات خيانة أو غدر منه، لكل من جرحنا بكلمة أو بتصرف، لكل من تسبب في إفساد علاقاتنا أو شيء من مصالحنا التي أردناها بشدة، لكل من اغتصب حقوقنا، لكل من اغتابنا بما يسوؤنا» هل نحن قادرون على المسامحة فعلاً؟!! إن جلسة مكاشفة صريحة مع النفس ستكشف لنا ما نستحقه من مسامحة الآخرين والعفو عنا. وتجر جلسات الغوض في الداخل إلى رحلة البحث عن أمور عدة في أنفسنا، مراجعة معتقداتنا تجاه الحياة، اختبار مستوى إيماننا بالله فعلاً وليس قولاً، مراجعة قدرتنا على التعامل بحب وود مع كل من حولنا.
* اختلاج النبض:
فلنسمح لهمومنا.. لآلامنا.. لأحقادنا.. لاستيائنا تجاه الآخرين بالرحيل، فإن سمحنا برحيل كل ذلك، أصبحنا قادرين على المسامحة، وقادرين فيما بعد على العطاء، وليكن عطاؤنا في كل شيء نوعاً راقياً من التهذيب للنفس لنعيش تجربة الإحسان الحقيقية، ولنختبر لذتها في هذا الموسم الروحي العظيم.