عبارتان تكفيان للحكم على أي رد كتابي أو شفهي بأنه ضعيف ولا قيمة له وبأن كاتبه أو قائله لا يمتلك الحجة والدليل وأنه دون القدرة على المناقشة، الأولى الإشارة إلى أصول الشخص الذي يراد الرد عليه وانتقاده، والثانية اتهامه بأنه يحصل من الحكومة على المال مقابل ما يكتب أو يقول.
التشكيك في وطنية من يراد الرد عليه تأكيد على ضعف الفاعل، حيث القوة تكمن في تمكنه من مناقشته في الذي كتبه أو قاله وليس في غير ذلك. هو عبر عن رأيه في موضوع معين ونظر إليه من زاوية معينة، والرد ينبغي أن يكون على ذلك الرأي وليس على شخصه.
أما المتلقي فيريد رأي القائم بالرد في الموضوع المثار وليس في الشخص الذي أثاره ولا أصوله، فهذا أمر لا يهمه مثلما أنه لا تهمه مصادر دخله. ما يريده المتلقي هو أن يتمكن من المقارنة بين الرأيين ليتخذ موقفاً مع هذا أو ذاك. هكذا يقول المنطق، وهكذا هي الموضوعية.
بناء عليه يمكن القول ومن دون تردد بأن جل أو حتى كل الردود التي يكتبها وينشرها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» و«ثواراً» لا قيمة لها ولا تؤثر حتى في المنحازين إليهم أساساً، فأي قيمة وأي تأثير لرد يتجاوز الموضوع والموضوعية ويهتم بالحديث عن أصل وفصل ومدخول من يراد الرد عليه؟
هذه إشكالية مهمة ينبغي أن ينتبه إليها أولئك لأنها ببساطة تسيء إليهم وتضعفهم، فالقوي وصاحب الحجة لا يتجه إلى السفاسف والتفاصيل التي لا تهم المتابع ولا تضيف إليه شيئاً. القوي يرد بالمنطق وبالدليل ويركز على النقاط التي أثارها المراد الرد عليه. تلك العبارات تندرج في باب السب والشتم الذي لا يلجأ إليه إلا من يعرف أنه يفتقد الحجة والمنطق وأنه دون القدرة على المناقشة والإقناع.
التشكيك في وطنية الآخر أمر سهل، وكذا اتهامه بحصوله على المال مقابل ما يكتب أو يقول أو تقصد الإشارة إلى أصله وفصله واعتبار ذلك عيباً. لكن لأن المتلقي لا يريد هذا وإنما يريد الرد المنطقي والموضوعي والمفحم على ما كتبه ذاك أو قاله، لذا فإنه يعتبر الرد ضعيفاً ويعتبر الراد أضعف منه بل لا يستحق الاحترام.
القوي يرد على الفكرة والرأي ويبتعد عن التعرض لشخص صاحبهما وإلا اعتبر ضعيفاً ودون القدرة على الرد. الرد إن لم يكن قوياً ومقنعاً لا قيمة له ولا تأثير، والأكيد أنه لا قيمة له ولا لكاتبه أو قائله لو أنه احتوى على السب والشتم وترك أصل الموضوع واتجه إلى الحديث عن أصل وفصل ومصادر دخل صاحب العلاقة والتشكيك في وطنيته.
في اعتقادي أن أحد أبرز الأسباب التي جعلت الكثيرين ينفضون من حول أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وثواراً» هو أنهم لاحظوا عليهم أنهم يركزون على التوافه ويبتعدون عن أصل الموضوع. يتركون الرد على الرأي والفكرة والموقف ويضيعون وقتهم ووقت المتلقي في الحديث عن أصل وفصل من يسعون إلى الرد عليه.
من الأمور التي ينبغي أن يدركها أولئك أيضاً أن هذا النوع من الردود يتضمن قلة احترام للمتلقي، حيث المتلقي يبحث عما يقنعه ويجعله يتخذ موقفاً من الذي أثاره ذلك الكاتب أو القائل ولا يبحث عن غير ذلك. ترى ما الذي يستفيده من يتقدم للرد لو أنه تناول أصل وفصل ومصادر دخل من يستهدفه بالرد؟ وما الذي يمكن أن يضيفه بما تناول للمتلقي و«للمعارضة» و«الثورة»؟!
الرد القوي والمنطقي والإنساني يكون على القول والفكرة والرأي والموقف وليس على شخص القائل وصاحب الفكرة والرأي والموقف.
التشكيك في وطنية من يراد الرد عليه تأكيد على ضعف الفاعل، حيث القوة تكمن في تمكنه من مناقشته في الذي كتبه أو قاله وليس في غير ذلك. هو عبر عن رأيه في موضوع معين ونظر إليه من زاوية معينة، والرد ينبغي أن يكون على ذلك الرأي وليس على شخصه.
أما المتلقي فيريد رأي القائم بالرد في الموضوع المثار وليس في الشخص الذي أثاره ولا أصوله، فهذا أمر لا يهمه مثلما أنه لا تهمه مصادر دخله. ما يريده المتلقي هو أن يتمكن من المقارنة بين الرأيين ليتخذ موقفاً مع هذا أو ذاك. هكذا يقول المنطق، وهكذا هي الموضوعية.
بناء عليه يمكن القول ومن دون تردد بأن جل أو حتى كل الردود التي يكتبها وينشرها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» و«ثواراً» لا قيمة لها ولا تؤثر حتى في المنحازين إليهم أساساً، فأي قيمة وأي تأثير لرد يتجاوز الموضوع والموضوعية ويهتم بالحديث عن أصل وفصل ومدخول من يراد الرد عليه؟
هذه إشكالية مهمة ينبغي أن ينتبه إليها أولئك لأنها ببساطة تسيء إليهم وتضعفهم، فالقوي وصاحب الحجة لا يتجه إلى السفاسف والتفاصيل التي لا تهم المتابع ولا تضيف إليه شيئاً. القوي يرد بالمنطق وبالدليل ويركز على النقاط التي أثارها المراد الرد عليه. تلك العبارات تندرج في باب السب والشتم الذي لا يلجأ إليه إلا من يعرف أنه يفتقد الحجة والمنطق وأنه دون القدرة على المناقشة والإقناع.
التشكيك في وطنية الآخر أمر سهل، وكذا اتهامه بحصوله على المال مقابل ما يكتب أو يقول أو تقصد الإشارة إلى أصله وفصله واعتبار ذلك عيباً. لكن لأن المتلقي لا يريد هذا وإنما يريد الرد المنطقي والموضوعي والمفحم على ما كتبه ذاك أو قاله، لذا فإنه يعتبر الرد ضعيفاً ويعتبر الراد أضعف منه بل لا يستحق الاحترام.
القوي يرد على الفكرة والرأي ويبتعد عن التعرض لشخص صاحبهما وإلا اعتبر ضعيفاً ودون القدرة على الرد. الرد إن لم يكن قوياً ومقنعاً لا قيمة له ولا تأثير، والأكيد أنه لا قيمة له ولا لكاتبه أو قائله لو أنه احتوى على السب والشتم وترك أصل الموضوع واتجه إلى الحديث عن أصل وفصل ومصادر دخل صاحب العلاقة والتشكيك في وطنيته.
في اعتقادي أن أحد أبرز الأسباب التي جعلت الكثيرين ينفضون من حول أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وثواراً» هو أنهم لاحظوا عليهم أنهم يركزون على التوافه ويبتعدون عن أصل الموضوع. يتركون الرد على الرأي والفكرة والموقف ويضيعون وقتهم ووقت المتلقي في الحديث عن أصل وفصل من يسعون إلى الرد عليه.
من الأمور التي ينبغي أن يدركها أولئك أيضاً أن هذا النوع من الردود يتضمن قلة احترام للمتلقي، حيث المتلقي يبحث عما يقنعه ويجعله يتخذ موقفاً من الذي أثاره ذلك الكاتب أو القائل ولا يبحث عن غير ذلك. ترى ما الذي يستفيده من يتقدم للرد لو أنه تناول أصل وفصل ومصادر دخل من يستهدفه بالرد؟ وما الذي يمكن أن يضيفه بما تناول للمتلقي و«للمعارضة» و«الثورة»؟!
الرد القوي والمنطقي والإنساني يكون على القول والفكرة والرأي والموقف وليس على شخص القائل وصاحب الفكرة والرأي والموقف.