يغالط العالم نفسه لو قال بأن القوة العسكرية الإيرانية ليست في حالة نمو فائق، حيث الحقيقة هي أن النظام الإيراني يعمل باجتهاد مبالغ فيه على تنمية هذه القوة لأنه ببساطة يعرف أنه من دونها ومن دون نموها وتطورها المستمر يضيع وينتهي. لكن هذا النظام يغالط نفسه لو أنه قال بأن القوة الاقتصادية في إيران تنمو بموازاة نمو القوة العسكرية. هذه إشكالية مهمة وتعني أن المهم والأهم بالنسبة للنظام الإيراني هو حماية نفسه، أما الشعب الإيراني فلا بأس لو تضرر وعاش الفقر وعانى من كل الأمراض.
لدعم هذه الفكرة يمكن المقارنة بين حجم الأموال التي يصرفها النظام الإيراني على تطوير القوة العسكرية والتي مثالها الأقرب إطلاق صاروخ نحو الفضاء ووضع قمر صناعي حول مدار الأرض يخدم التحرك العسكري الإيراني ويتيح له مراقبة ما يريد مراقبته على الأرض وفي البحر، وبين حجم الأموال التي يصرفها حالياً على مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي كلفه – حسب الأرقام الرسمية – نحو 6 آلاف وفاة وأكثر من 90 ألف إصابة، حيث يتبين الفارق بسهولة، فما صرفه على إطلاق ذلك الصاروخ يكفي لاحتواء الفيروس وتخليص الإيرانيين منه.
حسب تقارير المعارضة الإيرانية فإن الأرقام التي يوفرها النظام عن أعداد ضحايا الفيروس والمصابين به بعيدة عن الواقع كثيراً. هذه المعارضة تقول بأن أعداد المتوفين بسبب الفيروس حتى الآن هي 36 ألف إيراني وأن الرقم الذي يوفره النظام يشير إلى الضحايا في العاصمة فقط وليس في كل مدن إيران وعددها حوالى 300 مدينة، وأن أرقام المصابين بالفيروس أكثر بنحو عشر مرات، وتقول بأن النظام يعيش ورطة كبيرة ولا يعرف حتى الآن السبيل إلى الخروج منها وأنه لهذا يخرج بين الحين والحين كبار المسؤولين ليوهموا المواطنين بأن الأمور تحت السيطرة وأن النظام بصدد الإعلان عن المواقع التي سيتم رفع حظر التجول فيها وتطبيق أسلوب التباعد الاجتماعي.
المعارضة الإيرانية تتحدث عن منحى تصاعدي للفيروس، والنظام الإيراني يتحدث عن منحى تنازلى. منطقاً يمكن القول بأن الطرفين يبالغان، حيث من مصلحة النظام القول بأنه مسيطر على الوضع وأن يوم الخلاص من ربقة الفيروس يقترب، ومن مصلحة المعارضة القول بأن النظام لا يقول الحقيقة وأنه غارق ولا يعرف كيفية الخلاص والخروج من هذا الذي صار فيه. ولكن لأن لدول الخليج العربي قصص سابقة كثيرة تأكد منها عدم صدقية النظام، ولأنها بطبيعة الحال لا يمكن أن تركن إلى ما تقوله المعارضة الإيرانية لاحتمالية عدم دقته، لذا فإنها لا تأخذ بهذا ولا بذاك وتعمد إلى المتابعة والمراقبة بغية التيقن.
ما تريده دول الخليج العربي وما يهمها هو عدم تمكن الفيروس من إيران، والسبب هو أن إيران جزء من جغرافيا المنطقة، وتمكن الفيروس منها يعني احتمالية تمكنه بعد حين من كل دول المنطقة، لهذا فإنها لا تتردد عن التعبير عن استغرابها من إعطاء النظام الإيراني كل الاهتمام لتطوير قدراته العسكرية فيطلق ذلك الصاروخ المحمل بالقمر الصناعي في وقت يعاني فيه الإيرانيون من انتشار فيروس كورونا بينهم وقتل الكثيرين منهم يومياً.
هذا التناقض في اهتمام النظام الإيراني في تنمية قدراته العسكرية وعدم اهتمامه في تنمية قدراته في المواجهة مع الفيروس يؤكد أموراً عدة أولها أن النظام الإيراني ليس في حاجة إلى المال كي يحارب الفيروس وأن مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على أمريكا لرفع العقوبات الاقتصادية عنه ليتحقق له ذلك كذب صريح، وثانيها أن ما يهمه هو أن يظل يشعر بالقوة وهو ما يتأكد من خلال تحرشه بالقطع البحرية الأمريكية في مياه الخليج العربي.
لدعم هذه الفكرة يمكن المقارنة بين حجم الأموال التي يصرفها النظام الإيراني على تطوير القوة العسكرية والتي مثالها الأقرب إطلاق صاروخ نحو الفضاء ووضع قمر صناعي حول مدار الأرض يخدم التحرك العسكري الإيراني ويتيح له مراقبة ما يريد مراقبته على الأرض وفي البحر، وبين حجم الأموال التي يصرفها حالياً على مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) الذي كلفه – حسب الأرقام الرسمية – نحو 6 آلاف وفاة وأكثر من 90 ألف إصابة، حيث يتبين الفارق بسهولة، فما صرفه على إطلاق ذلك الصاروخ يكفي لاحتواء الفيروس وتخليص الإيرانيين منه.
حسب تقارير المعارضة الإيرانية فإن الأرقام التي يوفرها النظام عن أعداد ضحايا الفيروس والمصابين به بعيدة عن الواقع كثيراً. هذه المعارضة تقول بأن أعداد المتوفين بسبب الفيروس حتى الآن هي 36 ألف إيراني وأن الرقم الذي يوفره النظام يشير إلى الضحايا في العاصمة فقط وليس في كل مدن إيران وعددها حوالى 300 مدينة، وأن أرقام المصابين بالفيروس أكثر بنحو عشر مرات، وتقول بأن النظام يعيش ورطة كبيرة ولا يعرف حتى الآن السبيل إلى الخروج منها وأنه لهذا يخرج بين الحين والحين كبار المسؤولين ليوهموا المواطنين بأن الأمور تحت السيطرة وأن النظام بصدد الإعلان عن المواقع التي سيتم رفع حظر التجول فيها وتطبيق أسلوب التباعد الاجتماعي.
المعارضة الإيرانية تتحدث عن منحى تصاعدي للفيروس، والنظام الإيراني يتحدث عن منحى تنازلى. منطقاً يمكن القول بأن الطرفين يبالغان، حيث من مصلحة النظام القول بأنه مسيطر على الوضع وأن يوم الخلاص من ربقة الفيروس يقترب، ومن مصلحة المعارضة القول بأن النظام لا يقول الحقيقة وأنه غارق ولا يعرف كيفية الخلاص والخروج من هذا الذي صار فيه. ولكن لأن لدول الخليج العربي قصص سابقة كثيرة تأكد منها عدم صدقية النظام، ولأنها بطبيعة الحال لا يمكن أن تركن إلى ما تقوله المعارضة الإيرانية لاحتمالية عدم دقته، لذا فإنها لا تأخذ بهذا ولا بذاك وتعمد إلى المتابعة والمراقبة بغية التيقن.
ما تريده دول الخليج العربي وما يهمها هو عدم تمكن الفيروس من إيران، والسبب هو أن إيران جزء من جغرافيا المنطقة، وتمكن الفيروس منها يعني احتمالية تمكنه بعد حين من كل دول المنطقة، لهذا فإنها لا تتردد عن التعبير عن استغرابها من إعطاء النظام الإيراني كل الاهتمام لتطوير قدراته العسكرية فيطلق ذلك الصاروخ المحمل بالقمر الصناعي في وقت يعاني فيه الإيرانيون من انتشار فيروس كورونا بينهم وقتل الكثيرين منهم يومياً.
هذا التناقض في اهتمام النظام الإيراني في تنمية قدراته العسكرية وعدم اهتمامه في تنمية قدراته في المواجهة مع الفيروس يؤكد أموراً عدة أولها أن النظام الإيراني ليس في حاجة إلى المال كي يحارب الفيروس وأن مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على أمريكا لرفع العقوبات الاقتصادية عنه ليتحقق له ذلك كذب صريح، وثانيها أن ما يهمه هو أن يظل يشعر بالقوة وهو ما يتأكد من خلال تحرشه بالقطع البحرية الأمريكية في مياه الخليج العربي.