نواصل في الجزء الثالث من المقال حديثنا عن فيروس كورونا (كوفيد 19) ومواقع التواصل الاجتماعي.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً خطيراً يمسك به الإنسان فى يده فى شكل هاتف نقال ذكي أو لابتوب أو تابلت أو غيرها من الأشكال التكنولوجية التي أتاحت للإنسان عبر «الويب 2» أن يتواصل مع الآخرين ويتحول من مقعد الجمهور المتلقي إلى مقعد الإعلامي والصحافي والمؤسسة الإعلامية الصانعة للخبر والرأي والموجهة للجماهير والتي تسهم فى تشكيل وعيهم وفى تنشئتهم الاجتماعية بالمشاركة مع مؤسسات التنشئة الأخرى كالمدارس والجامعات والمساجد والأسرة والأحزاب والجمعيات ووسائل الإعلام وغيرها، بل إن دور هذه الشبكات أصبح أكثر خطورة وتأثيراً في وقتنا الحاضر بشكل لا يقل عن مضار فيروس «كورونا» المستجد فقد باتت هي نفسها فيروسات تضر بالمجتمع فى شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وانطلاقاً من هذا الدور الخطير برز السؤال الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت.. كيف تناولت مواقع التواصل موضوع فيروس «كورونا» المستجد؟ وكيف كان دورها في هذه الأزمة العالمية؟
إن الرؤية التحليلية لهذا الموضوع في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا ندرك أن أبرز أطر التناول الإعلامي الذي اهتمت به غالبية مواقع التواصل الاجتماعي فى تناول فيروس «كورونا» المستجد هو إطار الصراع ليس بين الفيروس والمؤسسات العلمية والطبية إنما الأدهي اهتمت بإبراز الصراع بين المؤسسات الرسمية الطبية في العالم العربي وبين الجماهير وأظهرت المؤسسات الرسمية كطرف أول غايته إخفاء المعلومات وحجب الحقائق والثاني الجماهير كطرف ثانٍ يسعي لمعرفة الحقيقة وتجنب الوباء والابتلاء. ولعبت على تراث روجته وسائل إعلام أجنبية وتراث استعماري سعى إلى زيادة الفجوة بين المؤسسات الوطنية الرسمية وبين الشعوب مروجاً لمفاهيم تدور حول الرغبة الأصيلة لدى المؤسسات الرسمية في إخفاء المعلومات وإخفاء الحقائق في كل شيء وفي كل القضايا والموضوعات وغير ذلك من مفردات هذا التراث. ولذا بدت المعالجة الإعلامية عبر هذه التطبيقات وكأنها تخص طرفين متناقضين أو متنافرين كل منهما له أجندته الخاصة التي يحرص عليها وتناست هذه المواقع أن كل من الجهات الرسمية والجمهور في مركب واحد فمن مصلحة الجهات الرسمية الإعلان والإفصاح وعدم الإخفاء حتى لا تفاجأ بتفشى الفيروس أو المرض فهى المسؤولة فى النهاية عن العلاج والمواجهة بحكم دورها الوطني والوظيفي والإداري والإنساني.
وللحديث بقية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً خطيراً يمسك به الإنسان فى يده فى شكل هاتف نقال ذكي أو لابتوب أو تابلت أو غيرها من الأشكال التكنولوجية التي أتاحت للإنسان عبر «الويب 2» أن يتواصل مع الآخرين ويتحول من مقعد الجمهور المتلقي إلى مقعد الإعلامي والصحافي والمؤسسة الإعلامية الصانعة للخبر والرأي والموجهة للجماهير والتي تسهم فى تشكيل وعيهم وفى تنشئتهم الاجتماعية بالمشاركة مع مؤسسات التنشئة الأخرى كالمدارس والجامعات والمساجد والأسرة والأحزاب والجمعيات ووسائل الإعلام وغيرها، بل إن دور هذه الشبكات أصبح أكثر خطورة وتأثيراً في وقتنا الحاضر بشكل لا يقل عن مضار فيروس «كورونا» المستجد فقد باتت هي نفسها فيروسات تضر بالمجتمع فى شتى مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وانطلاقاً من هذا الدور الخطير برز السؤال الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت.. كيف تناولت مواقع التواصل موضوع فيروس «كورونا» المستجد؟ وكيف كان دورها في هذه الأزمة العالمية؟
إن الرؤية التحليلية لهذا الموضوع في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا ندرك أن أبرز أطر التناول الإعلامي الذي اهتمت به غالبية مواقع التواصل الاجتماعي فى تناول فيروس «كورونا» المستجد هو إطار الصراع ليس بين الفيروس والمؤسسات العلمية والطبية إنما الأدهي اهتمت بإبراز الصراع بين المؤسسات الرسمية الطبية في العالم العربي وبين الجماهير وأظهرت المؤسسات الرسمية كطرف أول غايته إخفاء المعلومات وحجب الحقائق والثاني الجماهير كطرف ثانٍ يسعي لمعرفة الحقيقة وتجنب الوباء والابتلاء. ولعبت على تراث روجته وسائل إعلام أجنبية وتراث استعماري سعى إلى زيادة الفجوة بين المؤسسات الوطنية الرسمية وبين الشعوب مروجاً لمفاهيم تدور حول الرغبة الأصيلة لدى المؤسسات الرسمية في إخفاء المعلومات وإخفاء الحقائق في كل شيء وفي كل القضايا والموضوعات وغير ذلك من مفردات هذا التراث. ولذا بدت المعالجة الإعلامية عبر هذه التطبيقات وكأنها تخص طرفين متناقضين أو متنافرين كل منهما له أجندته الخاصة التي يحرص عليها وتناست هذه المواقع أن كل من الجهات الرسمية والجمهور في مركب واحد فمن مصلحة الجهات الرسمية الإعلان والإفصاح وعدم الإخفاء حتى لا تفاجأ بتفشى الفيروس أو المرض فهى المسؤولة فى النهاية عن العلاج والمواجهة بحكم دورها الوطني والوظيفي والإداري والإنساني.
وللحديث بقية.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال