السؤال الذي يتنامى هذه الأيام بسبب ما تناولته بعض المسلسلات التلفزيونية الخليجية التي أعدت لشهر رمضان المبارك وتحظى بنسبة مشاهدة عالية هو لماذا يسعى البعض إلى التطبيع مع إسرائيل؟ وهو سؤال محق ومنطقي، يقابله سؤال محق ومنطقي أيضاً وينبغي أن يطرح بقوة كذلك هو لماذا لا يتم السعي إلى التطبيع مع إسرائيل؟ هذا هو جوهر ما يدور بين مشاهدي تلك المسلسلات.

ما تطرحه الدراما الخليجية صار موضوع حديث رمضان هذا العام في كل العالم، وبسببها انقسم المشاهدون قسمين، الأول يرفع صوته بالسؤال صراحة عن لماذا لا نطبع مع إسرائيل التي هي اليوم دولة قوية ارتبط اسمها بالعلم والمعرفة والتطور؟ والثاني يرفع صوته بالسؤال عما إذا كان من المنطق والعدل أن يضيع العرب كل الجهد الذي بذلوه على مدار العقود السبعة الماضية وقبول التصالح مع العدو؟

الأول يعتبر ما يراه طريقاً لحل القضية الفلسطينية ونثر بذور الاستقرار في المنطقة والتفرغ للتنمية والبناء والتطور ويتيح الفرصة للفلسطينيين كي يعيشوا كما يعيش الآخرون وكما ينبغي أن يعيشوا، والثاني يعتبر أن مجرد التفكير في هذه الخطوة يعتبر خيانة للقضية الفلسطينية وبداية مرحلة تصفيتها وشطب فلسطين من خارطة العالم. الأول يعتبر خطوته تعاملاً مع الواقع، والثاني يعتبر مثل هذه الخطوة استسلاماً وظلماً لفلسطين.

سؤال التطبيع يصنف دائماً في خانة الأسئلة الصعبة والصادمة والتي يرى البعض أنه ينبغي ألا تطرح أياً كانت الأسباب وعبر أي طريق بينما يرى البعض الآخر ما يخالف هذا، لكنه في النهاية سؤال مهم، والواقع وتطورات الأحداث في المنطقة يفرضان طرحه بقوة وبجرأة رغم حساسيته، فعدم طرحه لا يعني أن القضية الفلسطينية في خير وفي مأمن.

المثير في الأمر هو أن كل هذا يقال وكله تسبب في التنافر بين مشاهدي ومتابعي تلك المسلسلات بينما لا تزال تعرض، ولم يتبين بعد ما يرمي إليه كتابها وصانعوها.