التغريدة التي تناقلتها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوله فيها إن «صبره بدأ ينفد على السعودية والإمارات»، ربما أسبابها لا تعود إلى تبادل حجب المواقع الإخبارية بين الدول الثلاث، كما تناقلت وسائل إعلام، وقد يبدو هذا الظاهر، ولكني أظن أن التغريدة لها أبعاد أخرى، ويحكمها المشهد الليبي على الأرجح.
تركيا أصرت على التدخل في الشأن الليبي، ولم تحترم قرار جامعة الدول العربية بعدم التدخل الأجنبي في ليبيا، ولكن بعد نحو خمسة شهور من هذا التدخل، ها هي تركيا تتكبد خسائر فادحة، حيث إن المرتزقة الذين تجندهم للقتال مع حكومة الوفاق الليبية بدؤوا يتراجعون وينشقون عن الطاعة لتركيا، لخلافات مع بعضهم البعض لأسباب تتعلق بالقيادة العسكرية في الساحة القتالية.
وإلى جانب هذا الانشقاق، فإن خسائر تركيا في ليبيا آخذة في الزيادة، حيث خسرت تركيا تسع طائرات مسيرة، وقتل أكثر من 10 جنود أتراك خلال قصف مطار «معتيقة» الليبي في فبراير الماضي، وهذا ما استدعى المعارضة التركية إلى اتهام أردوغان بالتكتم على الخسائر الحقيقية لتركيا في ليبيا، ومحاولته تكميم أفواه الصحفيين والمنتقدين والمعارضين للتصرفات التركية في ليبيا، ومنهم العضو النيابي المعارض «أوميت أوزداغ»، الذي طلبت النيابة من مجلس النواب التركي رفع الحصانة عنه، لكشفه معلومات تتعلق بمقتل عناصر استخباراتية تركية في ليبيا، بحسب صحيفة «الصباح» التركية.
إن الرؤية التركية في ليبيا معدومة، وخسائرها للمعدات والأرواح مستمرة، وانشقاق المرتزقة يتزايد، وذلك ما يجعل أردوغان في موقف ضعيف الآن أمام معارضيه الأتراك، حيث يميل الموقف حالياً لصالحهم، بالرغم من كل التضييق على الإعلام وتكميم الأفواه وتهديد أصحابها من أردوغان وحكومته، وهذا بالطبع لن يرضي أوروبا واتحادها الذي تعمل تركيا المستحيل للحصول على عضويته.
ومن أجل ذلك كله، فأعتقد أن هذا هو الصبر المقصود الذي بدأ ينفد عند أردوغان، والسياسة السعودية الإماراتية تتميز بالتوافق والانسجام التام بين البلدين الشقيقين في الساحتين الإقليمية والدولية ومنها المشهد الليبي، فأصبح هذا التوافق مرهقاً لأردوغان، الذي استخدم أقصر الطرق للوصول إلى مبتغاه، حتى وإن مهدت له حكومة فايز السراج ذلك، إلا أنه سلك طريقاً وعراً جداً، ولا ضمانة له بالسلامة، فالحرب خدعة، وفي هذا الزمن لا يشترط أن تكون بالسلاح التقليدي فقط.
{{ article.visit_count }}
تركيا أصرت على التدخل في الشأن الليبي، ولم تحترم قرار جامعة الدول العربية بعدم التدخل الأجنبي في ليبيا، ولكن بعد نحو خمسة شهور من هذا التدخل، ها هي تركيا تتكبد خسائر فادحة، حيث إن المرتزقة الذين تجندهم للقتال مع حكومة الوفاق الليبية بدؤوا يتراجعون وينشقون عن الطاعة لتركيا، لخلافات مع بعضهم البعض لأسباب تتعلق بالقيادة العسكرية في الساحة القتالية.
وإلى جانب هذا الانشقاق، فإن خسائر تركيا في ليبيا آخذة في الزيادة، حيث خسرت تركيا تسع طائرات مسيرة، وقتل أكثر من 10 جنود أتراك خلال قصف مطار «معتيقة» الليبي في فبراير الماضي، وهذا ما استدعى المعارضة التركية إلى اتهام أردوغان بالتكتم على الخسائر الحقيقية لتركيا في ليبيا، ومحاولته تكميم أفواه الصحفيين والمنتقدين والمعارضين للتصرفات التركية في ليبيا، ومنهم العضو النيابي المعارض «أوميت أوزداغ»، الذي طلبت النيابة من مجلس النواب التركي رفع الحصانة عنه، لكشفه معلومات تتعلق بمقتل عناصر استخباراتية تركية في ليبيا، بحسب صحيفة «الصباح» التركية.
إن الرؤية التركية في ليبيا معدومة، وخسائرها للمعدات والأرواح مستمرة، وانشقاق المرتزقة يتزايد، وذلك ما يجعل أردوغان في موقف ضعيف الآن أمام معارضيه الأتراك، حيث يميل الموقف حالياً لصالحهم، بالرغم من كل التضييق على الإعلام وتكميم الأفواه وتهديد أصحابها من أردوغان وحكومته، وهذا بالطبع لن يرضي أوروبا واتحادها الذي تعمل تركيا المستحيل للحصول على عضويته.
ومن أجل ذلك كله، فأعتقد أن هذا هو الصبر المقصود الذي بدأ ينفد عند أردوغان، والسياسة السعودية الإماراتية تتميز بالتوافق والانسجام التام بين البلدين الشقيقين في الساحتين الإقليمية والدولية ومنها المشهد الليبي، فأصبح هذا التوافق مرهقاً لأردوغان، الذي استخدم أقصر الطرق للوصول إلى مبتغاه، حتى وإن مهدت له حكومة فايز السراج ذلك، إلا أنه سلك طريقاً وعراً جداً، ولا ضمانة له بالسلامة، فالحرب خدعة، وفي هذا الزمن لا يشترط أن تكون بالسلاح التقليدي فقط.